EN
شهامة المصريين تعتبر الشعار الذى دائماً يتم تحويله لواقع ملموس من خلال المواقف التى يصنعها الأبطال من أبناء الشعب المصري العظيم، والذين يثبتون يوماً بعد يوم بأنهم على قدر المسئولية، ويجسدون بأفعالهم بصمات تعتبر نماذج يحتذى بها في كل وقت وحين، لأن الرجال دائماً يظهرون وقت الشدائد.
وفى هذا الصدد نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أحد هذه المواقف التى كان أبطالها إثنين من المرشدين السياحيين بمحافظة أسوان وهما محمد علم الدين -مرشد اللغة الفرنسية، وزميله مصطفى السيد- مرشد اللغة الإسبانية، واللذان قام بعمل بطولى يعكس ويجسد أصالة ومعدن الشاب المصرى الأصيل، فمعادن وشهامة الرجال تظهر دائماً فى المواقف الصعبة.
وأقرأ أيضاً:
ويروى محمد علم الدين فى تصريحات خاصة " لصدى البلد " تفاصيل الواقعة التى رفعت إسمه وزميله مصطفى عالياً، وكذا إسم بلدهم الحبيبة مصر، فهذان البطلان أصحاب الشهامة المصرية العريقة قاما بحمل سائحة أجنبية بين أيديهم عقبتعرضها لوعكة صحية مفاجئة إثر إرتفاع درجة حرارة الطقس خلال زيارتها لمنطقة معبد الدكة ضمن المعابد الصخرية على ضفاف بحيرة ناصر بمحيطة منطقةوادى السبوع الأثرية، وكان ذلك فى تمام الواحدة ظهراً فى نهار شهر رمضان المعظم، وكانت درجة الحرارة تقترب بهذه المنطقة لنحو 50 درجة مئوية، وعندما شعر مصطفى بالتعب، قام محمد علم الدين بحملها على ظهره لمسافة تقترب من 300 متر بمفرده حتى وصلها إلى القارب.
وأضاف مرشد اللغة الفرنسية محمد علم الدين بأن المنطقة رملية ، وكنا مع حمل السائحة نغوص فى الرمال مع درجة الحرارة المرتفعة، ولكن كان هناك إصرار بعدم ترك السائحة وتوصيلها إلى القارب، وهو ما دفعنى لحملها لهذه المسافة لتوصيلها فى سلام وأمان، وهو ما تم على خير.
ومن جانبه تحدث عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان عن الواقعة قائلاً: " أنه أثناء قيام سائحة لاتينية تحمل جنسية برازيلية بمرافقة فوج سياحى لزيارة معبد الدكة فى منطقة وادى السبوع ببحيرة ناصر، قد أصيبت بوعكة صحية مفاجئة، إثر تعرضها لضربة شمس بموقع الزيارة للمعبد والتى تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجه مئوية، وهو ما أدى إلى إنهيار السائحة أرضا مما دعا المرشدين السياحيين مصطفى السيد مرشد اللغة الإسبانية، ومحمد علم الدين مرشد اللغة الفرنسية إلى حمل السائحة لمسافة تصل إلى 300 متر إلى المرسى النهرى للباخرة السياحية التى تقل الفوج السياحى خلال رحلتهم ببحيرة ناصر.
وأثنى نقيب المرشدين السياحيين السابق بهذا الموقف النبيل لهؤلاء المرشدين السياحيين فى ظل هذه الواقعة والتى تظهر مروءة وشهامة المصريين وقت الشدائد ، مؤكدًا بأن منطقة معبد الدكة من المناطق الأثرية ذات الطبيعة التضاريسية الصعبة، كونها تقع فى منطقة جبلية وعرة، ورمال كثيفة، فضلا إلى إرتفاع قياسي لدرجات الحرارة يصل لأكثر من 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف.
وإختتم عبد الناصر صابر تصريحاته بأن المفاجأة أن السائحة التى أصيبت بضربة الشمس لم تكن من ضمن المجموعة السياحية للمرشد محمد علم الدين.
فيما كشف الدكتور عبدالمنعم سعيد مدير منطقة آثار أسوان والنوبة أن واقعة حمل المرشدين السياحيين لسائحة بعد سقوطها أرضًا أثناء زيارتها منطقة وادي السبوع الأثرية لفتة جميلة وجيدة للغاية، وتجعلنا دائماً نفتخر ونعتز بهم.
وأشار إلى أنه يجرى حالياً العمل في مشروع التطوير داخل منطقة عمدا والسبوع، ومع إكتمال الخطة التي حددتها وزارة السياحة والآثار ، وبناءً على تعليمات الدكتور خالد العنانى وزير السياحة، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، سيتم إزالة الرمال بالطريق البرى المؤدي للمنطقة الأثرية عمدا والسبوع، مع إضافة عربات الجولف أو الطفطف داخل المنطقة.
وأوضح الدكتور عبدالمنعم سعيد أن ضمن خطة الوزارة وضع هذه العربات لنقل السائحين والزائرين داخل المنطقة الأثرية عمدا والسبوع التي تضم 3 معابد وهم السبوع والدكة والمحرقة حيث أن هناك مسافات بعيدة بين هؤلاء المعابد داخل المنطقة والمرسى النيلي، مشيرًا إلى أنه خلال الفترات الماضية كان هناك عربات فلكلورية وجمال تنقل الزائرين والسائحين إلى المعابد وتعود بهم من جديد وفى الوقت الحالي غير موجود نظراً لخطة التطوير.
