الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منى البكري عن "رسالة على نوتة موسيقية": تفاصيل حياة بليغ حمدي "ملهمة" وتكريمه إحياء لهويتنا وموسيقانا

صدى البلد

أثارت حياة الموسيقار بليغ حمدي الكثير من عشاقه الراغبين في التعمق في تفاصيلها و معرفة زوايا طباع شخصيته فقد كان الموسيقار الكبير الراحل قيمة كبير، رصدت الكاتبة منى البكري شخصيته  بتعمق كبير وتفاصيل حياته بشكل دقيق  في كتابها " رسالة على نوتة موسيقية " الصادر مؤخرا عن دار سما للنشر و التوزيع.

  وعنه تقول في ندوة صدى البلد : إن الموسيقار بليغ حمدى كان شخصية ملهمة وكانت له شخصية خاصة به و فلسفة مميزة بالإضافة إلى شخصيته الساحرة التى كانت تجذب كل من يحاول التقرب له أو السماع عنه كأن يريد الشخص أن يسمع له أكثر  و عن تاريخه ولم يكن في وجدانى أن أكتب رواية عنه بل كان الأمر في بادئه شغف بالشخصية فكنت من مواليد الستينات وعاصرت الفترة التى غزرت فيها أعماله والحانه فكنت أعشق الموسيقى فكانت اذنى موسيقية ومن يعشق الألحان سيعرف أن ألحان بليغ هي أفضل الحان للأذن.


 


 

وتتابع منى قائلة قمت بالبحث في كل المجلات، التى كتبت و تحدثت عنه ورصدت الأحاديث عنه و عن الفنانة وردة و البرامج التي اقيمت في ذكراه، فدائما يكون هناك احتفالات كبرى في ذكراه خاصة فى دار الأوبرا المصرية، وقررت كتابة فقرات على صفحتى على فيسبوك تحت عنوان “من هو بليغ حمدى” إلى أن جاءتني مكالمة من الكاتبة نور عبدالمجيد، وأشادت بكتابتى و طلبت تبنى موهبتي وتم تجميعها في كتاب، وأخذت شكل التسلسل الزمني فهو سيرة الفنان بليغ حمدى ومن عاصروه و زوجته الفنانة وردة الجزائرية والشاعر محمد حمزة و الخال عبد الرحمن الأبنودي ومجموعة شعراء وأدباء أثروا فيه و تأثروا به ومواهب اكتشفها مثل: الفنانة عفاف راضي و المطرب محمد منير وعلى الحجار و سوزان عطية وغيرهم ،وذكرت أحداث مصر من فترة الستينات والسبعينات لتصبح الصورة مكتملة فكان أول من تقدم و قدم اغانى للنكسة و اول من تقدم ولحن للنصر وجاء اسم الرواية من انى كنت أكتب فقراتى عن بليغ تحت اسم رسالة الى بليغ حمدي وحين تعمقت في كتاباتي عنه وجدت أنه كان يرفض فكرة الموت و كان يكتب لأصدقائه المقربين الذين رحلوا عنه لكي يتواصل معهم فاستخدمت تلك الطريقة لأكتب عنه  وكانت إحدى رسائله مكتوبة من ورقة نوتة موسيقية للفنانة وردة.

 

وتابعت: كانت طفولته مستقرة فكان والده عالم مستنير حاصل على جائزة من الدولة، و كان متفهما لطبيعة ابنه الذي كان يكره القيود وبدأ بعزف العود و التدرب عليه منذ السبع سنوات كان أصدقاء والده ملحنين كبار، فكان بليغ في بيئة تسمح بتنمية موهبته وإذا قيمناه كموسيقار سنقول إنه أهم ملحني عصره، فكان مدرسة في حد ذاته واطلقوا عليه رائد مدرسة التجديد وبليغ موسيقاه مواكبة لكل الأجيال فكان من أكثر الملحنين الذين شغف الناس بتتبع أخبارهم، وأكثر ما يمكنني قوله :إنه شخصية نبيلة جدا و يمكن الاستفادة بدروس كثيرة من حياته و قيم أظن أننا لم نصنفها بالطريقة الصحيحة بعد.

وعن علاقة الألحان بالموسيقار قالت منى :الألحان تعبر عن شخصية الملحن و كان بليغ مجدد و ليس امتدادا لأي ملحن او مدرسة قبله وكان كم الإنتاج لديه غزير جدا فكان ينتج كل اسبوع لحنا جديدا و ينجح نجاحا كبيرا وكان بليغ خجولا و لا يحب أن يواجه الناس، فكان من الممكن أن يعزمه أحد على العشاء وفيعرف أن الجلسة سيكون فيها نميمة فيوافق على الذهاب ولكنه في آخر لحظة يعتذر ولا يذهب فعدم وفاءه في مثل تلك الأشياء جعلت الناس تطلق عليه لقب البوهيمي فكان شغله رقم واحد و تأتى الالتزامات الاجتماعية بعده.


 


 

وتسترسل :الفنانة وردة  قدمت العديد من الأغاني  وقد أعاد  بليغ اكتشافها و تقديمها للجمهور مرة أخرى بألحانه وبدأت تنافس في ذلك الوقت مطربات الدرجة الأولى فكان بليغ شخص غير أناني و كرس لها جزءا كبيرا من الحانه و هي لم تستحوذ عليه ، فشخصية بليغ يصعب الاستحواذ عليها إلا بارادته و في نفس الوقت سمح لها بغناء  ألحان الحان ملحنين اخرين مثل محمد الموجي والموسيقار محمد الطويل و محمد عبد الوهاب.

وتوضح :أي انفصال يحدث بين شخصين يعرف سببه الحقيقي الشخصان  فقط ،كانت توجد الكثير من الأسباب المعلنة مثل ازدحام جدول أعمالهما وشائعات كثيرة وقتها و بعدهم عن بعض بسبب انشغالها في الأعمال و السفريات و بعد انفصالهم ظلت صداقتهم قوية وعميقة وجمعهما أكثر من عمل فني بعد الانفصال.

 وعن أعماله في فترة الحرب قالت الكاتبة منى أن نكسة 67 كانت انكسارا كبيرا للشعب المصري وأصابت الكثير من المبدعين بالاكتئاب، وقدم بليغ وقتها أغنية “عدى النهار” وكانت ترمز للنكسة بدون ذكرها  صراحة ،أو ذكر الهزيمة وفهم الناس أنها عن النكسة رغم ذلك،فلم يتوقف بليغ في وقت صمت فيه المبدعون،وهذا الأمر  لم يتوافر إلا لبليغ حمدي و عبد الرحمن الأبنودي و العندليب عبد الحليم حافظ، و بعدها  قدموا   أغنية “فدائي” لموقعة رأس العش و قدموا  بعدها اغنية “سكت الكلام” و في سنة ٧٠ و قت الضباب و عدم فهم هل سندخل الحرب أم لا ظهرت اغنية " يا أم الصابرين" للفنانة شادية و من الحان بليغ و ظهر بعدها أجمل نداء غني لمصر اغنية " يا حبيبتى يا مصر" وعندما صدر بيان انتصارنا في الحرب ذهب إلى مبنى الاذاعة و التليفزيون مع الفنانة وردة  وكرسا جهدهما لتقديم العديد من الأغاني فكانت ١٨ أغنية فقط لبليغ حمدى تعبر عن فرحة الانتصار،و لم تكرمه الدولة بشكل كاف وفي تكريمه أحياء لهويتنا و موسيقانا.

01866361-EBD3-4958-A18E-4C6A42976ABE
01866361-EBD3-4958-A18E-4C6A42976ABE
0FBB9FA6-8599-4AFF-B691-A9D9AAABD2C9
0FBB9FA6-8599-4AFF-B691-A9D9AAABD2C9
C293ECBF-589E-4A18-9AF9-9231D269D8CC
C293ECBF-589E-4A18-9AF9-9231D269D8CC
F8FB10C8-9EFC-41F6-8D29-43C68BB6CFF7
F8FB10C8-9EFC-41F6-8D29-43C68BB6CFF7