قضى أكثر من 72 عاماً فى ركوب الخيل ، تعلم منها الكثير من الصفات والمهارات فى جولاته ورحلاته التى جاب خلالها محافظة قنا من جنوبها لـ شمالها، مشاركاً فى كافة الموالد الشعبية "المرماح" ، أو المناسبات التى يدعى للمشاركة فيها كخيال، باعتباره أحد وأقدم كوادر الخيالة بالمحافظة وصاحب مسيرة حافلة تتجاوز نصف قرن فى ركوب الخيل.
الخيال أحمد الأمين والشهير بـ سقاو، يبلغ من العمر 85 عاماً ، ابن قرية الشيخية التابعة لمركز قفط ، مازال يعشق ركوب الخيل، لكن سنوات العمر التى فرضت ظروفها الصحية، جعلته يترجل عن جواده ويتقاعد تدريجياً عن ركوب الخيل ، تاركاً إرثاً كبيراً و خبرات عديدة لأبنائه و أحفاده، ورافضاً أن يخلى أبنائه عن هذا الرياضة الشعبية التى توارثها عن آبائه وأجداده.
بنظرة الخبير فى مجال الخيل، يرى أن ما يحدث حالياً فى المرماح أو استعراض الخيول فى الموالد والمناسبات المختلفة، قلل من قيمة الخيول، فالمرماح لم يعد كما كان من قبل، سواء فى أداء الخيول أو الفرسان، أو حتى النظام والاستعداد لهذا الحدث، الذى كان يقصده المحبين من كافة البلاد للاستمتاع بمشاهدة الخيول تتسابق بقوة وعظمة بين الحشود التى تحيطهم من الجانبين على مسافة قد تصل لكيلو متر.
قال أحمد عبدالأمين أحمد وشهرته سقاو" خيال"، ركبت الحصان وعمرى 10 أعوام، على يد والدى الذى كان يحب الخيل بدرجة كبيرة، ما جعلنى أسير على نفس الدرب، و وقتها طلبت منه أن يشترى لى حصان خاص، فلبى طلبى على الفور، منذ إحضار الحصان و أنا لم أترك ركوب الخيل، فبدأت أتجول به فى شوارع القرية التى كانت فسيحة، و بعدها بدأت أشارك فى الموالد والأفراح بقريتى، ومع مرور الوقت بدأت تأتينى دعوات من خارج القرية للمشاركة فى موالد ومناسبات مختلفة وكنت ألبى الدعوة، مثلما يحضرون ويشاركوننا فى مناسباتنا المختلفة.
وتابع سقاو، خلال 72 عاماً فى ركوب الخيل شاركت تقريباً فى معظم الموالد الشعبية بمحافظة قنا، وكذلك محافظة الأقصر قبل أن تنفصل عن قنا ، وكنا ندعى للمولد أو الفرح قبلها بأيام بدعوة رسمية مكتوبة، حتى نستعد جيداً و نجهز الحصان، خاصة إذا كانت المسافة بعيدة، حيث كنا نأخذ تقريباً ما بين يومين إلى 4 أيام فى القرية التى نذهب إليها للمشاركة فى مرماح أو فرح، وكان أصحاب المناسبة يتولون ضيافتنا و ضيافة الخيل كما هو معتاد عندنا وفى كل البلاد.
وأشار سقاو، إلى أن الحصان لا يكون جاهزاً للجرى أو المشاركة فى المرماح والاستعراضات، إلا بعد تدريبه من خلال مدرب محترف لفترة زمنية معينة، حتى يكون قادراً على تنفيذ الأوامر و أداء الحركات المطلوبة سواء الجرى أو التقطيع أو الاستعراض، و إذا كانت فترة التدريب كافية والمدرب محترف، استطاع الحصان أداء أكبر قدر ممكن من الحركات خلال الاستعراض أو التقطيع أمام الزمارين فى المرماح.
وأوضح سقاو، ركوب الخيل يمثل بالنسبة لى ولغيرى من الخيالة حالة عشق، و إن لم يحدث هذا فلن يكون للفارس أو الخيال ذكر أو اسم بين الخياله، فأداء الحصان ومهارة صاحبه تظهر خلال المرماح أو الاستعراض، ما يجعل الجميع يشيد بالحصان وقدرة صاحبه على قيادته أو العكس، إذا كان أداء الحصان سىء أو غير مطيع للأوامر، و إذا حدثت إشادة فهو بمثابة تكليف للخيال للمشاركة فى المناسبات المختلفة بشكل اختيارى وليس إجبارى لأنها ف النهاية عمل تطوعى يبغى من خلاله الخيال إبراز مهاراته.
وأضاف سقاو، بأنه حريص على أن يتوارث أبنائه و أحفاده ركوب الخيل، كما توارثه عن أبيه و أجداده، واصفاً وجود الخيل بأنه خير كبير فى البيوت، ومطالباً الشباب بتعلم ركوب الخيل و إتقانه بشكل احترافى، فركوب الخيل ليس مجرد أن يمتطى الخيال ظهر الخيل وفقط، هناك الكثير يجب أن يتعلمه الخيال قبل ركوب الخيل وقبل ذلك أن يتعلم أنواع الخيول أن يحفظ طبيعة و شخصية حصانه حتى تحدث الألفة بينه وبين الحصان.