تكاتفت جميع أجهزة وكبار مسئولين الدولة، وعلى رأسهم مجلس الوزراء للوقوف أمام تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، من خلال اجتماع مجلس الوزراء، إلى أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس مع المجموعة الوزارية الاقتصادية، مؤكداً أن أجهزة وجهات الدولة تتعامل مع مختلف السيناريوهات والتقديرات لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر، وهذا يأتي على رأس أولويات عمل الحكومة خلال هذه الفترة توفير السلع الأساسية بكميات تلبي احتياجات المواطنين، وكذا توفير مستلزمات الإنتاج، بما يضمن استمرار عمل المصانع.
وأضاف رئيس الوزراء، أنه من هنا تأتى أهمية التوجيهات التي أصدرها الرئيس السيسي خلال اجتماع المجموعة الاقتصادية فيما يتعلق باستثناء مستلزمات الإنتاج والمواد الخام من الإجراءات التي تم تطبيقها مؤخراً على عملية الاستيراد، والعودة إلى النظام القديم من خلال مستندات التحصيل، وكذا ما يتعلق بالمتابعة الدورية والتقييم المنتظم لمنظومة إجراءات الاستيراد ومدى تلبيتها لاحتياجات عملية الإنتاج".
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه سيتم عقد مؤتمر صحفي عالمي مطلع الأسبوع المقبل؛ للإعلان عن رؤية الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وخطط وجهود جذب الاستثمارات المحلية الأجنبية.
وتطرق رئيس الوزراء، إلى الجهود المبذولة من جانب مختلف أجهزة وجهات الدولة المعنية استعداداً لاستضافة مصر للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، والمقرر انعقادها في نوفمبر 2022، وما يتم من تنسيق وتعاون في هذا الصدد، موضحاً أننا نستعد حاليا لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، وسيتم تنظيم فعالية خاصة بها، مشيراً إلى أنه تم كذلك التوافق على المشروعات التي سيتم التقدم بها خلال المؤتمر.
أهمية برامج الحماية المجتمعية
ومن جانبه، قال الدكتور على الادريسي، الخبير الاقتصادي، إن جزء من المؤتمر العالمي لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، يرتكز في ترويج وتعظيم للفرص الاستثمارية الواعدة، أمام القطاع الخاص، وتقديم كل الدعم له، وذلك من أجل المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وأضاف الإدريسي خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المؤتمر سوف يستهدف العمل على مزيد من التعامل على برامج الحماية المجتمعية، بغرض الحفاظ وتقديم المساعدة اللازمة لكلا من الطبقات محدودي ومتوسطي الدخل، كما أنه يتم الاسناد لنقاط القوة في الاقتصاد المصري، سواء كانت التوقعات الإيجابية من قبل التصنيف الائتماني أو جانب النجاحات التي حققتها الدولة، على مستوى المشروعات القومية والبنية التحتية وملف الطاقة.
وأشار الإدريسي، إلى أن يجب أن يكون هناك مساحة أكبر للمتخصصين ورجال الأعمال بشكل أكبر، حيث أن الأهم وجودهم في مثل هذا المؤتمر أصحاب الخبرة في الاقتصاد، ليأتون بحل سليم لهذه المشكلة الاقتصادية العالمية.
وأكد الإدريسي: "نحتاج هؤلاء الخبراء، لتكون دائرة الحوار أكبر ليكون هناك عدة أراء لاختيار الأمثل، حتى يكون هذا المؤتمر ذوو جدوى، ويجب أيضا تقديم لأساتذة الاقتصاد بالجامعات المصرية والاكاديميين ورجال الأعمال، لتكون القاعدة أكبر وتشمل المتخصصين".
رسالة الرئيس إلى المصريين
وسبق ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى المصريين بشأن الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر مصادر إعلامية، أن الأزمة غير مسبوقة، ولها تداعيات حادة على العالم كله، مؤكدا: "ولكن أطمأنكم إحنا بخير، واحتياجاتنا موجودة مش ليوم أو شهر ولكن أكثر".
وتابع الرئيس السيسي "يا ترى حد من أهلنا دخل مكان يجيب طلب ولقاه مش موجود وإذا تحدث البعض عن زيادة الأسعار فنحن نقر بذلك والدولة تحاول وتتدخل حتى نهاية هذا العام لضبط الأمور واستعادة العافية".
وأوضح الرئيس السيسي أن الأزمة كبيرة جدا، وتداعياتها ستكون على عشرات ومئات الدول، ومصر من ضمن الدول المتأثرة، ولكن هناك يتم اتخاذ كل الجهود لتخفيف هذه المعاناة.