فتاة طموحة، ذكية، محبوبة، كان حلمها بأن تصبح يوما ما معلمة فنون، احتفلت بعيد ميلادها العاشر في الثاني عشر من مايو، كان حلم عائلتها أن تظل تحتفل به حتى تُكمل مائة عاما، ولكن بعد أسبوعين فقط قتلت في الرابع والعشرين من مايو، خلال الهجوم الإرهابي على مدرسة “روب” الأمريكية بولاية تكساس.
والد الطفلة آميري يروي كواليس غيابها
سبع ساعات قضاها والدها جو جارزا ووالدتها "كيمبرلي جارسيا" يوم 24 مايو، لم تعد آميري من المدرسة بل وبحثوا عنها كثيرا ولم يجدوها، لجأ جو لمحاولة ضعيفة وهي اللجوء لمواقع التواصل الإجتماعي أملا في أن يكون أحدهم قد رآها بعد انتهاء الدوام الدراسي.
ويقول: "لم أطلب الكثير، كل ما في الامر أنني كنت بحاجة للاطمئنان عليها"، هذه الساعات التي تآكل خلالها قلوب أحبتها انتهت بحزن عميق، إذ علما بالفعل مكان ابنتهم، عثروا عليها ولكن ما وجدوه ليس إلا جثتها الهامدة.
ويتابع جو لـ "صدى البلد": "ما زلت أبكي، عيناي لم تتوقف عن البكاء، قلبي محطم وحزين جدا، لا يمكن لأحد أن يتخيل ألمي، سأفتقد آميري فرحتي الاولى إلى الأبد"، والآن أصبح القلق يسيطر على العائة لحماية ابنهم الأصغر “زين”.
حاول الكثير التواصل مع جو لدعمه، ويقول: تلقيت آلاف الرسائل من كل الجنسيات وبكل اللغات، وجدت هجوما على صفحتي من أناس لا أعرفهم من قبل، يدعون لي وللأسرة من كل الأديان، والأمر المؤثر أن جميعهم عرضوا مساعدات لتجاوزنا الأمر".
ومن بين هذه الرسالة المؤثرة، شخص يرسل يوميا إلى جو كلمات دعم وعرض مساعدة، ومن بينها هذه الرسالة: "أنا آسف جدا لأنك تمر بهذا، لا أحد سيشعر بما تمر به، الكلمات لا تستطيع أن تصف لك مدى تضامننا معكم".
العيد الأخير
توفيت الطفلة "آميري جو جارزا" عن عمر يناهز 10 أعوام، في مدرسة "روب" الإبتدائية في أوفالدي بولاية تكساس الأمريكية، في الرابع والعشرين من مايو الجاري، وأقيمت اليوم الثلاثاء، صلاة الجنازة في كنيسة "القلب المقدس الكاثوليكية، ووفقا لرغبة الأسرة فإنها اقتصرت على حضور الأسرة فقط.
يظن والدا آميري في كل لحظة أن الموت أفضل لهما من الحياة التي تفتقر لوجود ابنتهما آميري، ويتابع جو: "ما زلت أبكي، هذه كارثة لم أتخيل حدوثها يوما، قلبي محطم".
الدعم بالألوان
مقتل آميري كان ملهما للعديد من سكان الولايات المتحدة، من بين الضحايا الذين قتلهم الإرهابي سلفادوري، ومن بينها توحيد ارتداء الملابس باللون الوردي التي ارتدته يوم مقتلها، في الشوارع والقطارات وبالقرب من المدرسة، بالإضافة إلى إطلاق عدد من الأماكن العامة مبادرات لدعم أسرة آميري، عبر إضاءة الأماكن العامة باللون الوردي الذي أصبح رمزا لطفولة "آميري" الضائعة، ومن بنيها حديقة الحيوان الوطنية "سان أنطونيو".
ويستكمل جو لـ "صدى البلد": إظهار الدعم يساعدنا على تخطي الأزمة، وطلبب ممن سيحضروا القداس ارتداء اللون الأرجواني أو اللافندر وهو اللون المفضل لآميري والفتيات الصغيرات لتكريم بطلتنا الصغيرة".
يحاول "جو" و "كيمبرلي" الابتعاد عن مواقع التواصل الإجتماعي والإعلام، ولكن عند عودتهما تفاجآ بأن صديقة كيمبرلي وتدعى "ياسمين رايت" قد دشنت حملة لجمع التبرعات لدعمهما، ويوضح جو: "خافت ياسمين على مستبل ابننا زين، ودشنت حملة جمع تبرعات إلكترونية بهدف جمع 50 ألف دولار، ولكن تفاجئنا بوصول التبرعات إلى 123 ألف دولار خلال أقل من 5 أيام، وأوضحت ياسمين لنا أن هذا المبلغ قد يساعدنا لعمل أعمال خيرية وضمان مستقبل أفضل لزين".
مقتل بطلة
قبل إطلاق النار، كان من المقرر أن تحتفل عائلتها بها في هذا اليوم، ولكن يصفونها بأنها ماتت بطلة لأنها حاولت الاتصال بالشرطة عندما كان المختل المسلح داخل المدرسة، ولدعم أسرتها استقبلوا العديد من الهدايا باسمها.
ويوضح جو أنه تزين ميدان بصليب ويلتف حوله الهدايا والرسائل من الأصدقاء والأسرة وغرباء، “سافروا خصيصا لتقديم دعمهم واحترامهم لها، ولكنني لا أريد الذهاب إلى الجنازة، ولا أريد التعازي، أريد عودتها فقط".