انتشرت خلال الآونة الأخيرة، عمليات الاغتيالات والاشتباكات، التي تنفذها الوحدات الغامضة الخاصة في الجيش الإسرائيلي، وكان آخرها، عملية اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، حيث اعترفت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، بضلوع أحد أفرادها في اغتيال الصحفية الفلسطينية، شيرين أبو عاقلة، لتكذّب مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، في تصريحات سابقة، بأن أبو عاقلة استشهدت برصاص فلسطيني، وكشفت التقارير الإعلامية الإسرائيلية، تفاصيل التحقيق الأولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لا يستبعد مسئولية عناصر وحدة «دوفدوفان» عن اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
دوفدوفان.. تتخفى كالحرباء بين العرب
وحدة دوفدوفان، ليس الوحيدة التي تنفذ عمليات الاغتيالات القذرة في جيش الإحتلال الإسرائيلي، فهناك العديد من الواحد، التي تستهدف أبناء فلسطين، سواء بالقتل أو الإخفاء بدون وجه حق، والتي نستعرضها خلال التقرير التالي:
وحدة دوفدوفان، ويطلق عليها "المستعربين"، ويلقبها جيش الاحتلال بـ "حرباء الجيش"، أو "فرق الموت"، وهي وحدة خاصة من قوات النخبة داخل جيش الاحتلال، وتعتبر أولى وأشهر الوحدات الخاصة التي عملت في الأراضي الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، وهي وحدة كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي، تعمل بشكل رئيسي في الضفة الغربية، وعملت سابقًا تحت القيادة المباشرة لشعبة «يهودا والسامرة» قبل أن يتقرر لاحقًا دمجها في جميع قطاعات القتال التابعة لجيش الاحتلال.
متهمة بقتل المراسلة شيرين أبو عاقلة
وتأسست وحدة دوفدوفان، عام 1986، على يد إيهود باراك والذي كان رئيس القيادة المركزية قبيل اندلاع الانتفاضة الأولى، بسبب حاجة جيش الاحتلال قدرة العمل داخل الضفة، سواء من الجانب الاستخباراتي أو العملياتي، لمنع عمليات الانتفاضة وضرب المقاومة بطريقة دقيقة وحادة، وأقيمت لأفراد الوحدة دورات تدريبية خاصة للتدريب على استخدام الأسلحة الساخنة والباردة، والتخفي كعرب، وإطلاق النار من السيارة، واللغة العربية، والتحرك خفية في المخيمات والمدن الفلسطينية، وهذا قد يفسر سر ادعاء رئيس وزراء الاحتلال بأن من قتل شيرين أبو عاقلة قد يكونوا فلسطينيين.
وتتركز مهامها على الاستخبارات والاعتقالات المعقدة وتصفية المستهدفين المطلوبين والنشطاء والمقاومين في قلب المناطق المعادية، باستخدام قدرات متطورة وتصنيفية، ويتم تنفيذ بعضها بتطبيق تكتيك المستعرب وبالتعاون مع جهاز الشباك، حيث يتنكّر مقاتلو الوحدة في صورة مارة عرب، ويعملون وسط التجمعات السكانية الفلسطينية لذا من الضروري أن يكونوا من ذوي الملامح الشرقية بحيث لا يثيروا حولهم الشكوك عندما يقومون بعمليات التنكر أثناء توجههم لتنفيذ المهام الموكلة لهم، كما يستعيون بخبراء في عمليات المكياج والتخفي للعمل على مدار الساعة مع عناصر هذه المجموعة.
ميرعول.. تتقصى الأثر والمسح الميداني
الوحدة الثانية في جيش الاحتلال، والتي انتشر اسمها خلال الفترة الماضية، هي وحدة ميرعول، وكان سبب إنشائها، هو أنه في عام 2014، كانت إسرائيل في حالة استنفار أمني، للبحث عن 3 مستوطنين، أسرتهم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في 11 يونيو 2014، في مستوطنة غوش عتصيون وألون شفوت جنوب الضفة الغربية.
استدعت إسرائيل وقتها آلاف الوحدات العسكرية، للبحث عن المستوطنين، ولم تستطع الوصول إليهم على مدار 14 يوميا، وهو ما دفع بعض المتطوعين السابقين في الجيش، والمختصون في تقصي الأثر، لمساعدة الجيش في البحث، وبالفعل في 30 يونيو 2014، عثر المتطوعون على معلومة تفيد بدفن المستوطنين الثلاثة في أحد الآبار الجوفية في قرية حلحول، جنوب مدينة خليل.
وبعد نجاح العملية، تأسست وحدة ميرعول في عام 2014 على يد الرقيب بيني غانون، الذي خدم سابقاً في قوات مشاة جيش الإحتلال الإسرائيلي، وتعني كلمة ميرعول في العبرية "الملثم"، لكن البعض يردها لأصل عربي بوصفها اختصاراً لجملة "ممر الرعاة الضيق في الجبال"، وتضم الوحدة قرابة 60 متطوعاً غالبيتهم من بدو النقب، إضافة إلى أشخاص يعرفون هذا المجال جيداً، وهم مرشدون سياحيون، وعلماء بالهيدرولوجيا وجيولوجيون، وخبراء في طبقات الأرض، ومختصون في علم النبات، ومهندسون زراعيون.
ويتركز عمل هذه الوحدة على التحليل الميداني، وتتمثل مهمتها في جمع المعلومات الاستخباراتية المرئية، وتتبع الحركة في الميدان؛ للمساعدة في ملاحقة المطلوبين وتحديد مواقع الأسلحة ورسم الخرائط الميدانية للوصول إلى المطلوبين.
يمام.. متخصصة بالعمليات الخارجية
من ضمن الوحدات الغامضة في جيش الاحتلال، هي وحدة يمام، وهي وحدة شبه عسكرية عالية التدريب في شرطة الحدود الإسرائيلية، وهي واحدة من ضمن أربع وحدات خاصة في شرطة الحدود إلى جانب وحدة ياماس ووحدة اليماغ ووحدة الماتيلان، ويقدر عدد قوات اليمام بـ200 فرد، وتعرف أيضا بـ "الوحدة القتالية لمكافحة الإرهاب"، ومهمتها إنقاذ الرهائن من المدنيين بشكل رئيسي، داخل إسرائيل.
وتأسست هذه الوحدة بعد عملية منطقة معلوت، التي أسفرت عن مقتل 27 يهوديا على يد المقاومة، فيما تقول روايات أخرى أنها تأسست أعقاب قتل البعثة الرياضية الصهيونية في أولمبياد ميونخ بألمانيا سنة 1972، بناء على توصيات لجنة التحقيق، وأدرك وقتها جهاز الأمن الإسرائيلي، أن هناك فرقاً بين إنقاذ الرهائن في منطقة صديقة، وبين أنشطة عسكرية خاصة في قلب المناطق السكنية للعدو، وتقرر إقامة وحدة مدنية لمواجهة عمليات المقاومة يكون هدفها تطوير وسائل القتال الخاصة التي تتناسب مع مثل هذه الأحداث.
وبالرغم من أن الوحدة تشبه إلى حدٍّ كبير وحدات الجيش العسكرية في تنظيمها وتدريبها، إلا أنها وحدة مدنية تعمل في إطار جهاز الشرطة، ويتدرب المنتمون لها في جميع الأسلحة والميادين، ونتيجة لذلك، تتميز بسرعة الانتشار والتنسيق العالي بين الفرق المختلفة (فرق القنص، وفريق دخول قوة الاشتباك، الخ)، أيضا يتم تدريبهم وتعليمهم اللغة العربية ويرتدون أزياء شعبية تساعدهم على الاندماج في المحيط العربي تفاديا لاكتشافهم من أجل القيام بالإغارة واعتقال عناصر يشتبه قيامهم بنشاطات مقاومة للاحتلال الصهيوني.
ايغوز.. تقاتل بأسلوب حرب العصابات
يوجد وحدة سرية أخرى في جيش الاحتلال وهي وحدة إيغوز، وحدة استطلاع استخبارية خاصة تابعة للواء جولاني، وهي وحدة مشاة متخصصة في حرب العصابات المناهضة للقوات الجيوش النظامية، وهي جزء من القيادة الشمالية للواء جولاني، تم إعادة تأسيسها عام 1995 لتخوض حرب العصابات ضد حزب الله، جنوب لبنان، وفي هذه الفترة فإن العمل الوحيد الذي سجلته الاشتباك وتنفيذ مهام ضد كتائب حزب الله داخل أراضي الجنوب المحتلة وخارجها.