الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«العيون السود» حكاية عاشقين.. كتبها بليغ حمدي ولحنها لتوضح حبه لـ«وردة» الجزائرية

صدى البلد

«وعملت أيه فينا السنين.. فرقتنا.. لا.. غيرتنا.. لا.. ولا دوبت فينا الحنين»؛ وتبقى أغنية «العيون السود» من الأغنيات التي أطربت بها وردة وجدان المستمعين قبل آذانهم، وردة التي حملت رحيقا خاصا وموهبة طاغية، ولا تزال أغنياتها منهلا لكل المطربين، تحل اليوم ذكرى رحيلها، حيث فارقت عالمنا في 17 مايو عام 2013.

أمنية وردة تتحقق

لم تكن الشابة وردة، تدرك أن أبواب السماء كانت مفتوحة على مصراعيها أثناء أمنيتها ان تقابل صاحب لحن تخونوه «بليغ حمدي»، قبل 6 سنوات فقط، وحانت لحظة تحقيق الأمنية، حينما دُعيت الشابة الجزائرية صاحبة الصوت المميز للحضور إلى القاهرة، وكان ما يشغل تفكيرها وقتها أن كل الأقدار تقود إلى لقاء بليغ حمدي، فانتابتها مشاعر السعادة، وتسابق قلبها مع خطوات أقدامها للقاء هذا الملحن المبدع.

وما أن رُتب اللقاء بينهما عندما ذهب بليغ لتحفيظها لحن «يا نخلتين في العلالي» من فيلم «ألمظ وعبده الحامولي»، حتى تفجرت مشاعر الحب في قلبيهما منذ أول نظرة، ويقول بليغ عن تلك اللحظة: «عندما سلّمت على وردة.. لأول مرة اهتز حين أرى امرأة».

والدها يرفض بليغ ويزوجها لآخر 

بعد أن امتلكت وردة مفتاح قلب المبدع بليغ حمدي، ووقعت في أسر حبه هي الأخرى، قرر بليغ تكليل هذا الحب بالزواج، فاصطحب وجدي الحكيم ومجدي العمروسي، وتقدم لخطبتها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ليرفض والد وردة هذا الزواج.

لكن لأن الحب كان عظيما في قلب بليغ ظلت ناره متقدة تجاه وردة، ولم تخفت أو تخمد للحظة، ليقرر والدها العودة إلى الجزائر وأصر على تزويجها من أحد أقاربها، وأنجبت منه "وداد ورياض" وابتعدت عن الفن.

القدر يجمع العاشقين من جديد

مرّت 10 سنوات على رحيل وردة عن مصر وابتعادها عن الفن، واعتقد الجميع حينها أن نار الحب قد أُطفأت، وشاءت الأقدار أن تحضر وردة احتفال الجزائر بعيد استقلالها، وتلتقي هدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي، الذي أمسك بالعود خلال الاحتفالية، وجاءته فكرة أغنية «العيون السود»، التي كتب عددا من أبياتها.

في هذا التوقيت انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر والتقت بليغ، وغنّت «العيون السود» في 1972، التي أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة بأفكار بليغ، وقال عنها وجدي الحكيم إنها جسدت قصة حب وردة وبليغ، وعبر فيها العاشق الولهان عن مشاعره، وعُقد القران في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنّى فيه العندليب الأسمر أغنية «مبروك عليك»، واستمر زواج وردة وبليغ 6 سنوات، حتى قررا الانفصال، وكتابة فصل النهاية لقصة حب العاشقان.

ندم العاشقان 

بعد انفصال «وردة وبليغ»، اعتقد الجميع أن ذلك هو الفصل الأخير لقصة حبهما، ولكن ما انتهى الفصل حتى تبعه أخر، فرغم الطلاق، إلا أن مشاعر الحب والمودة ظلت مستمرة، وظل بليغ يحب وردة حتى فارق الحياة، حيث قال ابن شقيقه في أحد البرامج: «بليغ كان يردد اسمها قبل وفاته عام 1993».

أما الفنانة وردة، فقد ندمت على الانفصال عن بليغ، وأصيبت بحالة اكتئاب شديدة، وظلّت في كل لقاءاتها تتحدث عنه، إلى أن توفيت عام 2013، وقالت عنه: «تعاملي مع بليغ بعد انفصالنا خلاني ندمت على الانفصال، ولو كنت عرفت بليغ زي ما عرفته بعد الانفصال كانت الحياة استمرت بيننا».