عقد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، الأحد، مؤتمرا صحفيا عالميا؛ لإعلان خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي - بمقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.
ماذا يقصد بـ الأموال الساخنة؟
وتوقع رئيس الوزراء، التوصل إلى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي في غضون شهر، وقال مدبولي: "نتفاوض مع صندوق النقد الدولي حاليا ونتحرك بخطوات سريعة وخلال شهور قليلة سيكون البرنامج الجديد قيد التنفيذ".
وأشار رئيس الوزراء، إلى أن الأموال الساخنة التي خرجت منذ بداية العام من مصر، تصل إلى 20 مليار دولار، مضيفا: "في المقابل نجحنا في الحصول على استثمارات وودائع من دول الخليج بقيمة 12 مليار دولار".
وفي هذا الصدد، قال الخبر الاقتصادي، أحمد سعيد، إن الأموال الساخنة تأتي نتيجة إنشاء الدولة للمشروعات القومية، فتصدر أذون خزانة حتى تستطيع أن تمول هذه المشروعات، حيث أن هناك أذون خزانة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، التي يمكن أن يتم تسديدها على سنة أو خمس سنوات أو ثلاثة شهور، والتي يتم تسديدها على ثلاثة شهور تسمي الأموال الساخنة.
وأضاف سعيد - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المستثمر التابع لهذه الأموال الساخنة يستطيع أن يحصل على أمواله في أسرع وقت ممكن، حيث يستطيع الخروج من المشروع دون إعادة استثمار أمواله، وهذه الظاهرة تحدث دائما في أوقات الأزمات العالمية، وحدث هذا السيناريو في "بداية وباء فيروس كورونا".
وأشار سعيد - إلى أن خلال فترة كورونا، كان هناك مستثمرين دخلوا السوق المصري من أذون الخزانة التابعة للدولة حينها كانت تكلفتها حوالي 8 مليار دولار أمريكي، والبديل الاستمرار في البحث على مصادر دخل أخرى لهذا النقد الأجنبي.
الهدف من الأموال الساخنة
وتابع: "تأتي مصادر الدخل الأجنبي الأخرى، نتيجة طرح أنواع جديدة من السندات في أسواق جديدة لم يتم الطرح بها من قبل، مثلما قامت الدولة بطرح سندات بالعملة اليبانية في السوق اليباني، وتم البدء على تعاون جديد مع البنك الدولي، حيث أن البنك يقوم بتمويل المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة".
ولفت: "الهدف دائما من الأموال الساخنة هو إنشاء مشروعات ومدن ومستشفيات ومدارس وطرق جديدة، ويكون تمويل البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي هنا بدل من تلك أذون الخزانة قصيرة الأجل".
وأردف: "بدء دخول الدولة في الاستثمارات الخضراء، والمشروعات التنموية للمستقبل تكون صديقة للبيئة، وهذا النوع من الأذون الخزانة يكون له فئات مختلفة من المستثمرين، حيث أن هناك رغبة عالمية بالاشتراك في المشروعات من هذا النوع".
واختتم: "الدولة مستعدة بمشروعات صديقة للبيئة سيتم الطرح من خلالها أذون خزانة خضراء، وسيتم تمويل الدولة للعملة الخضراء من خلالها، ويتم فتح أسواق جديدة لتسويق هذا النوع الجديد من أذون الخزانة الخضراء، وفي النهاية المشكلة ليست بها قلق، حيث أن الدولة لديها ثقة تجاه المستثمرين".
والجدير بالذكر، أن الأموال الساخنة أو ما يطلق عليها "هوت ماني" هي التي تستثمر في أدوات الدين، وأدوات الدين من أعلى عوائد الاستثمار على مستوى العالم مثل سندات الخزانة والصكوك.
لا تأثر بعجز الأموال الساخنة
وخروج 20 مليار دولار لم تحدث تأثيرا سلبيا على الوضع الاقتصادي وحجم الاحتياطي النقدي الأجنبي وحجم السوق المصرفية في مصر، كما يُعتبر شهادة نجاح للحكومة المصرية التي استطاعت أن تجد من الحلول ما يوازي خروج تلك الأموال من مصر.
والدولة لن تتأثر بخروج الـ20 مليار دولار، عن طريق دعم بعض الحكومات والشركات العربية للدولة المصرية وضخ المزيد من الاستثمارات العربية خلال الفترة الماضية.