رغم سنه الصغير الذي لم يتجاوز الـ 17 عامًا، أصبح يوسف محمد خميس محترفًا في صنع المكياج السينمائي والأقنعة المخيفة، التي تجعل صاحبها يشبه الوحوش والزومبي بفضل مهنة صعبة تعتمد على الدقة والعناية والحذر في خطواتها التي تستخدم فيها أجزاء صناعية بطريقة مشابهة للبشرة الطبيبعة.
بدأ «يوسف» من محافظة بورسعيد في تعلم المكياج السينمائي منذ 3 سنوات بمجرد أن لفت نظرته في عدد من الأعمال السينمائية والدرامية فبادر في البحث عن هذا المجال عبر منصة التواصل الاجتماعي «يوتيوب» وتعلم من خلالها بشكل شبه يومي، يرأى شيئاً يعجبه؛ فيجربه ثم يحاول تعلم شيئاً آخر ويجربه.
ويوضح يوسف خميس، الطالب بالصف الثالث الثانوي -القسم الأدبي- في فيديو لموقع «صدى البلد» أنه لا يكتفي بعمل الأقنعة الثابتة أو الزينة وإنما أيضاً يصنع جروحاً سينمائية متعددة على قوالب من السيلكون تتعدد ما بين جروح رفيعية وأخرى سميكة.
«قناع لفرعون مصري».. كانت هذه آخر الأقنعة البارزة التي صنعها «يوسف» على وجه صديقته ماجد الحلواني مشيراً إلى أنه على الرغم من أن هذه الأقنعة تتسبب في رعب لأفراد عائلته إلا أنهم من أكثر الداعمين له إضافة إلى معلمه عادل رمضان، خبير المكياج السينمائي.
ويلفت يوسف، إلى أنه من أبرز الصعوبات التي تواجهه في هذه المهنة عدم انتشار العاملين فيها في مصر وبالتالي قلة مصادر التعلم، وعدم وجود كل الموادة التي يحتاج إلى استعمالها، مبيناً أنه يعتمد على مواد عادية في نحته تبدأ بيده التي ينحت بها وجه القناع مروراًبمراحل تركيبه المختلفة.
وينوه يوسف إلى أنه يهتم بأن يصنع قناعا جديدا من ابتكاره مع التوفيق المستمر بين الدراسة والعمل، فهو يحرص على ممارسة هوايته بشكل يومي بعد الانتهاء من دراسته باستخدام قوالب تعتمد على مواد متنوعة كالسليكون والبلايستر واللاتكس.
ويبين يوسف، أن ميزة الأقنعة السيلكون تتمثل في إمكانية ارتدائها وخلعها بشكل متكرر ومستمر، أما أقنتعة اللاتكس فتستخدم مرة واحدة ثم يتم التخلص منها، والبوليستر تلك المادة الصلبة التي يستخدمها داهني الحوائط بشكل عادي وتستخدم لصناعة الأقنعة الزينة داخل المنزل وما شابهه.
ويختتم يوسف، أن أعماله تلقي تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي خاصة قناع المومياء الأخير، والقناع الذي أضاف إليه أنوارا متعددة ، منوهاً: « كل يوم أساسي أقعد انحت في قناع أو جرح مع نفسي وبعتبرها جزء من دراستي، فهي تنمي لدي روح الابتكار، وأش طالب عندي موهبة زي فن المكياج السينمائي أو غيره كرسم أو تمثيل ما يوقفش، لأنه طالما بيسعي هيلاقي نتيجة تفرحه في الآخر».