سلطت الحلقة الثانية من مسلسل الاختيار 3 الضوء على فترة هامة من تاريخ مصر والتي حكمت فيها جماعة الإخوان البلاد عامي 2012 و2013.
وكان من بين الأحداث التي سلطت الضوء عليها الحلقة الثانية من مسلسل الاختيار 3 التحريات التي يقوم بها المقدم مصطفي خليفة الذي يلعب دوره الفنان أحمد السقا حول المجموعة المتورطة في اغتيال 16 فردا من أبطال القوات المسلحة فيما عرف إعلاميا بـ مذبحة رفح الأولي.
وأثناء حديثة إلى أحد معاونيه ذكر المقدم مصطفى خليفة اسم واحد من أخطر الإرهابيين الذين مروا على مصر في السنوات الأخيرة وهو الإرهابي محمد الغزلاني.
وفي التقرير التالي يرصد موقع "صدى البلد"، بعض القضايا والعمليات الإرهابية المتورط بها الإرهابي محمد الغزلاني:
يعد الإرهابي محمد الغزلاني أحد أخطر العناصر الإرهابية الهاربة إلى تركيا، حيث أنه يواجه أحكاما بالإعدام والمؤبد في قضايا إرهاب بمصر تم تنفيذها في الفترة ما بين يناير 2011 وحتى 30 يونيو.
محمد نصر الدين فرج الغزلاني، من مواليد 5 سبتمبر 1968، كان يسكن في منطقة كرداسة بالجيزة غربي القاهرة، وينتمي والده، و6 آخرون من عائلته، إلى تنظيم "الجهاد" الإرهابي.
قائد الإرهابيين في مصر
ويعتبر أفراد عائلة الغزلاني متورطين معه في عدة قضايا إرهابية، أبرزها اغتيال اللواء نبيل فراج في أحداث مدينة كرداسة غربي القاهرة سبتمبر 2013، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، لذلك يعرف بأنه "قائد الإرهابيين" في منطقة كرداسة ضد الجيش والشرطة.
كما كان أحد قادة الجماعة في مصر وكان يعمل جاهدا لنشر الفوضى والإرهاب في البلاد عقب الثورة، لإعادة الحكم الفاشي والسيطرة على الدولة لأجل مخططاتهم السوداء، وهرب إلى تركيا حتى أودعت محمد نصر الغزلاني بالسجن ثم أفرجت عنه في ظروف غامضة.
محمد الغزلاني تاريخ إرهابي
وتعتبر عائلة الغزلاني واحدة من ضمن العائلات الجهادية في كرداسة المصرية، بعد اغتيال السادات، وكانوا على علاقة وثيقة بعائلة الزمر ومحمد عبد السلام فرج وغيرهم.
حيث تورط الغزلاني في قضية خان الخليلي بفترة التسعينيات، قبل انضمامه عام 1992 لتنظيم طلائع الفتح مع محامي الجماعات الجهادية مجدي سالم، ومن ثم تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما لإدانته بعدة قضايا عنف، وتوالت خلال تلك الفترة محاولات الجماعة لإخراجه من السجن لكن جهاز أمن الدولة المصري السابق، رفض الإفراج عنه في عام 2008، لخطورته على الأمن العام، حتى صدر له عفو رئاسي من الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكان غزلاني أحد قنوات الاتصال بين قيادات الإخوان والتكفيريين في سيناء عقب ثورة يناير من العام 2011 ورصدت الأجهزة الأمنية لقاءات بينه وبين قيادات إرهابية في سيناء خلال تولي الرئيس المعزول محمد مرسي الحكم، وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، قاد مجموعة من الإرهابيين وعناصر الجماعات الجهادية ونفذ أحداث كرداسة والتي استهدفت قتل مأمور مركز الشرطة، ونائبه وعقيد ومعاون المباحث و7 من الأمناء والجنود والتمثيل بجثثهم واستخدام قذائف آر بي جي، والبنادق الآلية في اقتحام قسم الشرطة وإشعال النيران به، وقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة وبعدها بأيام فر هاربا خارج البلاد.
وبعد تصدي السلطات المصرية لتلك الجرائم الإخوانية الإرهابية، فر الغزلاني إلى الكويت ومكث بها فترة، قبل أن يهرب مجددا إلى قطر ثم تركيا، ليتجنب توقيف الكويت لخلية إخوانية ضمت 8 عناصر إرهابية، صدرت في حقهم أحكام قضائية في القاهرة في عملية أمنية استباقية يوليو 2019، حيث صدر ضده حكما إعدام غيابي في قضيتين.
الغزلاني وتنظيم القاعدة
وفي هذا الصدد، قال منير أديب، الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن محمد الغزلاني من الشخصيات التي تنتمي لتنظيم الجهاد الإسلامي في مصر، وقد انضم إلي تنظيم قاعدة الجهاد ومارس في السابق أحداث عنف كثيرة داخل مصر سواء في سيناء أو في باقي العواصم والمدن المصرية.
وأوضح أديب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الرئيس المعزول محمد مرسي بعد 2012 استعان بمحمد الغزلاني وغيره للتواصل مع المجموعات الجهادية في سيناء، وبخاصة التي قامت باختطاف بعض الجنود المصريين، ومحمد الغزلاني ومجدي سالم يقيمان في تركيا ومازالت لهما صلة كبيرة بتنظيم القاعدة ومازالا داعمين للحركة الجهادية سواء داخل القاهرة أو في دول أخرى.
وتابع: محمد الغزلاني قام بالعديد من العمليات الإرهابية وشارك بالدعم والتمويل والمساندة لكل التنظيمات المتطرفة، وجماعة الإخوان المسلمين بمصر لهم صلة قوية به.
الغزلاني خطر على الأمن القومي
وأكد أن "محمد الغزلاني كان سندا قويا للإخوان بعد ثورة 30 يونيو، وكان ومازال محمد الغزلاني ومجدي سالم يمثلان خطرا كبيرا على الأمن القومي المصري وخاصة استمرار العلاقة بينهم وبين الإخوان حتى الآن.
واختتم: مازال خطر محمد الغزلاني ومجدي سالم قائما نتيجة وجودهم على قيد الحياة؛ لأنهم يعملان تحت مظلة الإخوان المسلمين وبالتعاون مع المنتظمات الأكثر تطرفا مثل القاعدة، خاصة وأن هذا التنظيم هو الأقرب لكليهما لمواجهة القيادة السياسية المصرية وشعبها.