الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كورونا يثير مخاوف الصحة العالمية|ماذا فعلت الصين للحد من الوباء بعيد العمال

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن جائحة كورونا "كوفيد 19" لن تنتهي قريبا كما سبق وتوقعت منظمة الصحة العالمية،  التي أعلنت تراجع الوفيات والإصابات الناتجة عن الوباء في وقت سابق من العام الحالي، 2022، وهو دعا عدد من الدول إلى التخفيف من إجراءاتها الاحترازية.

موجة جديدة من كورونا في الصين

فقد ضربت موجة جديدة من فيروس كورونا عدة مناطق في الصين مما استدعى السلطات لفرض إغلاقا موقت ببعضها وتحديدا مدينة شنغهاي، والتي يسكنها حوالي 25 مليون شخص.

ظهور موجة جديدة من "كوفيدـ 19" في الصين ومتحوره المخيف "أوميكرون" رغم حملات التطعيم المكثفة في شتي البلاد سبب الكثير من المخاوف في دول العالم.

وقررت السلطات الصينية تشديد الإجراءات لكبح انتشار فيروس كورونا من خلال تكثيف اختبارات الكشف عن الفيروس وجعلها مجانية وفرض تدابير الإغلاق، حسبما أعلن مسؤولون السبت مع بدء عطلة عيد العمال التي خيم عليها ارتفاع أعداد الإصابات في العاصمة بكين.

وفي مواجهة متحور أوميكرون يتمسك المسؤولون الصينيون باستراتيجية "صفر-كوفيد" رغم ارتفاع التكلفة الاقتصادية والاستياء الشعبي.

وتعتبر العطلة التي تستمر خمسة أيام، من أكثر الفترات التي يكثر فيها السفر، لكن من المرجح أن يلزم الناس منازلهم بسبب أسوأ عودة للفيروس منذ بدايات انتشاره.

وتمسك المسؤولون الصينيون في مواجهة متحور أوميكرون، باستراتيجية "صفر-كوفيد" وتصدوا لبؤر إصابات من خلال الاختبارات الجماعية وتدابير الإغلاق، ورغم ارتفاع التكلفة الاقتصادية والاستياء الشعبي، أعلنت بكين أنها ستوسع نطاق الإغلاق ليشمل أماكن عامة بعد العطلة.

واعتبارا من الخامس من شهر مايو ، سيتعين على المواطنين إبراز نتيجة فحص سلبية أجريت خلال الأسبوع الماضي لدخول "جميع أنواع الأماكن العامة ولركوب وسائل النقل العام"، بحسب مذكرة نشرت على صفحة سلطة المدينة على موقع ويتشات.

عطلة عيد العمال وإصابات كورونا 

وفيما يخص الأنشطة مثل الفعاليات الرياضية ومجموعات السفر، سيتعين على المشاركين إبراز اختبار سلبي أجري في غضون 48 ساعة، إلى جانب شهادة "تطعيم كامل" بحسب القواعد الجديدة.

وسجلت الصين أكثر من 10700 إصابة محلية بـ فيروس كورونا السبت، من بينها حالات غير مترافقة بأعراض، غالبيتها في شنغهاي المركز الاقتصادي، وتفرض المدينة الكبرى الواقعة شرقا تدابير إغلاق منذ شهر بعد أن أصبحت بؤرة لتفشي العدوى، وسجلت السبت أكثر من 10100 حالة إصابة أي نصف ما سجلته في وقت سابق هذا الشهر.

أما في بكين فقد سجلت 54 حالة إصابة وفق اللجنة الوطنية للصحة، وستكون فحوص "كوفيد 19" في العاصمة مجانية اعتبارا من الثلاثاء، بحسب وسائل إعلام رسمية.

وقام سكان شنغهاي بقرع الأواني احتجاجًا على الإغلاق حيث يخضع سكان المركز المالي البالغ عددهم 25 مليونا، لإجراءات صارمة فرضت عليهم الإقامة في منازلهم منذ أبريل وسط غضب عارم ونقص وصعوبة الحصول على الطعام.

وألغت مدينة قوانجتشو الصينية الكبرى الخميس، مئات الرحلات الجوية وبدأت في اختبار 5.6 مليون شخص على حالة واحدة مشتبه بها، كجزء من معركة متصاعدة في جميع أنحاء البلاد للقضاء على الفيروس.

وتواجه الصين أسوأ تفشٍ لها منذ ذروة الموجة الأولى في أوائل عام 2020، حيث سجل شرق شنجهاي عشرات الوفيات اليومية وأغلقت العاصمة بكين أحياء كاملة بعد ما تم اكتشاف عدد قليل من الحالات.

وعلى الجانب الآخر أعلنت سلطات دولة الدنمارك، أنها لن تصدر دعوات التطعيم بعد 15 مايو، على الرغم من أن برنامج التعزيز قد يستأنف في وقت لاحق من العام.

دولة الدنمارك تعلق برنامج التطعيم 

وبهذا أصبحت الدنمارك أول دولة تعلق برنامج التطعيم ضد "كوفيد 19"، حيث قالت هيئة الصحة في البلاد إنه "تمت السيطرة على الفيروس".

وقالت هيئة الصحة الدنماركية، إن المستويات المرتفعة من التطعيم، وانخفاض عدد الإصابات الجديدة، واستقرار معدلات الاستشفاء، كانت من العوامل المساهمة في قرار وقف حملة التحصين الوطنية.

وأصبحت حكومة الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تزيل جميع القيود المحلية المتعلقة بالوباء في 1 فبراير، عندما أعلنت أن الفيروس لم يعد يمثل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة هناك.

وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد أحمد علي، أستاذ علم الفيروسات، إن اللقاحات ليس لها تأثير على المتحورات الجديدة من كورونا، وأنه ظهر متحورين جديدين ولا يستطيع أحد التنبؤ بماهيتهم قبل أن يثبت ذلك.

ووصف علي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إعلان منظمة الصحة العالمية عن احتمال انفراجة وانخفاض في أعداد كرورنا بحلول منتصف 2022 الجاري، ثم تراجعها عن ذلك وإعلان التخوف من انتشار موجة جديدة بأنه "تسرع من منظمة الصحة العالمية وأنها تسرعت في الكثير من الأشياء".

وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، وذلك بسبب التراجع الكبير في عدد اختبارات فيروس كورونا "كوفيد 19"، والتي يتم إجراؤها حول العالم، مما يترك العالم في حالة من العمى حول مدى تطور فيروس كورونا وأكتشاف متحوراته الخطيرة المحتملة.

وقالت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن "الإصابات والوفيات بعدوى فيروس كورونا قد شهدت أيضا تراجعا كبيرا".

تراجع ملحوظ في الإصابات عالميا

وصرح مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس للصحفيين: "الأسبوع الماضي تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 15 ألف حالة وفاة بقليل، وهو أدنى رقم إجمالي أسبوعي يسجل منذ مارس 2020".

وحذر جيبريسوس، من أن انخفاض الأرقام قد يكون أيضا نتيجة للتراجع الكبير في عدد الاختبارات التي تجرى للكشف عن الإصابات بعدوى فيروس كورونا، وليس بسبب تراجع الإصابات بالفيروس.

وأضاف جيبريسوس، إلى أن "هذا يصيبنا بالعمى أكثر حيال أنماط انتقال الفيروس وتطوره"، معقبا "عندما يتعلق الأمر بفيروس قاتل، فإن الجهل ليس نعمة".

وأوضح ويليام رودريجيز الذي يترأس تحالف التشخيص العالمي "فيند"،أنه بسبب تراجع الحكومات في الأشهر الأخيرة عن إجراء اختبارات للكشف عن المصابين بعدى فيروس كورونا، قد أصابنا العمى وأصبحنا غافلين عما يحدث مع هذا الفيروس.

وأشار رودريجز، إلى أنه في الأشهر الأربعة الماضية ووسط ارتفاع الإصابات بالمتحورة أوميكرون "انخفضت معدلات الاختبارات من 70 إلى 90 بالمئة في جميع أنحاء العالم"؛ حيث أن التراجع في عدد الاختبارات جاء في وقت أصبحت فيه إمكانية التوصل إلى نتائج دقيقة حول الإصابة أكثر من أي وقت مضى.

وحذر رودريجز، من أن "ظهور متحور جديد خطير لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا"؛ حيث أنه "على الرغم من انخفاض عدد الوفيات، إلا أننا ما زلنا لا نفهم العواقب طويلة المدى للإصابة على الناجين من الفيروس التاجي".