الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يضعون روشتة طلابية للحفاظ على الحضور المدرسي والانتماء للوطن.. ويطالبون برفع ثقافة المعلم في المنظومة التعليمية بالتزود بالمعارف والمهارات التكنولوجية

التعليم الفني
التعليم الفني

خبراء تعليم: 

يجب تأهيل المعلمين في المنظومة التعليمية بالتزود بالمعارف والمهارات التكنولوجية

رفع ثقافة المعلم لتعليم الجيل

روشتة طلابية للحفاظ على الحضور المدرسي والانتماء للوطن

تطوير التعليم الفني سيوفر وظائف فى المستقبل نتيجة التقدم التكنولوجي

 

تمر الدولة المصرية بمرحلة انتقالية في المستوي التعليمي على مدار السنوات السابقة تظهر آثارها بوضوح.. ففي إطار جهود الدولة المتواصلة لتحسين مستوى التعليم في مصر، تسعي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لعقد إتفاقيات دولية في مجال التعليم الفني، للتغيير بشكل كبير وسريع، وبما أن التكنولوجيا الحديثة تؤثر على عملية التصنيع والإنتاج فقد أصبحت عملية تنفيذ الأعمال تعتمد على التكنولوجيا الحديثة أكثر من العمالة البشرية وكما يخضع مجال الأعمال للتغيير المستمر لابد من أن يخضع التعليم الذى نتلقاه أيضا إلى التغيير ليواكب متطلبات عصرنا.

أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، والخبير التربوي، أن لا يمكن إغفال دور المعلم الرئيسي في تعلم الطالب، مما يتطلب منهم تمكين أنفسهم بالمعرفة، والمهارات، وتطوير الكفاءات التي تمكنهم من الاستجابة على النحو الملائم .

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن تزايد أهمية الوسائل التعليمية في عملية التعلم والتعليم ذلك أن التطور التكنولوجي شمل الأجهزة والمعدات التي يمكن الاستعاذة بها في التعليم .

وأشارت الخبير التربوي، إلى أهمية استغلال الوسائل التعليمية والوسائط التكنولوجية في التكوين والتعليم وتاكيد علاقتهما الوطيدة بتكنولوجيا نقل المعلومات وضمان جودة التعليم والتكوين لمختلف الاطوار في التعليم العالي في ظل النظام الجديد وعرض تصميم إنتاج الوسائل التعليمية وقواعدها ، وأسس اختيار الوسائل التعليمية التعلمية وطرق تقويمها.

وأضافت “خضر” أن التحديات التي واجهها العالم بسبب الانفتاح العلمي عن طريق شبكات الاتصال والمعلومات توجب على المؤسسات التعليمية بكافة مراحلها الاهتمام بأساليب التعليم والتدريس الحديثة والتي يراعي فيها عدة متغيرات (الأهداف، المحتوى، مستوى الطلبة، الوسائل التعليمية).

وقالت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدولة المصرية تعاني من الثانوية العامة وعدم استيعاب الجامعات لهذا الكم من الطلاب، ومن هنا يجب أن يكون التوجه نحو تطوير التعليم الفني، الذي يستحوذ على الجانب الأكبر من طلاب الثانوي، لذا يجب وضع خطة شاملة لتطوير التعليم الفني بما يتماشى مع طبيعة وإمكانيات مختلف فئات الشعب المصري، وكما رأينا بعد ثورة يوليو من توسع في المدارس الفنية التي خرجت جيلًا استطاع قيادة النهضة الصناعية في ذلك الوقت.

وتابع: وهذا ما يدعو المهتمين بتطوير المعلم من إدارة مدرسية ومؤسسات تربوية ومن المعلمين أنفسهم إلى إعادة النظر في برامج إعداد وتنمية المعلم بتحديثها والعمل على تحسين وتطوير القائم منها بشكل مستمر، ومواكبة التغيرات التي قد تطرأ في تكنولوجيا التعليم، فدور المعلم لم يعد ذلك الدور التقليدي الذي يقتصر على الإلقاء والتلقين، بل تحول إلى أدوار أكثر أهمية، فأصبح هو الميسر والموجه والقائد والمصمم التعليمي القادر على خدمة أغراض التعليم والتعلم، و من هنا جاءت أهمية تنمية و تطوير أداء المعلم الإلكتروني إذا أردنا استخدام التعليم الإلكتروني بنجاح.

ومن جانبة أكد الدكتور محمد فتح الله، أن التعليم الفنى هو مستقبل مصر خلال الفترة القادمة ، مشيرا إلى أن هذه المرحلة سوف تثبت للجميع كيف قضينا على بطالة الخريجين من التعليم الفني بنظامه الحديث، وسوف نشاهد بأعيننا أنه لن يكون بين هؤلاء الطلاب عاطل واحد، لأن كل مدرسة تخاطب تخصصا عصريا في سوق العمل.

وأوضح الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن تخصصات التعليم الفنى وخاصة مجال التكنولوجيا التطبيقية، أصبحت مطلوبة فى سوق العمل خلال الفترة الحالية ، مؤكدًا ان هناك وظائف ستتوفر في المستقبل نتيجة التقدم التكنولوجي وحل محلها التطبيقات الالكترونية.

وطالب الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، بضرورة تطوير مهارات التعلم الذاتي بين طلاب التعليم الفني بما يمكنهم من البحث عن المعرفة واكتسابها وإنتاجها، فضلاً عن توفير فرص التنمية المهنية المستمرة للعاملين في مختلف القطاعات، بجانب سعي تطوير أداء المعلم ورفع كفاءة المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى أن تكون المدرسة جاذبة للطلاب ووجود نسبة حضور جيدة حتى يكون التطوير في مساره الصحيح، مشيرًا إلى ضرورة تغيير ثقافة الطالب وحصول المعلم على دورات تدريبية لتحقيق الهدف الأساسي من التطوير.

وقال الخبير التربوي، إن من إنجازات المنظومة التعليمية خلال الفترة الأخيرة، إستخدامها أساليب مختلفة باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعليم، مشددًا على أهمية العمل نحو تغيير النظرة المجتمعية لخريجي التعليم الفني في مصر عن طريق الحملات الإعلامية المدروسة التي تتضمن عرضًا لاحتياجات المستقبل من المهارات المرتبطة بالتكنولوجيا المتطورة.

وشدد أستاذ علم النفس التربوي، على ضرورة قيام أولياء الأمور توعية أبنائهم بأهمية التعليم الفنى ولا يضغطون عليهم لدخول كلية بعينها، لأن الضغط يولد التوتر، مشيرا إلى أن التعليم الفنى هو المستقبل.

التعليم الفني بمثابة ثورة صناعية رابعة

وأوضح "فتح الله" أن التعليم الفنى  يعتبر بمثابة ثورة صناعية رابعة ، مشيرا إلى أن العالم يجهز الآن لثورة صناعية خامسة ، وبالتالى فنحن فى حاجة إلى تكنولوجيين.

وأشار الخبير التربوي، إلي ضرورة التوسع في تخصصات التعليم الفني بدلا من اقتصار أغلبها على الزخرفة والميكانيكا، بحيث يتم الاعتماد على الصناعات التكنولوجية ومتناهية الصغر إلى جانب الاعتماد على الصناعات الصغيرة المكملة للصناعات الثقيلة وغيرها من الصناعات الحديثة المطلوبة حاليا في سوق العمل.

ومن جانب اخر أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن المعلم الشريك الأول مع الأهل في تربية الطفل، وبالتالي فإن سلوك الطالب في المدرسة له دور كبير في تحديد شخصيته الخارجية، ومن أجل ذلك فإن التربية يجب أن تكون بالشراكة ما بين المدرسين في المدرسة وما بين الأهل في المنزل.

أوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن التعليم منظومة مكونة من أجزاء متفاعلة مع بعضها، ولا يكفي تطوير عنصر واحد فقط مثل الامتحانات وترك باقي العناصر مثل المعلم أو المبنى المدرسي أو الفصل أو الإدارة دون تطوير.

وقال الدكتور حسن شحاتة، إن المعلم الناجح يشترط فيه الكثير من الصفات الحسنة، بالإضافة إلى تنمية مهاراته، فهو قدوة في أقواله وأفعاله؛ وعليه أن يتمتع بالصدق، والحزم ولكن من دون عنف، واللين بدون ضعف في الشخصية، والصبر على الطلاب.

وطالب الخبير التعليمي، بإعداد المعلمين الجدد على أساليب التعامل الفعال مع المتعلمين، وإمداد المعلم بأسرار التدريس وأصوله، وتمكين المعلم من فهم حقيقة العملية التربوية، وذلك من خلال تزويده بالمهارات والاتجاهات اللازمة للتدريس، وتعريفه بالأهداف التربوية العامة، والأهداف التربوية الخاصة بالمرحلة التعليمية التي يعمل بها، وبالتخصص الذي يختاره، وتزويده بالوسائل الصحيحة للتقويم التربوي وبأسس ومبادئ التعلم.

وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التربية السليمة والصحيحة يجب أن ترتكز على أسس ثابتة وواقعية، وتصب في مصلحة الطالب أو الطفل، فلا يهم أن يصحح سلوك الطفل تصحيحًا آنيًا ويؤثر هذا على شخصيّته بالكامل، ولذلك نجد ان الشتم والضرب والاستهزاء غير موجودين أبدًا في أصول التربية الحديثة التي تعتمد اعتمادًا أساسيًا على الحوار مع الطفل بالدرجة الأولى.

وصرح الدكتور حسن شحاتة، بأن عملية اختيار المعلم تتطلب ضرورة أن يكون حاصلًا على مؤهل تربوى، سواء كان خريج كلية التربية نفسها، أو حاصلًا على الدبلومة التربوية، لافتًا إلى أن هناك معلمين للرياضيات وهم فى الأساس خريجو كلية التجارة.

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه يلزم وجود اختبارات للمعلمين لترقيتهم، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون اختيارات المعلم قائمة على الكفاءة فقط، دون دخول الواسطة والمحسوبية.

وشدد الخبير التربوي، على ضرورة التأكد من قدرة منظومة التعليم على توصيل أفضل مستوى ممكن من التدريس إلى كل طالب في المدرسة لحصول كل طفل على أفضل مستوى ممكن من التعليم يستدعي أقصى درجات التفاعل والمشاركة بين المدرس والطالب.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الرؤية المستقبلية للنظم التربوية تتطلب مهارات أساسية لابد من إتقانها كالتكيف والمرونة واستيعاب التغير السريع في البيئة المحيطة محلية وعالمية والقدرة على نقل الأفكار بأسرع الوسائل وأدقها، والعمل على تطوير قدرات بالمعلم والمتعلم في العملية التعليمية، واستيعاب الوسائل التكنولوجية الحديثة للتطوير وللنهوض الوطني.

ودعا رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إلى ضرورة تدريس الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن وتوعية الاطفال بخطورة الدور الذي تقوم به القنوات الإرهابية ضد مصر ، والعمل على تعميق الإحساس بالواجب الأخلاقي والاجتماعي من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية  في المؤسسات الأسرية والتعليمية.

وشدد الخبير التربوي، على أهمية غرس الواجب الاخلاقي في نفوس الصغار منذ نعومة أظافرهم وضرورة أن يتعلموه  داخل الأسرة وفي المدرسة والجامعة،  مضيفا :" فعلينا تعميق الإحساس بالواجب الأخلاقي والاجتماعي من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية  في المؤسسات الأسرية والتعليمية بجانب  المؤسسات الدينية التي تقوم على تكوين عقلية الإنسان والإطار الفكري الذي يحكم سلوك البشر والذي يدعم القيم الأساسية التي تحكم سلوك الناس، فلابد أن تقوم تلك المؤسسات بدورها على أكمل وجه في هذا الشأن".

ودعا الدكتور محمد فتح الله، إلى ضرورة أن تتضمن منظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، سواء في المدارس والجامعات، بعض النصوص والممارسات التي تدعم فكرة الواجب الأخلاقي والالتزام والمسئولية الاجتماعية ، مشيرا إلى أن التعليم هدفه بالنهاية ليس فقط إكساب مهارات وإعطاء شهادة بل تقديم مواطن صالح ومتكامل لديه الإحساس بالمسؤولية والوطنية ، ويشارك في الحياة العامة ويعمل كمواطن ويحافظ على استقرار الدولة.

وأشار الخبير التربوي، الى أن يجب البحث في الأسباب الرئيسية والعوامل التي كانت سببًا في سير الطالب هذا الطريق السيئ من شغب ومشاكسة، ومحاولة البحث عن طرق جادة من أجل حلها أو التخفيف منها على الأقل.

وطالب رئيس وحدة التحليل الإحصائي بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، البحث عن الطرق الصحيحة للتعامل معه ومع المشكلات التي يمر بها، من أجل إنشاء جيل سليم في عقله، وفي شخصيته، ومتكامل في كل نواحيه الإنسانية، وسد الثغرات التي تظهر في شخصيته كي لا تصبح جزءًا منها عندما يكبر.