بعيداً عن المألوف فى مجال التصوير، الذى يبحث عن اللقطات المميزة وسط الأشجار الخضراء وملابس الفنانين والمشاهير، حول فنان ومصور قنائى عدسة الكاميرا إلى زواية جديدة اعتاد الكثير أن يتعامل معها بالكلمات والنصوص فقط، حيث قرر أن يحول حركات و ملامح وجه مجذوب راحل إلى قصص تعبر عن حكايات وغرائب يعيشها عالم المجاذيب، والتى تجسدت فى المعرض الفنى " آبسعيد".
اللوحات والصور التى تحمل كثيراً من الغرابة والتميز فى آن واحد ، احتضنتها حوائط وجدران بيب السنارى بالسيدة زينب، لمدة ٣ أيام، فى معرض حمل اسم " آبسعيد"، حظيت خلالها باهتمام كبير من قبل الزائرين ومحبى الفنون، لما تحمله ملامح المجذوب من تفاصيل و إيحاءات لا يفهم معناها إلا القليل.
"آبسعيد" جزء من مشاهد صوفية كثيرة حولت الشاب مؤمن بهجت، صاحب المعرض، من مصور عادى إلى درويش هائم فى حب الصوفية يرصد و يسجل فى حب وشوق كل ما يتعلق بالصوفية، وكان للبيئة الصعيدية وتراثها الزاخر، الفضل الأكبر فى إتاحة الفرصة لمعايشة الطرق الصوفية واحتفالاتها ومزاراتها المتعددة المنتشرة بصعيد مصر.
قال مؤمن بهجت، مصور، " آبسعيد " اسم شهرة للشيخ محمد سعيد ، و هو شخص مجذوب يقصده الكثير من الأهالى للتبرك به و قضاء حوائجهم وفقاً لاعتقادهم، والقصة بدأت عندما كنت أذهب لزيارة الشيخ قبل وفاته، فانتهزت الفرصة وقررت تصويره خلال فترات مختلفة، وكانت اللقطات كلها بشكل تلقائى وهو ما جعلها تأتى بشكل طبيعى.
و تابع بهجت، جمعت حوالى ٣٠٠ صورة للشيخ الراحل خلال شهور قليلة قبل وفاته، وفكرت فى عمل معرض يضم هذه الصور، وبعد فترة من التنسيق وافق بيت السنارى على عمل معرض لمدة ٣ أيام ، ضم ١٩ لوحة متنوعة للشيخ المجذوب.
وأضاف بهجت، كل لقطة تعبر عن موقف معين خلال الفترة الأخيرة من حياة الشيخ المجذوب ، من بينهم كلامه كان عبارة عن تمتمات غير مفهومه، لا يعرف معانيها إلا المقربين منه، و لقطات تمثل اعتراضه على أشياء معينة، وتوفى مات في السبعينات من عمره ، في شهر يونيو ٢٠٢١.
وأشار بهجت، إلى أنه شارك في عدد كبير من المعارض منها معرض قمره على التراث، بفندق حتحور ٢٠١٦، ومعرض السياحة فى الجنوب بجامعة جنوب الوادي ٢٠١٦، و معرض اكتشف مصر، بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ٢٠١٩، فضلا عن اهتمامه بكل ما يتعلق بالتراث المصري.
يذكر أن الشيخ محمد سعيد و المشهور بـ آبسعيد، كان يقطن قرية القصر الواقعة شرق مدينة نجع حمادى شمال قنا ، وكان الكثير من المواطنين يداومون على زيارته ويقدمون له الهدايا أملاً فى العلاج من بعض الأمراض المستعصية، أو أن يكون سبباً من عند الله فى قضاء بعض الأمور.
وكان بعض المترددين على الشيخ المجذوب يلقبونه بـ صاحب الكرامات ، لكونه وفق من قبل الله فى علاج بعض الحالات من أمراض غامضة وخاصة المتعلقة بالمس و السحر ، وفقاً لما يذكره الأهالى، كما كان الشيخ المجذوب مقيم بشكل شبه دائم فى المقابر.