يوما بعد يوم تزداد حدة الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أربع شهور، خاصة مع تواصل عمليات القتال وعمليات الدعم المقدمة الي أوكرانيا من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.
العقوبات السادسة ضد روسيا
وشهد الصراع خلال الـ48 ساعة الماضية، حالة من الشد والجذب بسبب طلب أوكرانيا تزويدها بأنظمة دفاعية متطورة، حيث رفضت بعض الدول الغربية الموافقة عليها.
ويستعرض موقع "صدى البلد"، تطورات الحرب في أوكرانيا وما يجري بين القوى الداعمة لكلا الطرفين سواء روسيا أو أوكرانيا في هذه الحرب.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه سيتعين على أوروبا "التخلي عن النفط الروسي ومنتجاته بأي حال من الأحوال، لأن هذا يتعلق باستقلال الأوروبيين أنفسهم عن أسلحة الطاقة الروسية".
وأضاف زيلينسكي في كلمة وجهها للأوكرانيين: "كانت إحدى المهام الرئيسية في ذلك اليوم هي الموافقة على الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي.
وتابع: "أنا ممتن لرئيس المجلس الأوروبي، تشارل ميشيل، على دعمه لمصالح أوكرانيا ومصالح أوروبا بأكملها، ولمحاولته إيجاد الحلول الوسط اللازمة في أقرب وقت ممكن، حتى يمكن اعتماد حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي السادسة، إذ يجب أن تشعر روسيا بثمن أعلى بكثير لعدوانها".
وأشار الرئيس الأوكراني إلى لقائه وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، في كييف، موضحا أنه "ناقش معها تشديد العقوبات على روسيا، بالإضافة لقضايا (الدعم الدفاعي لـ أوكرانيا)، و"التكامل الأوروبي، والحاجة إلى العمل بشكل أسرع لمنع تصاعد أزمة الغذاء في العالم".
واستطرد: "نظرا لحقيقة أن روسيا أغلقت موانئنا في البحر الأسود واستولت على الجزء الخاص بنا من ساحل بحر آزوف، لا يمكننا تصدير 22 مليون طن من الحبوب الموجودة بالفعل في المستودعات في بلدنا هذا هو الحجم الذي كان من المقرر أن يدخل السوق الخارجية".
وشدد زيلينسكي على أن "الحصار الروسي لصادرات بلاده، يزعزع استقرار الوضع على نطاق عالمي".
دعم أوكرانيا بأنظمة صاروخية
وأضاف: الروس يسببون هذه المشكلة عن عمد، بحيث تواجه أوروبا كلها صعوبات، وحتى لا تتلقى أوكرانيا مليارات الدولارات مقابل صادراتها هذه هي المليارات التي يحتاجها اقتصادنا الآن".
وأضاف الرئيس الأوكراني: "لا يزال الوضع في دونباس صعبا للغاية حيث يحاول الجيش الروسي حشد قوى ساحقة في مناطق معينة لممارسة المزيد والمزيد من الضغط على المدافعين عنا هناك، في دونباس، تتجمع الآن القوة القتالية القصوى للجيش الروسي".
وأشار إلى أن سيفيرودونتسك وليسيتشانسك وباخموت وأفدييفكا وكوراخوف وسلوفيانسك، لا تزال تشكل "أهدافا رئيسية" للروس في هذا الاتجاه.
ويذكر أن القوات الروسية قصفت، أول أمس، خاركيف مرة أخرى كما تم قصف أراضي منطقتنا سومي عبر الحدود بين أوكرانيا وروسيا.
واختتم زلينسكي كلمته بالتأكيد على "استمرار النضال من أجل منطقة خيرسون، الواقعة تحت السيطرة الروسية، مضيفا: "خطوة بخطوة نحرر أرضنا، ونقترب تدريجيا من النقطة التي ستضطر فيها روسيا إلى إلقاء سلاحها، وإحصاء جميع قتلاها".
وفي هذا الصدد، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن واشنطن ستزود كييف بأنظمة صاروخية متطورة من دون تحديد نوعها، كثرت التساؤلات عن طبيعة هذه الأنظمة.
وأعلن بايدن، الثلاثاء، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا "أنظمة صاروخية متطورة تتيح لها إصابة أهداف أساسية"، في المعارك الدائرة بين قواتها والجيش الروسي الذي يواصل هجومه العسكري.
إلا أن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض قال للصحفيين إن بايدن يقصد قاذفات صواريخ من طراز "هيمارس".
راجمات هيمارس قصيرة المدى
وصرح المسؤول، أن الجيش الأوكراني سيحصل على الراجمات "هيمارس" مع صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومترا، واضعا بذلك حدا لأيام من التكهنات بشأن طبيعة الأسلحة النوعية الإضافية التي قررت واشنطن تزويد كييف بها للتصدي للهجوم الروسي
والجدير بالذكر، أن "هيمارس" قاذفات صواريخ تركب على مدرعات خفيفة، وتطلق صواريخ موجهة ودقيقة الإصابة.
ويعد "هيمارس" (M142) نظاما صاروخيا مدفعيا عالي الحركة، وهو عبارة عن قاذفة صواريخ خفيفة جرى تطويرها في أواخر التسعينيات لفائدة الجيش الأميركي.
وتحمل "هيمارس" 6 صواريخ أو صاروخا واحدا من نوع "MGM-140 ATACMS" على المركبة التكتيكية المتوسطة "FMTV"، التي يبلغ وزنها 5 أطنان، ويبلغ مداها نحو 480 كيلومترا، إلى جانب سرعة إطلاق تصل إلى 85 كيلومترا في الساعة.
كما يمكن لنظام "هيمارس"، الذي تنتجه شركة "لوكهيد مارتن"، أن يساعد القوات الأوكرانية في القضاء على بعض وحدات المدفعية الروسية التي تركزت في شرق أوكرانيا.
وفي أوكرانيا، ستستعمل المنظومة لإطلاق صواريخ مداها نحو 80 كيلومترا، رغم أن الجيش الأميركي لديه صواريخ من نفس النوعية لكن مداها يصل إلى مئات الكيلومترات.
وحرصت واشنطن على تزويد كييف بهذه الصواريخ قصيرة المدى لأنها تريد أن تضمن أنها ستطال أهدافا داخل أوكرانيا وليس على الأراضي الروسية.
وقال مسؤول البيت الأبيض إن "هذه الأنظمة ستستخدم من قبل الأوكرانيين لصد التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية لكنها لن تستخدم ضد الأراضي الروسية".
صواريخ لا تصل الداخل الروسي
وكان بايدن أكد لصحفيين، الإثنين، أن الولايات المتحدة "لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صاروخية يمكنها أن تصيب أهدافا داخل روسيا"، ولم يتضح في الحال عدد هذه الراجمات الصاروخية التي تعتزم واشنطن إرسالها إلى كييف.
وتندرج هذه الراجمات في إطار حزمة مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 700 مليون دولار، ويتوقع أن تكشف الإدارة الأميركية عن تفاصيلها اليوم الأربعاء.
ومنذ بدأت القوات الروسية هجومها العسكري على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، حرص الرئيس الأميركي على عدم تزويد كييف أسلحة من شأنها، على حد قوله، أن تجعل الولايات المتحدة شريكة في الحرب إلى جانب الأوكرانيين.
وفي الوقت الذي يواجه فيه الجيش الأوكراني هجوما روسيا مكثفا للغاية في شرق البلاد، شدد بايدن في مقاله على أنه "لن يمارس ضغوطا على الحكومة الأوكرانية، لا في السر ولا في العلن، لتتنازل عن أراض" لروسيا.
ومنذ أسابيع يطالب الأوكرانيون الغرب بتزويدهم براجمات صواريخ تتيح لهم إصابة أهداف للجيش الروسي من أماكن بعيدة نسبيا عن خط الجبهة.
ولكن الرئيس الأمريكي جو بايدن تراجع في كلامه وقال إن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بأنظمة صاروخية وذخائر أكثر تطورا حتى تتمكن من "ضرب أهداف رئيسية بدقة أكبر في ساحة المعركة".
وقال بايدن: "لقد تحركنا بسرعة لإرسال كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا حتى تتمكن من القتال في ساحة المعركة وتكون في أقوى وضع ممكن على طاولة المفاوضات".
وقال بايدن: "نحن لا نشجع أوكرانيا ولا نمكنها لتوجيه ضربات عسكرية تتجاوز حدودها ما دامت الولايات المتحدة وحلفاؤها لم يتعرضوا لهجوم فلن ننخرط بشكل مباشر في النزاع"، و"نحن لا نسعى لحرب بين حلف الناتو وروسيا".
تدريبات عسكرية نووية روسية
وورد على التطور تجري القوات النووية الروسية تدريبات عسكرية في إقليم إيفانوفو إلى الشمال الشرقي من موسكو، حسبما أفادت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء.
وذكرت الوزارة أن نحو ألف جندي يجرون تدريبات في مناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة، تشمل قاذفات صواريخ يارس العابرة للقارات، حسب وكالة "انترفاكس" الروسية.
وتأتي التدريبات النووية الروسية تزامنا مع عزم الولايات المتحدة الإعلان اليوم عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا تتضمن صواريخ متقدمة.
وفي فبراير الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته النووية في حالة تأهب قصوى، بعد وقت قصير من بدء الحرب في أوكرانيا، وهو ما اعتبره الغرب تحذيرا من موسكو باستخدام السلاح النووي.