أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الغش ينعكس على شخصية الطالب الذي يتحول إلى شخصية أنانية تعتمد على الآخرين ولا تتحمل المسؤولية، موضحًا أن الغش النواة لوجود عبث مُستقبلاً، حيث يخلق شخصيات لا تتحمل المسئولية تعمل على خلخلة الأعراف، وتكون حاقدة على المجتمع قادرة على الخداع ومعتمدة على التلون والتهرب مهتزة نفسياً، وفاشلة مهنياً واجتماعياً.
وأضاف رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن الغش في الامتحانات لن يفيد الطالب نفسه، إلا في عبور ورقة الامتحان، ولن يستفيد منه في حياته العملية، فعندما يصطدم بالواقع يجد الأمور مغايرة، حيث يمتلك نظراؤه الطلاب الخبرات والمؤهلات مما يؤهلهم إلى الإفادة والاستفادة من التزامهم الدراسي، وعدم اعتمادهم على الغش كوسيلة لعبور الامتحانات.
وأوضح الخبير التربوي، أن الغش في الامتحانات جريمة مركبة، لأنها محرمة بنص الحديث النبوي من غشنا فليس منا، كما أن بها إضاعة لجهد الغير وإهداراً جهدهم.
وأشار رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أننا إن كنا نريد أجيالاً تتحمل المسؤولية فعلينا أن نربيهم على القيم النبيلة ونبعدهم عن كل ما هو سلبي أو حرام، فطلبة اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل ولن يتحمل أعباء الوطن شباب تربوا على الغش وضياع المسؤولية.
وشدد الخبير التربوي، علي ضرورة تغليظ عقوبة الغش التي قد تصل إلى حرمان طلاب الجامعات الغشاش من الامتحان عامين متتاليين لمنع الغش مرة أخرى، وإذ ثبت بالفعل انه كان يغش بطريقة مباشرة عن طريق ملخصات او مراجع داخل اللجنة وغيرها من الوسائل التي تساعد علي الغش.
ولفت الدكتور محمد فتح الله، إلى أن الطالب الذي تعود على الغش في الامتحانات، يكون فردًا سلبيًا في المجتمع، يعتمد دومًا على غيره، ولا يتصف بالإبداع والإنتاج، كما تكون ثقته بنفسه منعدمة وغير قادر على تحمل المسئولية، محمل الأسرة مسؤولية تفاقم الظاهرة، مشيرًا إلى أنها تضغط على الطلاب للحصول على مجموع كبير وهو ما يدفع الطالب إلى الغش، مطالبًا بضرورة تطوير طرق التقييم.
وتابع: فعلي جميع أولياء أمور الطلاب دور في الاستعداد النفسي لأبنائهم لغرس بداخلهم الضوابط والقيم التي تحارب الغش وتجرمه، وترك محاولات الغش وتجنب الشائعات والأخبار السلبية والانتباه جيدًا لمستقبلهم.
وأوضح "فتح الله" أن ظاهرة الغش فوضى أخلاقية أصابت مجتمعنا ليست أبناءنا فحسب بل والملاحظين المشاركين فى محاولات الغش وتسهيله، فأين ذهب الامتثال لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا".. وأين ذهب ضمير الآباء الذين يشجعون أبنائهم على الغش، أو الملاحظ أو رئيس اللجنة الذى يسهل أو يساعد الطالب على ارتكاب ذلك الخطأ؟
وأشار رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن الغش لن يفيد الطالب ولا يفيد الأسرة، بل هي وسيلة للتزييف، والخاسر الأول هو الطالب الذي يحاول تبني هذا السلوك السيئ، وبالتالي سيعاني من سلوكيات خاطئة، مع أهمية دور الأسرة في تعزيز ثقافة الشفافية لدى الأبناء.