وسط حوش ملىء بالطيور و الأخشاب ، استطاع حسين الصاوى ابن مركز نقاده بمحافظة قنا ، تحويل مخلفات الأشجار إلى أدوات يمارس عليها تدريبات الكونغ فو " البوكسينج" ليتمكن من تحقيق رقم قياسى للعام الثانى على التوالى، بالحصول على المركز الأول فى بطولة كأس مصر المفتوحة، رغم الظروف والتحديات الصعبة التى تقف عائقاً أمام أحلام الفتى الصغير.
يستيقظ حسين الصاوى مبكراً، صباح كل يوم، للتدريب على الفنون القتالية وتدعيم قدراته فى لعبة الكونغ فو " البوكسينج" معتمداً على أدوات تقليدية بسيطة ، لا ترقى أن تكون من الأدوات الرياضية التى يستخدمها لاعبى الكونغ فو فى تدريباتهم القاسية، لكنه استطاع من خلال التدريب على عروق النخيل و الأشجار، الوصول لأرقام قياسية لم يحققها آخرين يتمتعون بإمكانيات تفوق ما يستخدمه البطل الصغير.
التحديات التى حولها " حسين الصاوى" إلى انجازات، لا تتمثل فى عدم وجود نادى رياضى يستوعب موهبته وقدراته الفائقة فى لعبة البوكسينج فقط، فالبطل الصغير يواجه العديد من المعوقات منها دراسته بالثانوية العامة ما يستلزم منه تخصيص وقت مناسب للمذاكرة لضمان اجتياز هذه المرحلة التعليمية الهامة، إضافة إلى أنه يعمل لساعات طويلة فى مساعدة والده على تلبية أعباء المعيشة من خلال العمل فى صناعة" الجبس بورد".
قال حسين الصاوى ، طالب بالصف الثانى الثانوى، حصلت على بطولة كاس الاتحاد و بطولة كأس مصر المفتوحة مركز أول للعام الثانى على التوالى فى الكونغ فو" البوكسينج"، بعد سنوات من التدريب ما بين محافظتى قنا و مدينة الغردقة، لعدم وجود مكان للتدريب على هذه اللعبة بشكل احترافى فى قنا، حيث بدأت التعلق بهذه اللعبة بداية من الصف الرابع الابتدائى، وشاركت فى العديد من الدورات وحصلت على كل الأحزمة بداية من الأصفر حتى الأسود.
وتابع الصاوى، حصولى على المركز الأول فى كأس مصر المفتوحة لن يكون آخر أحلامى، فالحصول على المركز الأول لعامين متتاليين شجعنى على بذل مزيد من الجهد للمشاركة فى بطولات دولية أمثل فيها مصر و أتمنى أن أصل لمرحلة أعلى من ذلك حتى أكون فخراً لمحافظتى و أهلى الذين يشجعوننى ويساندونى خلال التدريبات أو المشاركة فى البطولات المختلفة.
وأضاف الصاوى، بحاول أوفق بين دراستى و تدريباتى و السفر ، حتى لو يتأثر مستواى التعليمى أو مستواى فى التدريب، ففى الصباح أمارس الرياضة بشكل يومى باستخدام الأدوات المتاحة فى حوش المنزل حتى أحافظ على المستوى الذى وصلت إليه فى البوكسينج ، وبعد التدريبات أحاول مساعدة والدى فى عمله، وخلال فترات الراحة أراجع دروسى حتى أتمكن من إنهاء المرحلة الثانوية بشكل مناسب.
وأشار الصاوى، إلى أنه لعب الكثير من الألعاب القتالية ، لكنه أحب لعبة الكونغ فو" الكيك بوكسينج " وغادر محافظته فى سن صغير ولمرتين فى الأسبوع إلى أحد الأندية بمدينة الغردقة للتدريب على يد مدرب متخصص، حتى تمكن من للوصول إلى مستوي متقدم في التدريبات و الحصول على المركز الأول في بطولة الجمهورية.
ويأمل الصاوى، المشاركة فى بطولات خارج مصر مع منتخب مصر، و أن يحظى باهتمام المؤسسات الرياضية بمحافظة قنا ، من أجل تحقيق حلم والده بالوصول إلى مراكز دولية فى لعبة الكونغ فو، بجانب حلمه الالتحاق بكلية التربية الرياضية بعد إنهاء دراسته بالثانوية العامة.