" كانت لبني عدي مفخرة سجلها كتاب التاريخ، في كتب سطورها معطرة ، ومصر على مر العصور وهي بمثابة بركان جسور يغضب ويثور ضد الجيوش الغادرة، وفي كل وادي من بلادي لجيش الأعادي مقبرة".. كلمات بسيطة ولكن معبرة ، عبر بها عبد الحميد دردير عبد الكافي أو كما يلقب ببيرم العدوي، عن فخره بمقاومة أبناء قرية بني عدي بمركز منفلوط ، للحملة الفرنسية عام 1799 والتي يوافق اليوم 18 أبريل ذكرى مرور 223 عاما على هذه الملحمة الوطنية والتي استشهد فيها 3000 شهيد من رجال وسيدات القرية، دفاعا عن الكرامة وتراب الوطن، وتشهد على ذلك جبانة " فدان " ، التي تتزين بشواهد تكسوها الأقمشة الخضراء والحمراء تحتضن بين جنباتها جثامين شهداء قرية بني عدي.
قال حسن على حمزة، أحد أبناء قرية بني عديات بمركز منفلوط بأسيوط، إن جبانة الفدان شاهد على تاريخ عريق ومجد لقرية بني عدي تضم بين جنباتها شهداء المقاومة ضد الحملة الفرنسية، والذين استشهدوا يوم الخميس 18 ابريل 1799 دفاعا عن عرضهم وارضهم وكرامتهم وبلدهم ومن أبزر شهداء المقاومة الشيخ نور الدين العسيلى والشيخ سليمان بن محمد الخطيب ومحمد المغربى الجيلانى الهاشمى.
وأشار إلى أن عدد شهداء المقاومة من أبناء قرية بني عديات تجاوز الـ3 آلاف شهيد ويعد أبرزهم زعيم المقاومة الشيخ أحمد الخطيب، الشيخ حسن طايع وأحمد عبد الله السباعي ومحمد أيوب العدوى والشيخ أحمد المغربي، وعلى أحمد العياط والشيخ سليمان طايع وعز العرب حسن مخلوف وحورية العزولي وغيرهم، ونحو 450 من الأعراب المصريين و300 من المماليك، الذين قدموا أنفسهم فداءً للدفاع عن قريتهم، وجميعهم دفنوا بمقابر الفدان بالقرية.
وأضاف حمزة، أن الجبانة شيد بجوارها مسجدا سمى مسجد الأربعين، وطفح الكيل من ظلم الأمير يشبك فأخذوا يدعون عليه بقول "حسبي الله ونعم الوكيل" وبالفعل استجاب لهم الله حيث قتل الأمير على أيدي عبيده بعد أن عذبوه وقطعوه أشلاء واشتهرت بني عدى بعدها بأنها بلد "حسبي الله ونعم الوكيل".