الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمال مصر في عقل وقلب السيسي.. الاستراتيجية الوطنية للتشغيل ترسم ملامح المستقبل

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع العمال

تحتفل مصر والعالم، اليوم الأحد، 1 مايو 2022، بـ يوم العمال العالمي، ويسمى أيضا بـ"يوم العمل، وعيد الربيع والعمل، واليوم العالمي للتضامن مع الطبقة العاملة"، وهو يوم عطلة في كثير من البلدان.

وبمناسبة عيد العمال، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة بمناسبة الاحتفال تكريما وتتويجا لجهود عمال مصر المخلصين العاملين ليل نهار للنهوض بالدولة المصرية صناعيا وتجاريا ولرفع مستوي اقتصادها.

وركزت كلمة الرئيس علي جهود العمال في التفاني في عملهم وجهودهم العظيمة في أعمالهم وشكرهم وتقديم التحية لهم على مجهودهم الكبير وقوة احتمالهم، كما ركزت الكلمة على اهتمام الدولة بالعمال المصريين ورعايتهم والاهتمام بمشاكلهم ومحاولة حلها وتقديم الدعم المادي والقانوني لهم.

كلمة الرئيس السيسي للعمال

بدأ الرئيس السيسي كلمته قائلا: "شعب مصر العظيم، عاملات وعمال مصر الكرام في كل ربوع الوطن، السيدات والسادة ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وتابع: "بداية يسعدني أن أتوجه إليكم جميعاً، وإلى الأمة العربية والإسلامية، بأسمى آيات التهاني بمناسبة الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وعيد العمال، أعادهما الله تعالى علينا وعلى مصرنا الحبيبة بالخير ، والسرور،  والرخاء".

وقال الرئيس السيسي، إن احتفالنا بعيد العمال لم يكن يوماً احتفالاً نمطياً متكرراً، وإنما هو فرصة حقيقية للوقوف على ما أحرزه  عمال مصر الأوفياء من تقدم في بناء الجمهورية الجديدة، ومناسبة لأن نستشرف معاً مستقبل أبنائنا بروح جديدة، مليئة بالأمل والعمل معاً ، فبالعمل تبنى الأمم ، وتقام الحضارات.

وأوضح أن العالم مر خلال السنوات الأخيرة بأزمات متعددة لعل أبرزها أزمة جائحة فيروس كورونا، لافتا إلى أنه لا شك أن العمل تأثر كثيراً بتداعيات تلك الجائحة، وفقدَ ملايين العمال في العالم وظائفهم، وظهرت أنماط جديدة من العمل تعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة، وكان الرابح خلال تلك الفترة من أحسن الاستفادة من التطورات الرقمية الحديثة وواكب سرعة وتيرتها، ولذلك فقد أولينا اهتماما بالغاً بالتحول الرقمي في جميع مجالات الدولة وكافة خدماتها".

اهتمام الدولة بالعمال

وتابع: "وعلى التوازي فقد قمنا بتقديم الدعم والحماية الاجتماعية اللازمة للفئات الأكثر احتياجاً، فقامت الدولة بتقديم المنح الاجتماعية النقدية للعمالة غير المنتظمة، فضلاً عن تمكينهم اقتصادياً وتوفير فرص العمل المناسبة لهم، والعمل على دمجهم بالقطاع الرسمي، كما تم الوفاء بأجور العمالة المنتظمة بالشركات المتعثرة من خلال صندوق إعانات الطوارئ للعمال، كما لم نتوانى في دعم أصحاب الأعمال، فأصدرنا حزمة من الإعفاءات والمزايا النقدية لتخفيف الأعباء عن كاهلهم، حتى تجاوزنا جميعاً تلك الأزمة على نحو أكثر صلابة وأشد بأساً، وقد أشادت بتلك الإجراءات المنظمات والجهات الدولية، والتي اعتبرت مصر من التجارب الدولية الرائدة في هذا الشأن".

وأكمل: "إضافة إلى جائحة كورونا فإن التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة الدولية كان لها بالغ الأثر على الاقتصاد العالمي، وتؤثر بشكل مباشر على حركة النمو الاقتصادي الدولي، ولا شك أن مصر جزء من هذا العالم تتأثر بما يتأثر به إيجاباً وسلباً ، فكان لزاماً علينا أن نتخذ بعض القرارات الاحترازية التي تهدف إلى حماية النظام الاقتصادي المصري من الاختلال، كما أن الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التي تحققت في مصر خلال السنوات السبع الماضية، باتت سبباً رئيساً في الصمود أمام التحديات والأزمات، وكلها وبلا استثناء استهدفت أولاً وقبل أي شيء تحسين جودة الحياة وتحقيق حياة كريمة لكل مواطن وللشعب المصري بأكمله".

وأضاف الرئيس السيسي، أن المصريون أدركوا أنه على مر العصور والأزمان قيمة العمل، فَعمِلوا بجدٍ واجتهاد، جيلاً بعد جيل، فعلى شأنهم، وازدهرت حضارتهم، وسبقوا بذلك كل الأمم.

إصلاح منظومة التعليم الفني

وأشار إلى أننا مقبلون على مرحلة مهمة من العمل والإنتاج للوصول إلى آفاق جديدة لمستقبل وطننا الغالي، وما يتطلبه ذلك من إسهامات عمال مصر لاستكمال الطريق الصحيح الذي بدأناه، فلقد كان الإنسان دائماً هو محور التنمية وركيزتها، فعزمنا على الاستثمار فيه من خلال تنمية مهاراته، وقدراته المهنية، والارتقاء بمستوى وعيه ومعرفته، وقد حققت مصر إصلاحاً ملحوظاً في منظومة التدريب المهني والتعليم الفني وفقاً لمعايير الجودة العالمية، وارتفعت في ذلك مؤشراتنا الدولية.

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه وجه بالعمل على وصول الخدمات التدريبية إلى قرى مصر من خلال وحدات التدريب المتنقلة على مستوى الجمهورية تحت مظلة مبادرة حياة كريمة، وذلك لتحسين مستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين وتوفير فرص العمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف رئيس الجمهورية، أن الحق في العمل حظي باهتمام بالغ من الدولة من خلال تكثيف الجهود المبذولة للحد من ظاهرة البطالة، ومن بينها التوسع في المشروعات القومية الكبرى، وإنشاء جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر لتحفيز الشباب على البدء في مشروعاتهم، وتصميم برامج تأهيلية وتدريبية للباحثين عن عمل.

الاستراتيجية الوطنية للتشغيل

ولضمان تحقيق ذلك، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بسرعة الانتهاء من الاستراتيجية الوطنية للتشغيل والتي تهدف إلى توفير فرص عمل جديدة للشباب، وتحقيق نمو في الوظائف يتماشى مع النمو الاقتصادي، وهي الاستراتيجية التي ستتواءم مع الواقع الجديد لسوق العمل، وتتواكب مع المتغيرات الاقتصادية المفاجئة، والتحولات التكنولوجية الحديثة، والتعامل بفاعلية مع وظائف المستقبل .

وتابع: "كما أولت مصر اهتماماً خاصاً بزيادة الحد الأدنى للأجور للعاملين بأجهزة الدولة وهيئاتها العامة الاقتصادية والخدمية، وعلى التوازي فقد انتهى المجلس القومي للأجور إلى التوافق على تحديد الحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص لأول مرة في مصر منذ العديد من السنوات".

تمكين المرأة في سوق العمل

وبخصوص المرأة، قال الرئيس السيسي أن تمكين المرأة اقتصادياً وتعزيز مشاركتها في سوق العمل يساعد على سرعة النمو الاقتصادي للبلاد، ويعمل على زيادة الدخل القومي، ويضاعف معدلات التنمية، لذلك فقد قامت الدولة بالعديد من الإصلاحات الخاصة بالمرأة العاملة، كما وجهتُ بضرورة وضع إطار داعم لتمكين المرأة في سوق العمل، ومساندتها للالتحاق بوظائف المستقبل، وحمايتها في أماكن العمل.

واختتم الرئيس السيسي قائلا: "عاملات وعمال مصر الكرام، بُناة الأوطان، باعثي الأمل، صانعي مستقبل الأجيال القادمة، أنتم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسي للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار... اعملوا وأحسنوا العمل، وستجدونني دائما إلي جانبكم، منحازاً لقضاياكم، وداعماً لحقوقكم ... وأجدد لكم عميق اعتزازي بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، وأهنئكم جميعاً بعيدكم وكل عام وأنتم بخير، ودائماً وأبداً تحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الاستجابة لنصائح الرئيس السيسي

وفي هذا الصدد، أشاد النائب عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة في مجلس النواب وامين صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الاحد الى المصريين والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة الاحتفال بعيدي الفطر المبارك والعمال، وتقديره لما أحرزه عمال مصر الأوفياء من تقدم في بناء الجمهورية الجديدة، واستشراف المستقبل بروح جديدة مليئة بالأمل والعمل معًا، مثمنا تقدير الرئيس لقيمة العمل وقوله : "بالعمل، تُبنى الأمم وتقام الحضارات".

ودعا عبد الفضيل عمال مصر إلى  الاستجابة الفورية إلى نصائح الرئيس بشأن المزيد من العمل والإنتاج لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة في إطار الجمهورية الجديدة والاستراتيجية الوطنية للتشغيل ومواجهة تداعيات جائحة كورونا التي  تسببت في فقد ملايين العمال حول العالم وظائفهم، وظهور أنماط جديدة من العمل تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.

وأعلن عبد الفضيل تأييده لكل ما اكد عليه الرئيس من الإنجازات المتتالية والمشروعات الكبرى وبرامج الحماية ودعم العمال التي باتت سببا رئيسيا في الصمود أمام التحديات والأزمات.

رسم ملامح المرحلة المقبلة للعمال

ومن جانبه، قال النائب خالد عيش، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد بمناسبة عيد العمال، جاءت لترسم ملامح المرحلة المقبلة، مستعينة بإنجازات الماضي والحاضر في ملف العمل والعمال.

وأضاف عيش، أن كلمة الرئيس السيسي التي رصدت بصدق  التحديات الراهنة ودور الدولة في مواجهتها لا سيما حماية العمالة غير المنتظمة جراء تداعيات فيروس كورونا، كما اولت الدولة اهتماما خاصا بالحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص لأول مرة في مصر منذ سنوات طويلة، ناهيك عن برامج الحماية الاجتماعية للعمال، وما أحرزه عمال مصر الأوفياء من تقدم في بناء الجمهورية الجديدة.