تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي دائما على استغلال الازمات التي يشهدها العالم ومنها الحرب في أوكرانيا لتحقيق أهدافها الخبيثة بتوجيه ضربات واعتداءات للفلسطينيين العزل والسوريين.
وشهدت الأيام الماضية حالة من التصعيد الخطير داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة مدينة القدس حيث عمل المستوطنين اليهود على تدنيس المسجد الأقصى تحت رعاية وحماية من قبل قوات الاحتلال.
لا تفوت إسرائيل الفرصة الا وتقوم بين الحين والأخر بتوجيه ضربات جوية على المناطق والبلدات السورية مستغلة في ذلك حالة التشتت التي تعيشها الدولة السورية منذ 2011، حيث تعيش في دوامة نزاع دموي أدى لمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
وكعادتها تعمل دولة الاحتلال على تحقيق أهدافها في الأراضي العربية وتضيق الخناق على العرب خاصة الفلسطينيين والسوريين واعمال آليتها العسكرية ضد كل ما هو عربي.
المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويرفض إدانة الاستفزازات الإسرائيلية وما تقوم به دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وغيرهم من أبناء الامة العربية.
هجوم إسرائيلي جديد على سوريا
حيث أفادت وسائل إعلام محلية في سوريا، بمقتل 4 عسكريين وإصابة 3 آخرين، جراء الهجوم الإسرائيلي على محيط دمشق فجر الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء السورية سانا "أدى العدوان الإسرائيلي على محيط مدينة دمشق فجر هذا اليوم إلى استشهاد أربعة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية".
وفي وقت سابق، تصدت الدفاعات الجوية السورية، فجر اليوم الأربعاء، لهجوم صاروخي إسرائيلي في العاصمة دمشق، إذ سمع انفجارات في سمائها.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا، بسماع دوي انفجارات في سماء دمشق، إذ صدت الدفاعات الجوية هجومًا إسرائيليا في أجواء العاصمة.
وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري، وأهدافا إيرانية، وأخرى لحزب الله اللبناني.
على جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة في سوريا، خلال نشاط روتيني لها، وفق ما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.
وقال أدرعي، في تغريدة له على حسابه بموقع ويتر "سقطت في وقت سابق اليوم، وخلال نشاط روتيني مسيرة درون تابعة للجيش داخل الأراضي السورية".
وأضاف أدرعي أنه لا خشية من تسرب للمعلومات نتيجة سقوط الطائرة المسيرة في سوريا، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا في الحادث.
أولويات أمنية واستراتيجية
وفي هذا الصدد، قال وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن الضربات والغارات العسكرية التي تنفذها إسرائيل على الأراضي السورية، هي ضربات تتم وفق أولويات أمنية واستراتيجية تقوم بها إسرائيل بصفة دورية.
وأوضح فهمي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن تلك الضربات الإسرائيلية على سوريا تؤكد اعتماد إسرائيل على استراتيجية الردع، ضد عناصر حزب الله والوجود الإيراني المتمثلة في عناصر الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن تلك الغارات تأتي في إطار استراتيجية الردع وليس لها علاقة بما يجري في قطاع غزة كما يروج البعض.
وأكد أن “استراتيجية الردع الإسرائيلية تعتمد على توجيه الضربات بصفة دورية تتم كل 30 أو 35 يوما، منوها إلى أن تلك الاستراتيجية لن تتغير لأن هدفها لا يزال قائما وهو استهداف الوجود الإيراني والنظام السوري في نفس التوقيت، لأن هدف إسرائيل الثابت هو استهداف النظام السوري كنظام سياسي يسعى للتعافي بعد إجراء الانتخابات واستمرار بشار الأسد في الحكم، أما السبب الثاني فهو ملاحظة التواجد الإيراني داخل سوريا المهدد لإسرائيل، بالإضافة إلى قوات حزب الله”.
واختتم فهمي: "تأتي هذه الضربات لتأكيد استراتيجية إسرائيل في التعامل مع كل ما يهدد أمنها بصورة أو بأخرى في سوريا، كما أن استراتيجيتها لن تتغير وستتكثف الضربات خلال الفترة المقبلة ولن يحدث تغيير مفصلي أو هيكلي في إطار ما يجري من تهديدات لإسرائيل".
9 ضربات خلال 2022
والجدير بالذكر أن إسرائيل استهدف سوريا 9 مرات منذ بداية عام 2022، سواء بالضربات الجوية أو صاروخية، أدت الي إصابة وتدمير نحو 13 هدفا ما بين مباني ومستودعات واسلحة ومقرات ومراكز وآليات، أديت الي مقتل 16 عسكريا وإصابة 22 اخرين خلال عام 2022.
ويذكر أنه خلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لجيش النظام، خاصة أهدافا إيرانية وأخرى لميليشيا حزب الله اللبناني.
ويرى بعض الخبراء العسكريين أن هذا الأمر هو جزء من سياسة إسرائيل المستمرة في استهداف المواقع السورية، من خلال ضربات تكتيكية، وهي تقوم بهذه الضربات بحيث تكون مؤثرة في مواقع محدودة، وتكون محدودة الزمان والمكان، وتستهدف ضرب القدرات العسكرية أو شبه العسكرية، لتؤدي إلى تأخير أو إضعاف القدرات السورية.
إن الهدف من هذه الغارات هو توجيه رسالة لـ سوريا وحلفائها، بأن إسرائيل قادرة على استهداف العمق السوري في أي وقت تريده، والمسألة الثانية هي تثبيت قواعد الاشتباك بما يلائم المصلحة الإسرائيلية، بجانب أن إسرائيل تحاول تعطيل استعادة الدولة السورية لقوتها.