قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فى رده على معارضى ربا الفضل، إن آفة الناس أن يتكلم بعضهم بجهل وجهالة ولا يقرأ كتابا ولا يعارضون، لافتا إلى أنه لو قرأت فى اى كتاب فقهى هتعرف أن قصة الربا أكبر من أى حد فاهم.
وتابع الجندى، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم السبت: "تسمع عن ربا الفضل ؟ لو قرأت فى أى كتاب فقهىّ عن الربا ، هتلاقيهم بيقولولك إن فيه نوعين من الربا..ربا الفضل ..و ربا النسيئة وده فى حد ذاته يلفت انتباهك ، هو ليه التقسيمة لما الموضوع منتهى ؟ مش هو ربا والسلام ؟..ده يخليك تستنتج أن القصة أكبر مما أنت فاهم !هيقولك أن ربا النسيئة ده مفيش خلاف عليه ، ده ربا ابن ربا ، ومحرم بإجماع الآراء ، وده بالبلدى كده يعنى تسلّف واحد ولو تعثّر فى السداد عند وقوع موعد رد الدَّين ، ساعتها تحط شروط جديدة خاصة بزيادة الدَّين أضعاف مضاعفة ، أو كما تريد استغلالاً لظروفه الطارئة ( يعنى مبترضاش تعمل جدولة للديون بلغتنا المعاصرة على عكس البنوك ما بتعمل)طيب إيه ربا الفضل بقى ؟هيقولك بالبلدى كده انك تسلف واحد ، بس بزيادة ، يعنى تسلفه عشرة و تقبضهم اتناشر ألف مثلاً ، هنا بقى ده يشبه تمويل البنوك !! صح ، لكن حصل خلاف بين الصحابة أولاً ، ثم الفقهاء بعد كده بخصوصه .
واستكمل الجندى: "أغلب اللى حرَّموا ربا الفضل ، مش حرموه بشكل مُطلَق ، وإنما حرَّموا نوعاً معيناً من ربا الفضل ده ، لو كان بأحد هذه السلع" الذَّهَب والفِضَّة والبُرّ (القمح) والشَّعير والتَّمر والمِلح ".
وأكمل: وذهب الذين قالوا بالتحريم ، إلىٰ أنه لا يجوز أنك تسلف شخصاً ما ، أحد هذه الأصناف بكمية معينة لمدة زمنية محددة ، و تستلمها منه بزيادة من نفس الصنف ، واعتبروا الزيادة دى ربا ، و الأصناف دى محددة فى حديث عن النبى عليه الصلاة والسلام .. يعني مش اجتهاد منهم ( وأباح بعضهم او أغلبهم إنك تأخذ الزيادة من صنف تانى بس مش نفس الصنف)البعض قال لا ، ربا الفضل كله حرام برضه ، والأصناف دى مجرد أمثلة ( تأويل واجتهاد) ، والبعض قال لا ..معلش ، الأصناف دى على سبيل الحصر و ينعقد عليها الكلام فقط فى التحريم ( برضه تأويل واجتهاد) ، واخد بالك إن التحريم عندهم طال الأصناف الستة فقط ، ولاحظ أيضاً أن البنكنوت لا يماثل أياً من هذه الأصناف لأن قيمته دائمة التناقص بسبب التضخم والقيمة الزمنية للنقود على عكس كثير من هذه الأصناف !! إنما ما علينا ، المقصود هنا أن المسألة كان فيها خلاف و أخذ و ردّ ، مكنش الكلام قطعى ، ومحدش كفّر حد ، ولا أى حاجة من التطاول اللى بتشوفه دلوقت !لكن الموضوع موقفش على كده وبس !!!لا ، الحقيقة أن بعض كبار الصحابة كان بيعتبر ربا الفضل كله حلالاً حتى فى الأصناف الستة ، و من هؤلاء (عبدالله بن عباس )و( عبدالله بن عمر) و (زيد بن أرقم) ، و (أسامة) ، و(عبد الله بن الزبير )، و (معاوية بن أبي سفيان )، و (البراء بن عازب )!!!طبعا أسامى تخض !! كل دول رُوىَ عنهم أنهم تعاملوا بربا الفضل و شافوه حلال!بعضهم رُوىَ عنه أنه تراجع عن هذا القول فى أواخر حياته لسبب أو لآخر !!
والبعض الآخر لم يتراجع ، أو قل هناك خلاف : هل تراجع أم لا ؟!وعلى رأس الفريق الأخير كان (عبدالله بن عباس ) شخصياً واللى رُوي عنه في الصحيحين أنه كان يقول: (درهم بدرهمين لا بأس إذا كان يداً بيد)، فكان يُجيز ربا الفضل ويحرّم ربا النسيئة.
وروى (سعيد بن جبير ) رحمه الله وهو من أقرب الناس إلى ابن عباس وأعلمهم بفتواه، أنه قال: (سألت ابن عباس قبل أن يموت بشهرين، فوالله ما رجع عن قوله بربا الفضل) وهذا ثابت في الصحيح. أى أنه بقى حتى آخر حياته يرى بصحة تأويله و فهمه لحديث أسامة واخد بالك ؟ كان بيتكلم فى أن الدرهم بدرهمين أمرٌ جائزٌ وتعامل بهذا ، واستند فى هذا على تأويله لحديث صحيح بلا شك عن أسامة يقول فيه «لا ربا إلا في النسيئة» !بنتكلم عن عبدالله بن عباس ترجمان القران !!ولاحظ أن الحديث عن أسامة ، ومن النادر أن تجد رواية عن أسامة ! ولاحظ أن الحديث لا يُختَلَف على صحته ورواه البخارى ومسلم !! ولاحظ أيضاً أن نص الحديث لا يحتمل التأويل !! ولاحظ أيضا أن هذا يؤكد أنّ أسامة أيضاً كان يرى أن الفضل ليس رباً محرَّماً !! وشرحنا بالأعلى أنّ ربا الفضل هو الزيادة عن المبلغ الأصلى و بشكل متفق عليه منذ البداية".