الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسكات ممنهج للصوت الفلسطيني.. استشهاد الصحفية غفران وراسنة علي يد قوات الاحتلال

الشهيدة غفران وراسنة
الشهيدة غفران وراسنة

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في مسلسل الاغتيالات للصحفيين والإعلاميين المعارضين له من الفلسطينيين في انتهاك صريح لحقوق الإنسان وحرية الإعلام، ولم تكن الشهيدة شرين أبو عاقله آخر الصحفيين والإعلاميين الذي استشهدوا على يد القوات الإسرائيلية، بل استشهدت اليوم الصحفية غفران وراسنة برصاص الاحتلال عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل.

استشهاد الصحفية غفران وراسنة

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد غفران وراسنة "31 عاما" إثر إصابتها برصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى (تحت الإبط)، وخرجت من الجهة اليمنى.

والشهيدة وراسنة من بلدة شيوخ العروب، وهي أسيرة مُحررة أطلق سراحها في شهر أبريل الماضي بعد اعتقال دام ثلاثة أشهر.

وذكرت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف للشابة المُصابة، إلا بعد نحو 20 دقيقة، وجرى نقلها للمستشفى الأهلي بالخليل، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياتها.

الهدف اسكات الصوت الفلسطيني

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، إن الشهيدة غفران وراسنة هي صحفية تعمل في الصحف المحلية والمواقع الفلسطينية، تم اعتقلها من قبل الاحتلال الإسرائيلي من قبل في 10 يناير من العام الحالي، وأفرج عنها في 9 إبريل الماضي.

وأضاف القب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الواضح من عملية اغتيال الشهيدة وراسنة صباح اليوم، أن الأمر لم يكن مصادفة حيث يتم مضايقتها بعد الافراج عنها وتطلبها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للمقابلة بشكل دائم من باب التضييق عليها، وعندما فشلوا معها تركوا التنفيذ لوحدات المستعربين من اليمام والدفدفان المنتشرة في الضفة الغربية لاغتيالها. 

وأوضح أن جريمة غفران لا تقل عن جريمة شيرين أبو عاقله، والهدف هو اسكات الصوت الفلسطيني الإعلامي في أي مكان يفضح الاحتلال وجرائمه اليومية ضد شعبنا الفلسطيني.

وطالب الرقب بحماية دولية لتحمي الشعب الفلسطيني من جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه وأجهزة القتلة التابعة له والتي تعمل ليل نهار في الضفة الغربية متسترة بالزي العربي.

رئيس الوزراء الفلسطيني يدين إسرائيل

ومن جانبه، أدان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، اليوم الأربعاء، الجريمة المُروعة التى ذهبت ضحيتها الأسيرة المُحررة والصحفية غفران وراسنة، وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها، وطالب المجتمع الدولي بتفعيل القرارات الدولية القاضية بمُقاطعة دولة الاحتلال ومعاقبة الجناة.

وقال اشتية، إن الإرهاب المنظم الذي يستمد تكرار جرائمه من غياب العقاب الرادع، استهدف اليوم الأسيرة المحررة الشابة غفران هارون وراسنة.

وتابع: "عدم محاكمة الجناة يعني أن جريمة أخرى سيتم ارتكابها، فبينما ترسل المحكمة الجنائية الدولية 40 محققا إلى أوكرانيا، خلال أقل من شهرين لم تبادر لفعل الشيء ذاته في فلسطين منذ عقود".

الجامعة العربية تندد بالجريمة

كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الجريمة النكراء التي اقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم بالإعدام الميداني المتعمد للإعلامية غفران وراسنة، ما يؤكد إصرار جيش الاحتلال على استهداف الإعلاميين بانتهاك جسيم للقانون، وتحدٍ سافر لإرادة المجتمع الدولي.

وقالت الأمانة العامة في بيان لها اليوم الأربعاء، إن هذه الجريمة الجديدة التي تأتي في إطار الإرهاب الرسمي الممنهج وسلسلة الجرائم الدموية التي يقترفها الاحتلال إمعاناً في عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته، واستهتاراً بدمائه على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دوله وشعوبه ومنظماته، بما فيها محكمة الجنايات الدولية ومجلسي الأمن وحقوق الانسان صاحبة الاختصاص والمسؤولية في وقف هذه الجرائم المتواصلة وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح البيان أن الاحتلال يمعن بمواصلة عدوانه وإجرامه واستخفافه بالقانون والشرعية الدولية واستهتاره بإرادة المجتمع الدولي ومبادئه، وقيمه الإنسانية بغياب العقاب وملاحقة الجناة لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.

كما حملت الأمانة العامة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اليوم، وسلسلة الجرائم الطويلة التي يرتكبها الجيش، والعصابات الإرهابية للمستوطنين المستعمرين، بقرار رسمي حكومي وعن تداعيات هذا العدوان والاستيطان، مؤكدة على مسؤولية المنظمات والهيئات الدولية المختصة بالشروع في إنفاذ قراراتها ذات الصلة وفي إقامة العدالة الدولية بنفس المعايير والفعالية، وذات التدابير وحمل المسؤولية التي يقرها القانون والمواثيق الشرعية الدولية ولم تجدد طريقها للنفاذ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة مؤكدة على ضرورة الانتهاء من المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين التي تركن إليها سلطات الاحتلال وتمس جوهر النظام الدولي وقدرته في تحقيق العدالة وحفظ الامن والسلم العالميين.