غرفته الشخصية لا تشبه غرف الكثيرين حيث تعيش معه على جدرانها شخصيات مرعبة وكوميدية، وفي أكبر زواياها يضع طاولة كبيرة عليها كمية من المكياج الذي يستخدمه في رسم تلك الشخصيات على وجهه حيث لعبت الصدفة دوراً محورياً في حياة كيرلس ظريف ابن محافظة أسيوط.
يقول كيرلس ظريف، 19 عاماً، في فيديو لموقع «صدى البلد» إنه اكتشف موهبته في المكياج السينمائي عندما شاهد فيديو لأحد الموهبين في هذا المجال على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي منذ عام ونصف؛ فجذبه الأمر حتى قرر أن يقوم بمحاولة فيه، ومن يومها يحرص على ممارسة هذا الفن بشكل يومي.
«الصبح في الشغل وبالليل أتفرغ لموهبتي».. بهذه الجملة يوضح كيرلس مدي حرصه على ممارسة موهبته المفضلة وذلك بعد حصوله على «دبلوم زراعي» وعمله كاشير في أحد الأسواق التجارية، فلم يوقفه ذلك عن ممارسة فن المكياج السينمائي وتطوير نفسه فيه.
يذهب كيرلس ظريف إلى عمله منذ الصباح الباكر ثم يعود إلى منزله ليمارس موهبته في الساعات المتأخرة من الليل، لكنه يستغل في ذات الوقت أوقات الفراغ في عمله صباحاً في عمل مونتاج للفيديو الذي يقوم بنشره على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
«بعمل المكياج لنفسي».. يعتبر كيرلس ظريف أن هذه هي أكثر ميزة تختص بها موهبته، منوهاً بأن غالبية من يعملون في فن المكياج السينمائي يستعينون بأصدقائهم لممارسة الموهبة علي وجوههم، مشيراً إلى أنه يفضل العمل على شخصيات الزومبي المرعبة لكنه في ذات الوقت أبدع في عدد من الشخصيات، مثل: «ميكي ماوس، بطوط، عم شكشك، يونج، إلخ».
وعن تعليقات الناس على ما يقدمه من فن، لفت ابن محافظة أسيوط: «في الأول كنت بلاقي تعليقات سلبية كتير خاصة إني أهدرت الكثير من مواد المكياج أثناء فترة تدربي في البداية، لكني أصريت إني أكمل وأطور من موهبتي التي لم أدرس أي شيء متعلق بها أكاديمياً، فقط بدأ شغفي بها فكان الاهتمام بتعلمها مع نفسي».
ويختتم كيرلس ظريف برسالة أخيرة، مؤكداً فيها: «بضايق لما بكون شغال في لوك شخصية لمدة ساعة أو أكتر، وبعدها ألاقي تعليق سلبي يحاول يحبطني، وكمان أنا بصرف من شغلي على موهبتي، وحلمي إني ألاقي فرصة عمل في هذا المجال، ويكون تركيزي كامل فيه، وحابب أشكر كل من بيدعمني خاصة أمي التي كانت ولا تزال حريصة على مساعدتي في إبراز موهبتي».