ما زالت القيادة السياسية والحكومة والوزارات تواصلالتحضير لمؤتمر قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، المقرر انعقاده فى نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ، بالرغم من أنها أتت وسط تحديات غير مسبوقة لظواهر التغيرات المناخية، والتي برزت في الكوارث الطبيعية، وتنطلق أهمية المؤتمر المقرر انعقاده في مصر، من القضية التي تؤرق العالم، والجهود المصريةواهتمام القاهرة بالقضايا العالمية خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن خلال هذا التقرير، نسلط الضوء على أهم وأبرز ما قدمته الحكومة والدولة في تحضيرها لمؤتمر قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ.
كان آخر الجهود المصرية، والتي تمثل قارة أفريقيا، هو اختيارها لتكون محل استضافة وتنظيم قمة المناخ القادمة للأطراف والمقرر انعقادها في 27 في نوفمبر 2022 في مدينة شرم الشيخ، حيث جعلت من العمل المناخي نموذجا يحتذى به.
اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ
كانت مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ عام 1994م، وكذلك بروتوكول كيوتو الذي صدقت مصر عليه في عام 2005، وتعتبر قارة أفريقيا أكثر القارات تأثرا بـ التغيرات المناخية، على الرغم من أن انبعاثات القارة لا تتجاوز 4% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
وخلال الاجتماعات التي تخص هذا المؤتمر، والتي يعقدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تتم مناقشة المسودة النهائية من "الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050"، وبعض المشروعات الوطنية المقترحة بشكل مبدئي، في مجال الزراعة، والموارد المائية والري، والصرف وغيرها.
زيارة شارما إلى القاهرة
وسبق وزار ألوك شارما رئيس مؤتمر المناخ الدولي "كوب 26"، حيثكانت زيارة بناءةإلى مصر ويتجه حاليا إلى الإمارات، وهما الدولتان المستضيفتان لقمتي المناخ الدوليتيان “كوب 27” و"كوب 28" على التوالي.
وأثناء زيارته للقاهرة، التقى شارما طيفا واسعا من الوزراء المصريين على رأسهم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس مؤتمر المناخ الدولي المعين في مصر، وزير الخارجية سامح شكري.
وصدر بيان مشترك عبر عن الرغبة المشتركة لتسريع خطوات مواجهة تغير المناخ خلال هذا العقد الحرج.
واتفق الطرفان أيضا حينها على بناء شراكة عام 2022 لتنسيق الأولويات والخطط ولضمان إنجاح إرث اتفاق جلاسجو المناخي وتحقيق تقدم في إنجاز أهداف اتفاق باريسخلالمؤتمر المناخ الدولي كوب 27 المزمع عقده في شرم الشيخ.
من ناحية أخرى، استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إلى جانب السفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستتبنى مقاربة شاملة ومحايدة خلال رئاستها لتلك القمة، وأنها ستأخذ في الاعتبار أولويات ومواقف جميع الأطراف، وذلك لضمان خروج القمة بنتائج إيجابية في صالح دعم عمل المناخ الدولي بجميع مكوناته، خاصة ما يتعلق بخفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وحشد تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية.
جهود محافظة جنوب سيناء
وكثفت محافظة جنوب سيناء، استعداداتها لاستضافة مدينة السلامشرم الشيخ الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP27".
وأعلن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، رفع درجة الاستعدادات القصوى بمدينة شرم الشيخ، استعدادا للمؤتمر، وأوضح أنه يتم أيضا تطوير طريق السلام، وأن المدينة بها فرق عمل كثيرة من بوابة شرم الشيخ حتى نبق، كما عرض موقف تنفيذ الهوية البصرية بالمدينة، مشيراً إلى أنه تم تخصيص 3 قطع أراض لمشروعات الطاقة الشمسية بالمدينة، وسيتم البدء قريباً في التنفيذ.
400 حافلة تعمل بالكهرباء
كما أشار "فودة" إلى أن هناك خطة تطوير كبرى بالمدينة تشمل عمليات رصف ورفع كفاءة وتوسعة لجميع الشوارع، فضلا عن طلاء جميع المباني باللون الأبيض لكونها مدينة السلام وإضافة المساحات الخضراء والتشجير وجميع أعمال التجميل وتفعيل العمل بـ الطاقة الشمسية عن طريق شركات متخصصة، كما وفرت المدينة موقعين لإنشاء محطات الشحن الكهربائي للحافلات التى ستعمل بالمؤتمر ويقدر عددها بـ 400 حافلة وإلزام جميع الفنادق الكبرى بتخصيص أماكن لشحن السيارات وتحويل جميع سيارات الأجرة للعمل بالكهرباء وتوفير زى مميز للسائقين.
جدير بالذكر أن مصر لا تساهم في غازات الانبعاثات الكربونية إلا بنسبة ضئيلة جدا، ورغم ذلك فإن الإجراءات الحكومية تساعد في تقليل الضئيل من الانبعاثات الكربونية.
وبدأ تغير المناخ في مصر خلال السنوات القليلة الماضية، يكون له تأثير كبير على القطاعات الاقتصادية المهمة مثل قطاع الزراعة وبسبب التذبذب المناخي الذي حدث في بداية هذا الموسم، أدى إلى عدم إنتاج محاصيل مهمة في مصر، وهذه التأثيرات السلبية سيكون لها تأثير اقتصادي كبير على المستوى القومي.