نظم مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، فعاليات المؤتمر العلمي "وزارة الخارجية المصرية في مئة عام (١٩٢٢ - ٢٠٢٢)"،تحت رعاية وزير الخارجية سامح شكري، والدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، والدكتور هشام تمراز، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ورئيس مجلس إدارة المركز، والدكتور أشرف مؤنس، مدير المركز.
وعقدت ٤ جلسات في إطار فعاليات المؤتمر العلمي "وزارة الخارجية المصرية في مئة عام (١٩٢٢ - ٢٠٢٢)" ، شارك في الجلسة الأولى كمتحدث رئيسى عمرو موسى، وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، والسفير الدكتور منير زهران، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، وأدار الجلسة الدكتور أشرف مؤنس، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية.
وألقى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، كلمة بعنوان "وزارة الخارجية المصرية في المئة عام المقبلة"، كما شارك في الجلسة الدكتورة سهرة قاسم محمد، خبيرة بالإدارة العامة للإعلام بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والدكتور عبد الحميد شلبى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، والوزير المفوض ناجى غابة، وزير مفوض قائم بأعمال السفارة المصرية في روما.
وخلال الجلسة، أكد عمرو موسى ضرورة الالتزام بالعمل بصورة مستمرة ودون توقف لضمان مستقبل أفضل لمصر، مشيرا إلى أن مصر دولة عريقة لكن لم يتم إدارتها بشكل جيد لمدة طويلة، مشددا على ضرورة إعادة بناء هذا البلد مع دعمه بشتى السبل، لافتا إلى أن الاحتفال بالعيد المئوى للدبلوماسية المصرية مناسبة جيدة للاحتفاء بمصر وعلاج الإرث الصعب الذي خلفته الحقبة السابقة.
كما تطرق للعلاقات المصرية السودانية، مؤكدا أن مصر والسودان شقيقتان، وأن الخارجية المصرية تعمل لصالح العلاقات المصرية السودانية لتصب فى النهاية لصالح الدولتين.
من جانبه، أفاد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابى، بأنه في فترة تولية حقيبة الخارجية اهتم اهتماما كبيرا بالشأن السوداني للقناعة بأن استقرار مصر لن يكون إلا باستقرار السودان، مشيرا إلى أن مصر لها فضل كبير فى نشر التعليم والفنون في دولة السودان.
وأكد صعوبة التنبؤ فيما يخص الخارجية المصرية خلال الـ١٠٠ عام القادمة، حيث تتغير الظروف الدولية بصورة كبيرة، وهذا يتطلب من الدبلوماسية المصرية أن تكون يقظة بصورة مستمرة فيما يتعلق بالمناخ المحلي والدولي لوجود ظواهر جديدة طرأت على المجتمع الدولي، وهي الأمور عابرة الحدود مثل الهجرة غير الشرعية والأوبئة والأمور الاقتصادية والحروب الطارئة.
وشدد العرابى على ضرورة أن يكون الدبلوماسي أكثر تطورا لأن وحدة القياس متغيرة حسب المتغيرات الدولية، وأن الدبلوماسية مستقبلا ستكون متأثرة بتغير المناخ والاستقرار الداخلي الذي يتحقق بالتنمية الاقتصادية.
وأوضح وزير الخارجية الأسبقأن الدبلوماسية تعمل دائما لمصلحة تنمية الدولة لجذب الاستثمار ومختلف أنواع المعرفة والتعليم، وهذا يتأتى عن طريق اختيار نخب جيدة تعمل في العمل الدبلوماسي لأنها وظيفة تتساوى بالجندي الذي يحمي حدود مصر من الأخطار.
ونوه إلى أن التحديات القادمة ستكون مشدودة من أربعة اتجاهات الشرق والغرب والشمال والجنوب، بالإضافة إلى التنمية، مما يمثل عبئا كبيرا على الدولة.
فيما أعربت السفيرة مشيرة خطاب في كلمتهاعن مدى سعادتها بالخدمة التى تقدمها جامعة عين شمس للمجتمع المدنى، بالإضافة إلى الخدمة التعليمية.
ووصفت الخدمة بجامعة عين شمس بأنها ترتقي لدرجة الامتياز، خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا، كما قدمت الشكر إلى رئيس جامعة عين شمس والفريق المعاون له.
وأكدت السفيرة مشيرة خطاب، أن هناك إجماعا عالميا على أن الدبلوماسية المصرية هي الأرقى والأعرق على مستوى العالم،خاصة لما حققته على المستوى الدولي فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وكان الفضل في هذا الأمر للوزير السابق عمرو موسى، لافتة إلى أن الدبلوماسية المصرية ساهمت فى صياغة وثيقة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وقد جاء ذلك فى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقالت إن مصر دولة هامة جدا لأن قوتها الناعمة لها تأثير عالمي، كما يوجد حرص دولي على أن تكون مصر دولة محورية فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وأثنت السفيرة مشيرة خطاب خلال كلمتها على الدور الذى قدمه الدكتور بطرس بطرس غالي في ذلك الأمر، كما أثنت على دور دستور 2014 والذي يعد أول دستور يعزز حقوق الإنسان فى مصر، ووجهت الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب مقولة “لا عقاب للمذنب مرتين لأن له كرامة ومن حقه أن يعيش كمواطن شريف”، وإلى رئاسة الجمهورية فيما يتعلق بقرارات العفو الرئاسي، لافتة إلى أنه شيء جيد وننتظر المزيد.
وأضافت أن هناك حقوقا للطفل ويوجد الكثير من القوانين التى تحميه، منوهة إلى أن الخارجية المصرية استطاعت عمل نقلة هامة فيما يتعلق باستراتيجية حقوق الإنسان لأن الظروف مهيأة لذلك.
وشددت على أن المرأة نالت أعلى حقوقها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحب مقولة “أنا وزير المرأة”، بمعنى أن المرأة المصرية يرعاها أعلى سلطة فى الدولة، وهذا منتهى الاهتمام.
ونوهت إلى الأهتمام بالحوار الدولي الذى يعتبر إحدى الأدوات الهامة لإنجاز حقوق الإنسان.
وفي كلمته، وجه السفير الدكتور منير زهران، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، الشكر والتقدير للدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، لدعوته الكريمة للاحتفاء بمئوية الخارجية المصرية، وأكد ووجوب الاحتفال بهذه المئوية طيلة ٢٠٢٢ لإظهارها والخروج بدروس مستفادة من تجاربها.
وأثنى على رئيس جامعة عين شمس لتنظيمه الجيد لهذا الاحتفال الهام، وأشاد بدور عمرو موسى، مؤكدا أنه يدعم وزارة الخارجية بصورة مستمرة.
وقال إن المجلس المصرى لديه شبكة كبيرة من العلاقات مع منظمات المجتمع المدنى فى مصر وخارجها تعمل جميعا لخدمة جميع الأطراف.
وأوضح أنه يتم التنسيق بصورة مستمرة للعمل لمصلحة الدول النامية وحقوق الإنسان وإنشاء نظام اقتصادى دولي جديد من خلال مجموعه الـ 77 والـ 15، والتى تعمل على الدفاع عن حقوق الدول النامية.
وفى نهاية الجلسة، كرم الدكتور أشرف مؤنس، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، المشاركين في الجلسة.