الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تعود للقارة السمراء.. تحديات تحملها القاهرة للنهوض بإفريقيا ومساعدات لا تتوقف

يوم إفريقيا
يوم إفريقيا

تحل اليوم الأربعاء ذكرى الاحتفال بـ يوم إفريقيا، الذي يكون في 25 مايو من كل عام، وهو احتفال سنوي، تحتفل به الدول الإفريقية بوصفه يوم الحرية الإفريقي، في قارتنا التي تقع عند بوابتها في أقصى شمالها الشرقي، والتي ينبع من قلبها شريان الحياة والحضارة في مصرنا نهر النيل. 

ويأتي يوم إفريقيا كاحتفال سنوي بتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، والتي تعرف الآن باسم الاتحاد الإفريقي.

ذكرى يوم إفريقيا 

والذي يحتفل فيه العالم بإسهامات القارة السمراء في المجتمع الدولي، وأحد أهم العوامل التي تجعل القارة مؤثرة عالميا هو امتلاكها لاحتياطات ضخمة من الكثير من المعادن الأساسية.

وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تمتلك إفريقيا 30% من إجمالي احتياطات المعادن عالميا بالإضافة إلى 8% من احتياطي الغاز الطبيعي و12% من احتياطي البترول. هذا بالإضافة إلى 65% من الأراضي الزراعية الموجودة في العالم.

وفى مثل هذا اليوم، وقع قادة 30 دولة إفريقية من 32 دولة مستقلة الميثاق التأسيسي في أديس أبابا، إثيوبيا بمشاركة مصرية، ويرمز أيضا إلى روح التضامن الإفريقي وإحساس قادة وزعماء القارة بوحدة الهدف والمصير لإيجاد حلول إفريقية للتحديات التي تواجه القارة.

ووفقا للموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي، انضم تدريجيا 21 عضوا لتصل إلى ما مجموعه 53 دولة منذ إنشاء الاتحاد الأفريقي في عام 2002. وفي 9 يوليو 2011، أصبحت جنوب السودان العضو الرابع والخمسين في الاتحاد الأفريقي.

الرمز المصري الإفريقي

وتحرص مصر على تقديم خدمات للشعوب الإفريقية في مجالات متعددة، سواء الشباب الدبلوماسيين أو الإعلاميين أو الأكاديمية العسكرية في مصر لدعم علاقات الأخوة والصداقة مع الدول الإفريقية، وهناك شركات مصرية كثيرة بدأت في الاستثمار ببعض الدول الإفريقية، وإقامة مشروعات مشتركة، ومنها: "السد التنزاني"، وهو الرمز المصري الإفريقي الأساسي.

وفي هذا الصدد، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية إنه من الناحية التاريخية كان لمصر دور كبير جدا في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي كان تهدف للتشاور والتمكين، وكان لها دور أيضا في الاتحاد الإفريقي، حيث قامت بإنشاء نظام اقتصادي جيد بينها وبين الاتحاد الافريقي.

وأضاف حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه عند إنشاء الاتحاد الإفريقي، اهتم الاتحاد بقضايا التحديات الجديدة في الجريمة المنظمة للاتجار في البشر، كما أن مصر تقوم بتوجه كبير في توجيه استثمارات ضخمة سواء كانت من جانب القطاع الخاص أو الحكومات والدول المانحة والمؤسسات الدولية، لترميم البنية التحتية في القارة الافريقية

مساعدات عديدة لإفريقيا 

وأشار حليمة، إلى أنه كان هناك تنوع في هذه البنية سواء كانت طرقا برية أو بحرية أو نهرية، وأوضح أنه كان للدولة المصرية دور كبير في مساعدة العديد من الدول في سد ديونها، وكان هذا له تأثير إيجابي على تحدي جائحة كورونا، كما ساهمت في توفير لقاحات والعمل على توزيعها بشكل عاجل.

وأكد حليمة، أن الدولة المصرية بذلت العديد من الجهود في تقلب المناخ، بدفع الدول المتقدمة لمواجهة تحديات تغييرات المناخ، وتوفير التكنولوجيا المطلوبة، وسوف تستقبل الدولة في نوفمبر القادم اكبر مؤتمر خاص بالمناخ، وأيضا ما يتعلق بالطاقة المتجددة. 

وسبق، وكانت لـ مصر تجربة رائدة في مجال التنمية ومكافحة الإرهاب، انطلاقا من أن الحل الأفريقي- الأفريقي هو الأفضل لمواجهة مشكلات القارة وقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية.

مصر تحارب الإرهاب 

وهناك رغبة مصرية في مساعدة الدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب لم تكن مجرد حبر على ورق، أو توصيات في مؤتمرات، وإنما نفذتها بالفعل على أرض الواقع، فقد أكد الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة على ضرورة تفعيل التعاون الأمني المشترك بين دول القارة، وإنشاء قوة أفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب.

وظهر سعي مصر في دعم العلاقات التنموية مع دول أفريقيا من خلال المشروعات التي تساهم بها حاليا في القارة مثل إنشائها لسد جوليوس نيريري في تنزانيا عن طريق شركاتها الوطنية وبأيدي ما يقرب من ٥٠٠ مهندس وفني مصري، ويعتبر هذا السد رابع أكبر سد في أفريقيا من حيث توليد الكهرباء.

ونجحت مصر في استعادة دورها بالقارة الإفريقية في مجالات عديدة على مدار السنوات الماضية، وحققت إنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي من شأنها البناء عليها في المرحلة المقبلة لتحقيق التنمية بالقارة.

تعاون مصر وإفريقيا 

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية عام 2014، عظمت مصر من جهودها تجاه القارة الإفريقية؛ من خلال تنشيط التعاون بين مصر والدول الإفريقية في كافة المجالات، فضلًا عن استضافة عدد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد والأمن فى القارة، كما كثف الرئيس من تحركاته وزياراته لدول القارة.

وتوجت جهود وزارة الخارجية لاستعادة الدور المصري الرائد في إفريقيا باختيار مصر من قبل الأشقاء الأفارقة لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، وهو القرار الذي تم اعتماده في قمة الاتحاد الإفريقي في يناير 2018.

كما أطلقت مصر برئاسة السيسي خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عقب بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية المنظمة لها، والتي كانت ضمن الأولويات التي أعلن عنها الرئيس خلال رئاسة مصر للاتحاد، وتسارعت الدول الإفريقية لإقامة تكتل اقتصادي بحجم 3,4 تريليون دولار يجمع 1.3 مليار شخص ليكون أكبر منطقة للتجارة الحرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية، وهو ما يقدم فرصة ذهبية لإحداث تحول اقتصادي وتنموي في القارة السمراء.

السلم والأمن بإفريقيا 

تسلمت مصر رئاسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في أكتوبر 2020، وقامت بقيادة أعمال الجهاز الإفريقي الرئيسي المعني بموضوعات السلم والأمن في القارة الإفريقية، وضم برنامج رئاسة مصر للمجلس عدداً من الموضوعات التي تحتل أهمية خاصة ومُلحة لدى الاتحاد الإفريقي ومصر، بما يُمثل فُرصة لتعزيز وتنسيق المواقف الأفريقية المُشتركة في العديد من الملفات الحيوية.

والجدير بالذكر، أن الدبلوماسية المصرية سعت الى استعادة العلاقات الأفريقية في كافة المجالات بقوة، في عهد الرئيس السيسي، حيث عملت وزارة الخارجية على تطوير التعاون مع الأشقاء الأفارقه واستعادة الدور المصري الرائد بإفريقيا في إطار الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة نحو الانخراط الكامل والتعاون مع الدول الإفريقية، وذلك لما تمثله العلاقات المصرية الإفريقية من أهمية للأمن القومي المصري. حيث ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكافة الدول الإفريقية، خاصة دول حوض النيل ومنطقة القرن الأفريقي.