الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالتي فرنسا.. الحاجة سهير تحترف صناعة الفخار وتطالب بالحفاظ على الحرفة.. شاهد

خالتى فرنسا
خالتى فرنسا

وسط الأتربة و الأدخنة التى تحتاجها بيئة العمل فى حرفة الفخار، لتخرج أوانى للطهى والشرب أشبه ما تكون بالتحف الفنية المميزة، وجدت سهير أبواليزيد الشهيرة بـ خالتى فرنسا المقيمة بقرية الشيخ على بمركز نقاده جنوب قنا ، نفسها تمسك عجينة الفخار من والدها و أشقائها ، وهى بعمر الزهور، لتصنع منها منتجات و أشكال فخارية متنوعة، ومع تطور العمر، وجدت نفسها بمثابة " المعلم أو الأسطى" بعدما كانت مجرد "صبى" فى الحرفة التى لا يحترفها  إلا الرجال

نصيبها من التعليم توقف عند الصف الثالث الابتدائى، لكن وهبها الله عقلاً ناضجاً مع فصاحة فى الحديث وتفكير تخطى مراحل تعليمية متقدمة، فرغم حرمانها من التعليم لظروف البيئة المحيطة، إلا أنها كانت ومازالت سبباً فى تطوير حرفة الفخار بمنطقتها ، وصاحبة رؤية لتطوير هذه الحرفة التراثية، ما جعلها مطلوبة كمتحدث رسمى فى المناسبات الرسمية عن حرفة الفخار، تتحدث عن خباياها و أسرارها و آلام وهموم صناعها.

و بخلاف الكارهين لحرفهم الشاقة ومهنهم المتواضعة، تدين خالتى فرنسا لحرفة الفخار، بالعرفان و الفضل فى تدبير نفقات زواجها ، و زواج بعض أبنائها ، بعد إلحاقهم بالمراحل التعليمية المختلفة، وترى أن الفخار كان سبباً فى سعادتها وعزتها وفتح الكثير من البيوت، رغم تراجع مستوى الحرفة فى الفترة الأخيرة، نتيجة إهمال المسئولين فى رعاية هذا التراث العتيق.

ووسط مشاغل حرفة الفخار ومتاعبها ، لم تنسى خالتى فرنسا ، أن يكون لها دور مجتمعى فى رعاية الفتيات و تعلميهن أصول الحرفة لمن ترغب منهن، أو مساعدتها فى فتح مشروع أو تجهيز أخرى للزواج، ما جعلها بمثابة "عمدة" يعرفها القاصى والدانى، فالعامل البسيط يعرف قيمة هذه السيدة و تجار الفخار، يتعاملون معها من خلال طلبيات الفخار ، و المسئولين بمحافظة قنا سواء حكوميين أو مجتمع مدنى يقصدونها فى المهام الرسمية.

قالت سهير أبواليزيد، الشهيرة بـ خالتى فرنسا ، نشأت فى منزل كل أفراده يعلمون فى حرفة الفخار، فكنت مثل أشقائى الصغار أساعد والدى و والدتى فى نقل منتجات الفخار المختلفة، إلى أن وصلت للصف الثالث الابتدائى وتوقفت عن التعليم، لأبدأ مرحلة جديدة مع هذه الحرفة العظيمة، فقد بدأت أحصل على دور أكبر، و بعدها بدأت اعتلى " الدولاب" وهى الأداة المخصصة لتدوير وتشكيل قطع الفخار المختلفة، ومن وقتها و أنا أعمل فى هذه الحرفة، وخلال هذه الفترة تعلمت صناعة كل الأشكال و المنتجات الفخارية ، انتهاءًا البيع والتسويق للتجار.

وتابعت خالتى فرنسا ، رغم بساطة حرفة الفخار إلا أنها أكرمتنا و أعزتنا و وفرت لنا ما نحتاجه من نفقات لنعيش حياتنا ونربى أولادنا بشكل كريم، لذلك أنا حريصة أن أظل عمرى كله فى هذه الحرفة الفرعونية الأصيلة التى لم تبخل علينا بخيرها ، وكانت سبباً فى زواجى و إلحاق أبنائى بالتعليم، وحريصة أكثر أن ألفت اهتمام المسئولين و العالم أجمع لها حتى لا يكون مصيرها الإندثار، فهى تحتاج لاهتمام أكبر من الحكومة من ناحيتى المكان والتسويق.

و أشارت خالتى فرنسا، إلى أن الطلب على منتجات الفخار بدأ يتزايد فى الفترة الأخيرة، مع اكتشاف الكثير من الأمراض التى تسببها الأوانى المصنعة من المواد البلاستيكية و الحرارية ، ما دفع الأهالى للبحث عن أوانى صحية و آمنه، كما بدأ يظهر هذا الاتجاه خارج مصر خاصة فى الدول الاوربية، لكن يحتاجون لمن يوصل رسالتنا ومنتجاتنا إليهم.

وطالبت خالتى فرنسا ، المسئولين الوفاء بوعودهم تجاه صناع الفخار، و تحقيق حلمهم فى الانتقال إلى مكان فسيح يحتوى صناعتهم ويمكنهم من تطويرها والتوسع فيها، بما يعود بالنفع على العاملين بالحرفة و أسرهم، ودعم اقتصاد الدولة، من خلال هذه الحرف البسيطة التى يمكن أن تكون سبباً فى نهضة البلاد كما كانت من قبل، مع مساعدة الصناع فى تسويق منتجات الفخار خارج مصر، مضيفة بأنها لا تحتاج أى مساعدة مالية من الدولة أو وظائف، فالاهتمام و توفير المكان سوف يوفر الوظائف و العائد المناسب للجميع.

 

خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا 
خالتى فرنسا