افتتح معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي اليوم المؤتمر الدولي لتعدين المياه المالحة، الذي تنظمه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالشراكة مع منظمة التحلية العالمية (IDA)، بمحافظة الخبر، بحضور معالي محافظ المؤسسة المهندس عبدالله العبد الكريم، ومشاركة نخبة من الخبراء والباحثين والمبتكرين المحليين والدوليين.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس” يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات المعرفية وأحدث التقنيات المبتكرة في استخلاص المعادن الثمينة من المحلول الملحي الناتج عن منظومات تحلية المياه، وخلق توجه صناعي جديد يسهم في خفض التكلفة الرأسمالية واستهلاك الطاقة وخفض تكلفة إنتاج المتر المكعب والحد من الانبعاثات الكربونية وتوطين التقنيات الحديثة بتوظيف الاستثمار في المعادن المستخدمة في الصناعات المتقدمة كالليثيوم والمغنسيوم، والسيزيوم، والروبيديوم، والباريوم ويحقق جدوى اقتصادية تتسق مع رؤية المملكة 2030.
وكشف معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية خلال المؤتمر عن أبحاث متقدمة تسهم في تطوير صناعة التحلية وتعكس ريادة المملكة العالمية للقطاع وما تملكه من قيمة مضافة وهي رجيع ملح تحلية مياه البحر، فيما ناقش عدد من الخبراء والباحثين أثر التقنيات المبتكرة التي طورتها المؤسسة وسبل الاستفادة من أبحاثها وخبراتها في تطوير صناعة التحلية والتي مكنتها من تحقيق ريادة عالمية في هذا المجال واستعرضوا آخر التطورات في تركيز المحلول الملحي الحراري، واستخلاص المعادن.
وأوضح وزير البيئة والمياه والزراعة أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تعمل على إنتاج ونقل المياه المحلاة بما يصل إلى 5.9 ملايين متر مكعب يومياً وبمعدلات نقل تصل إلى 6.5 ملايين متر مكعب في اليوم، وأنها بذلت من خلال ذراعها البحثي- معهد الأبحاث والابتكار وتقنيات التحلية - جهودًا حثيثة لتطوير نمذجة عمليات تقنية - الصفر رجيع ملحي - وهي عملية فريدة من نوعها تعتمد على الأغشية لاستخراج المعادن بطريقة اقتصادية من مياه رجيع عمليات تحلية المياه، الأمر الذي سينعكس في خفض التكاليف، وفتح آفاق جديدة للاستثمار، حيث وصلت الأسعار العالمية لبعض هذه المعادن ما يقارب 7500 دولار للطن.
وأشار إلى عزم المؤسسة إنشاء أكبر منظومة صفر رجيع ملحي بطاقة إنتاجية تبلغ مليوني طن من كلوريد الصوديوم مما يسهم في دعم الصناعات التحويلية، لافتاً إلى العمل حاليًا على تعظيم الاستفادة من مياه الرجيع بالاستثمار في عدة مشاريع لإنتاج معدن المغنيسيوم الذي يعتبر مفيدًا لصحة الإنسان عند إضافته إلى المياه المحلاة.
وبين أن هناك العديد من المعادن الأخرى التي يمكن استخلاصها من خلال هذه التقنية والتي تصب ضمن مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، وتسهم في حلول تخزين الطاقة النظيفة كالليثيوم، ومن هذه المعادن ما يمكن استخدامه كسماد ومعزز للتربة الزراعية مثل كلوريد البوتاسيوم، وكبريتات المغنيسيوم، وهناك العديد من المعادن الأخرى ذات الفائدة والقيمة الاقتصادية العالية.
من جانبه قال محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة "يوجد الكثير من الفرص لاستخراج 8 معادن مهمة جدًا من المحلول الملحي للمحيطات، وتشمل الفوسفور والسيزيوم والإنديوم والجرمينيوم والروبيديوم والمغنيسيوم وكلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم، وهذه العناصر مهمة جدًا للاقتصاد اليوم وفي المستقبل، ولكن نظرًا لوجود أكثر من تلك العناصر الثمانية في المياه المالحة للمحيطات، نظم هذا المؤتمر وهذا التجمع لمناقشة واكتشاف الفرص والتحديات في المملكة حيث تنتج صناعة تحلية المياه 9 ملايين متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة، وبالتالي فهو موقع جيد لنبدأ منه".
وأضاف "أن عملية تركيز الأملاح والمعادن هي العامل الأساسي لجعل هذا الحلم ممكناً، لذلك نحن حريصون على تحقيق نتائج، وقد حققنا بالفعل نتائج مبهرة، حيث قمنا مؤخرًا بتشغيل أول محطة للمياه المركزة بالمغنيسيوم في منطقة الشعيبة، ومن ما يميز هذه الصناعة هو أنه يمكننا استخلاص المعادن من المياه المالحة بشكل انتقائي، ومع ذلك فإن الباب مفتوح على نطاق واسع لمزيد من الأفكار".