بكى الشيخ سعود الشريم، إمام وخطيب المسجد الحرام، خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان ، أثناء حديثه عن سرعة انقضاء الشهر الفضيل، حيث انتصف سريعًا.
سبب بكاء خطيب المسجد الحرام
وأوصى «الشريم » خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، المسلمين على اغتنام ما بقي من شهر رمضان المبارك الذي أوشك نصفه على الانتهاء، قائلاً بتأثر ، إنه قبل أيام كنا نهنئ بعضنا البعض بقدوم شهر الخير وها هو يوشك على الانتهاء، فقد انتصف شهركم فاغتنموا ما بقي منه فإنه سريع الانقضاء.
واجهش بالبكاء معاتبًا : “أتشكون للناس همومكم والله ينزل كل ليلة في السماء الدنيا فيقول من يدعوني فأستجيب له؟”، منوهًا بأن من آداب الدعاء عدم الانقياد للعاطفة التي تجر إلى تتبع غرائب الأدعية ووحشي الألفاظ؛ لئلا يغلب عليها استحلاب العاطفة فتنقلب إلى وعظ على حساب الابتهال.
مظنة الوقوع في المعاني الفاسدة
وحذر من كونها مظنة الوقوع في المعاني الفاسدة من جهة الاعتقاد أو من جهة دلالات الألفاظ ومن آدابه لا سيما في عموم المساجد التي يؤمها المصلون، أن يتخير الأئمة من الأدعية جوامعها وأنفعها، وما فيه مصلحة عامة للمسلمين في دنياهم وأخراهم، والدعاء لولاة أمور المسلمين بالتوفيق لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، مشدداً على تجنب السجع المتكلف والتفصيل المكروه في الدعاء.
رمضان لا يشبهه شهر
وكان في الجمعة الماضية، قد قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن جبريل -عليه السلام- كان يدارس نبينا -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك.
وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«الصِّيَام والقرآن يَشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصِّيام: أي ربِّ مَنَعْتُه الطعام والشهوة فشفّعْني فيه، ويقول القرآن منعته النّوم بالليل فشفّعْنِي فيه فيشفعان».
وأضاف أنه ما أعظم رمضان من شهر اغْدَوْدَقَت فيه أصول الِمنَن، واخْضَوْضَرَت فيه قلوب النازعين إلى أزكى سَنَن " ، موصيًا بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان يخصه من الأعمال الصالحة ما لا يخص به غيره .
أعمال النبي في رمضان
وتابع : ومن هذه أعمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان ؛ الذكر، والاستغفار، وتلاوة القرآن، والصدقة، والإحسان، وهنا يذَكِّر بفضل الصدقة على المحتاجين والمعسرين، ودور مركز الملك سلمان للإغاثة، ومنصة إحسان الخيرية في إيصال التبرعات إلى مستحقيها من مختلف فئات المجتمع بأمانة وشفافية.
وأكد أن رمضان شهر لا يُشْبِهُهُ شهر، مِن أشرف أوقات الدهر، شهرٌ عاطرْ، وفضله ظاهرْ، بالخيرات زاخرْ، شهر أشرقت في أفق الزمان العاتم كواكبه، وعادت - والعود أحمد- بسلامة الإياب أمجاده ومراكبه؛ لينضح أرواحنا اللَّهفى بالرَّوح والريحان، والازدلاف إلى المولى الدَّيان.
وأشار إلى أن رمضان فرصة للتغيير للأفضل من الذات إلى شتى المجالات، وسانحة لاعتصام الأمة بالكتاب والسنة، ونبذ الخلافات والصراعات، والعمل بِجِدٍّ للخروج من الأزمات؛ وتعزيز بوارق الأمل في التهدئة والتهادن، والاتفاق والإصلاح، ووقف الحروب ووضع السلاح، وإحلال الأمن والسلام، والتفرغ للبناء والنماء والاعمار.
مراعاة حرمة رمضان
ونبه إلى أنه ينبغي أن من إحسان استقبال رمضان أن يكون بمثابة لفتة للقنوات الإعلامية ومواقع التواصل بمراعاة حرمة الشهر الكريم، منوهًا بأن هذه الأيام المباركة فرصة سانحة لمراجعة النفس ومحاسبتها وإصلاح العمل، وقال :" اشكروا ربكم أن بوأكم هذا الزمان وهذا المكان.