خبراء التعليم:
-المقابلات المدرسية أصبحت أداة تمييزية للتقييم الاجتماعي
-ظاهرة المقابلات المدرسية تشجع على زيادة الوساطة والمحسوبية بالتعليم
-المقابلة الشخصية بالمدارس لأولياء الامور والطلاب مهمة وتهدف للتعرف على مستويات الطالب
أولياء أمور:
-الأسئلة تعجيزية لا تناسب سن الطفل ولا مستوى تفكيره
-الأمر تحول إلى سبوبة وبعض المدارس تفضل اختيار أبناء رجال الأعمال
تُعد مرحلة التقديم للمدارس في سن رياض الأطفال، المهمة الأصعب أمام أولياء الأمور الذين يبحثون عن مدرسة مناسبة لأطفالهم، لما تحتويه المقابلة أو "الإنترفيو" على أسئلة مجحفة تُملى على الطفل، قد يُرفض طلب التحاقه بالمدرسة على أثرها في حال رسوبه.
أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس،أن ظاهرة المقابلات المدرسيةتشجع على زيادة ظواهر الواسطة والمحسوبية قبيل كل عام دراسي وهو ما يبطل ادعاء قيام تلك المقابلات بخدمة أهداف تربوية قائمة على الاستحقاق والجدارة.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هذه الظاهرة تزيد من العبء المالي وذهني إضافي وغير مبرر على أولياء الأمور فقط في سبيل سعيهم للحصول على فرصة لتعليم جيد لأبنائهم والذي هو حق أساسي من حقوق الإنسان.
وتابع الخبير التربوي: هناك جهد كبير مشكور من وزارة التربية والتعليم في إزالة التحديات والعقبات القائمة أمام أولياء الأمور بشكل عام وليس لطلاب المدارس الخاصة فحسب بل من أجل تخفيف كافة الأعباء عن كاهل الأسر المصرية.
وعبر الدكتور حسن شحاتة عن رفضه قائلا: أرفض ان تتحول العملية التعليمية لتجارة يستخدمها بعض الاشخاص للربح الشخصي دون التفكير في أشياء أخرى تتعلق بالطلاب وذويهم، مضيفًا أن التعليم رسالة هادفة لا يجب ان يتدخل رأس المال في التحكم بها.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن هذه المقابلات تقوم بحرمان الطفل من فترة الطفولة خاصته، حيث يقوم أولياء الأمور بتعليمه الكتابة والقراءة مبكرا، إضافة الي كيفية الرد على أسئلة المقابلات وهو ما يسبب ضغطا غير صحي داخل الأسرة خلال فترة التقديم يصاب الطفل خلاله بإحباط عادة، فقط لقيام تلك المقابلات بقياس مهارات ما قبل التعلم دون أي تفسير مقبول.
وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة تدخل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لتحديد كل ما يتعلق بالمصروفات المدرسية داخل جميع المدارس الخاصة على مستوى الجمهورية، وأن تتولى الرقابة الحاسمة على نظام التعليم داخل هذه المدارس ومعرفة المؤهلات العلمية الحاصل عليها جميع المعلمين داخل هذه المدارس، مشيراً إلى أن هناك العديد من المدارس الخاصة التي تعمل دون ضوابط واضحة ما يجعل التلاميذ داخل هذه المدارس ليسوا المستوى التعليمي المطلوب.
وناشد شحاتة، أولياء الأمور سرعة التوجه إلى الإدارة التعليمية، حال حدوث أزمة، مطالبًا أولياء الأمور بأهمية التأكد من أسعار المدارس الخاصة والتي بالفعل موثقة بالوزارة وحال البحث واكتشاف وجود مخالفة للسعر القائم، فإنه على ولي الأمر تقديم شكوى عاجلة للوزارة، مشيدا بسرعة الوزارة في البت في شكوى أولياء الأمور.
وأضاف “شحاتة” أن تلك المدارس التي غالبا ما تقوم بأخذ المقابلات الأطفال بذنب اهاليهم ممن لم تتح لهم فرصة للحصول على شهادة جامعية او تعلم لغة أجنبية، ما يجعل من المقابلات أداة تمييزية للتقييم الاجتماعي.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد فتح الله، استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن شرائح زيادة المصروفات في المدارس الخاصة تتم وفق الكتاب الدوري الوزاري والزيادات السنوية المقررة، الخاص بالمصروفات.
وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المدارس الخاصة تضع أسعارها بناء على مدى جودة مستوى التعليم بها ونوعه والخدمات التعليمية التي تقدمها للطلاب من وسيلة انتقال وتغذية أو غيرها، وكل فئة من المدارس الخاصة تختلف عن نظيرتها لذا لا يمكننا تعميم أسعار موحدة، مشيرا إلى أن تفعيل الرقابة على هذه المدارس وأيضا توقيع العقوبات حال المخالفة سيسهم في عدم التلاعب في الأسعار.
وأعلن استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن المقابلة الشخصية لأولياء الامور والأخوة أمر شخصي لادارة المدرسة الهدف منه هو تقييم لبيئة الطفل في المنزل.
وصرح الدكتور محمد فتح الله، بأن تلك المدارس تعتمد بشكل اساسي على البيئة التى تحيط بالطفل داخليا وخارجيا، حتى تستطيع معرفة سلوكيات الطفل الطريقة الجيدة والمناسبة للتعامل معه.
وأعلن الخبير التربوي، أن الانترفيو الذي تقوم المدارس بعمله يهدف بشكل أساسي للتعرف على مستويات الطلاب الحقيقية، قائلا: " الانترفيو أمر ضروري وأساسي لمعرفة مستوى الطالب ومستوى أهله أيضا".
وأضاف استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أنه لا يوجد مشكلة في عمل انترفيو للتعرف على الطلاب، مشيرة إلى أنه من يعترض على هذا الأمر يقوم بالبحث عن مدرسة أخرى.
وشدد "فتح الله"، على تفعيل الرقابة والمتابعة المستمرة على المدارس الخاصة، ومتابعة التزامها بالقرارات الوزارية المنظمة لزيادة المصروفات الدراسية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من تثبت مخالفته للقرارات المنظمة لزيادة المصروفات الدراسية.
وتابع استاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي: "مع وضع ملف إجراء المقابلات برسوم مالية قبل الالتحاق بالحضانات ورياض الأطفال والمدارس على أجندة عملها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا ونحن مقبلون على موسم التقديم في المدارس".
"بيختاروا الأطفال على الفرازة وفئات معينة من حقها دخول المدارس الخاصة"، جملة تجسد معاناة أولياء الأمور الذين يرغبون فى دخول أبنائهم المدارس الخاصة والدولية فى الوقت الذى تعانى فيه بعض المدارس الحكومية ضعفا فى مستواها العلمى.
ومن جانب آخر يروي أولياء أمور مدارس خاصة لـ "صدى البلد" رحلة عذابهم فى اختبار الإنترفيو لحظة تقديمهم للمدارس، مؤكدين أن الإنترفيو وفلوس الأبليكيشن أصبحت صداعا فى رؤوسهم بسبب ابتزاز أصحاب المدارس لأولياء الأمور والأهالى.
تقول عفاف عبدالعزيز، ولى أمر، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إنها تقدمت لابنتها فى عدة مدارس خاصة لغات من أجل إلحاقها بإحداها، لافتة إلى أن طبيعة الأسئلة ومستواها لا تناسب على الإطلاق سن الطفل الذى يبلغ 5 سنوات فقط، مشددة على أن أسلوب وطريقة عقد الاختبار للأطفال تنفرهم من التعليم وتصل بهم إلى مرحلة أن يكرهوا التعليم والمدرسة.
وتابعت ولى الأمر: أنها قامت بتأهيل طفلتها قبل التقدم به وعقد اختبار الإنترفيو له، قائلة: المدرسة سألت الطفلة عن وظائف والديها والأشكال والحروف والألوان وطالبتها بتوصيل بعض الكلمات لتكوين شكل معين ومحدد مع اختيار الألوان لقيام الطفلة بتلوين الشكل، موضحة أنها أسئلة تعجيزية تؤثر على نفسية الطفلة، كما أن المدرسة لم تكتف بذلك بل عقدت مقابلتين لابنتها بإجمالى 4 ساعات.
وعلق ابانوب محب، ولي امر، "من حق المدرسة أن تتعرف على شخصية الطفل للتأكد من أنه غير مصاب مثلا بالتوحد أو تأخر فى النطق وأنه سليم ذهنيا، ولكن أن تعقد له اختبار قراءة وكتابة إنجليزى وفرنساوى فهو أمر غير طبيعى مع طفل سنه 4 أو 5 سنوات، مؤكدًا أنه يجب على وزارة التربية والتعليم وقف كل هذه الإجراءات والتصدى لها.
وبالنسبة لأسئلته كولى أمر، أكد ابانوب أنه من أبرزها لماذا التحقت بكليتك، والكلية فادتك فى إيه؟ وكيف تتعامل مع أولادك فى المنزل؟ موضحًا أسئلة تحمل ضغطا على شخصية الاب او الام لقياس قدرتها على التحمل، وفى نفس الوقت ليس لها علاقة بموضوع الإنترفيو.
وقال ولى الأمر: بعد كل هذا العذاب نضطر فى الآخر أن نوافق علي جميع شروطهم علشان يأخدوا أولادنا فى المدارس ولو حد مش معاه واسطة مش هيعرف يدخل ابنه، لأنهم بيختاروهم على الفرازة، قائلا: فى دول مثل الإمارات والسعودية لا يوجد مثل هذه الأمور فى الالتحاق بالمدارس.
وتابع ولى الأمر: بعض المدارس تختار أبناء فئة معينة مثل الجواهرجى أو ورجال الاعمال وترفض أبناء الدكاترة والمهندسين لأن رجل الاعمال معاه فلوس كتيرة.
"على محمود"، ولى أمر تقدم بطلب تحويل لابنه فى الصفوف الأولى بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة الدقى الجيزة، أوضح أن ابنه اجتاز جميع الاختبارات التى عقدت له فى اللغة العربية وأسئلة الذكاء لأن بعض المدارس توجه أسئلة ذكاء للطفل، مضيفا أن المدرسة طالبته بإعداد الاختبار مرة أخرى لأن الطفل لا يكتب كلمات وجمل اللغة الإنجليزية متصلة "متشابكة مع بعضهما".
واستنكر ولى الأمر: بعض الأطباء يكتبون روشيتات المرضى بكلمات غير متصلة "مشبكة"، مشددا على أن المدارس تبتز أولياء الأمور والأطفال فى أسئلة الإنترفيو وأيضا المبلغ الذى يتم تحصيلة نظير الإنترفيو.
أكدت مروة جمال ولي امر أنها مرت بتجربة مع 4 مدارس خاصة تقمت لابنتها فيها، مؤكدة أنها وصلت إلى مرحلة المقابلة مع الطفلة، وقامت المدرسة بعقد الإنترفيو مع ابنتها لوحدها لمدة ساعتين على الأقل، وهذه الطريقة صعبة على الطفلة لأنه بطبيعة الحال غير متعودة على الأشخاص الذين جلست معهم لأول مرة وبالتالى تأثرت الطفلة.
وتابعت ولى الأمر: الأسئلة كانت عن حياة الطفلة، منها هل والدتك بتزعقلك فى البيت وبتاكلى إيه وتحبى إيه وكم عدد إخواتك وما هى طبيعة عمل بابا وماما"، كما شملت الأسئلة التطرق إلى الحروف العلمية والأرقام والألوان، قائلة: الإنترفيو مرفوض لطفل مدخلش المدرسة الأن الطفل داخل المدرسة علشان يتعلم مش متعلم جاهز، موضحة أن ابنتها عقدت لها المدرسة مقابلتين وواحدة لها كولى أمرها.
وكشفت ولى الأمر: كل انترفيو بندفع فيه من 1000 إلى 2000 جنيه وكل مدرسة عاملة سعر ويعتبر الإنترفيو بمثابة سبوبة كبيرة للمدارس لتحصيل مبالغ كبيرة لأن بعض المدارس تجبر ولى الأمر على التوقيع بعدم استرداد مبلغ الإنترفيو حتى ولو لم يتم قبول ملف الطفل فى المدرسة، بدليل أن بعض المدارس يكون لديها قائمة بالأطفال الذين تم الاستقرار على قبولهم فى العام الدراسى الجديد.