الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل نحن في زمن الـ "ويجز"؟!

نجلاء سليمان
نجلاء سليمان

توجيه الانتقادات، والمطالبة بإيقاف الأشخاص عن الظهور والتعبير عن أنفسهم أصبحت سمة العصر الحديث مع تزايد قوة مواقع التواصل الاجتماعي، وإتاحة المزيد من المساحة للتعبير وتوجيه عبارات التنمر والاعتراض. 


لكن.. وعلى صعيد آخر يوجد من فهموا جيدا غرض هذه الوسائل، واستخدموها لصالحهم، وعلى رأسهم أحمد علي الشهير بـ"ويجز"، الذي أصبح حديث الجميع مؤخرا سواء منتقدين أم محبين. 


لم يعلن ويجز عن نفسهم مسبقا على أنه قائدا شعبيا، أو ممثلا عن غيره من شباب جيله أو الأجيال التي تسبقه سنا، لكنه تدارك موهبته وما يحاول ويستمر في محاولة تقديمه. 


مشروع ويجز الفني متنوع ومختلف رغم نقص الرؤية لدى الكثيرون، فهو شاب في الرابعة والعشرين من عمره، يعيش يومه بكافة تفاصيله، ويعبر عن حياته بأشكال فنية مختلفة بداية من كلماته مرورا بألحانه وموسيقاه المنتجة لتعبر عن وجهة نظره، ومؤخرا بتمثيله الذي يبشر بموهبة أخرى كانت غائبة حتى عن أحمد علي نفسه. 

انشغلنا كثيرا بانتقاده، أو بمدحه واعتباره مثل أعلى وقدوة، وهي مكانة لم يطلبها هو نفسه، ولم ننشغل بما يمثله حتى بدون قصد، فهو شاب اسكندراني ربي على يد أمه التي يكن لها كل الاحترام والمكانة، ينتمي لمكان نشأته ويعبر عنه في كل كلماته وتراكاته. 

وجد ويجز نفسه مشهورا، وهي نتيجة عرضية لما يقدمه، فهو الشاب الموهوب الذي وجد الشباب نفسهم فيما يقوله ويقدمه، يستخدم شهرته هذه في الكثير من المقاصد الجيدة لكننا لا نرى أو لا نعبر سوى عن هفواته المقصودة. 


قصد ويجز الظهور في حفله الأخير بملابس تختلف في ذوقها عن السائد، وحتى طريقة انتقاد هذا المظهر خرجت عن سياقها كثيرا، فمثلما يقدم موسيقى غريبة وكلمات غير دارجة، قدم نفسه أيضا بمظهر بوهيمي هو الأكثر والأفضل تعبيرا عن حالة الفوضى التي تعم دماغه فتنتج مثل هذه الكلمات المؤثرة "لمن يدركها". 

لم يقل ويجز أنا عبد الحليم حافظ العصر الجديد، أو اطلقوا اسمي على كوكبا بجانب كوكب الشرق، لكنه وببساطة "وجوزة الحكيم" شاب مصري استخدم تويتر للتعبير عن أفكاره الناشئة فوجدت صدى كبير انتقل فيما بعد إلى ستوديوهات تسجيل الأغاني وأصبحت تقال بدلا من كتابتها.
 
لا أجرؤ حتى على القول أننا قد نتفق أو نختلف مع ويجز، لأنه لا يقدم شيء نختلف عليه، نعلم جميعا أن الشباب يعاني، فهي المرحلة التي تتولد فيها الأفكار، ونتحمل فيها المسئوليات، ونقع فيها في الحب، ونعاني من الخيبات، وهذا ما يقوله بشكل مبسط. 

هل يعلم منتقدو ويجز أنه يستخدم حساباته التي يتابعها الملايين للدفاع عن قضايا هامة، على رأسها القضية الفلسطينية ومعاناة أهل غزة مع الاحتلال؟، فهو لا يفعل ذلك بغرض كسب مزيد من المتابعين لأنه لديه منهم ما يكفي، لكنه يعبر فقط عما يشغله أو يدركه. 

اختلاف ويجز في طريقة تعبيره هو الذي صنع منه هذه الشخصية التي ينتقدها الكثيرون ويتطلع إليها الأكثر منهم، حتى محاولة تقويمه قد تمنع هذه الموهبة من التعبير عن نفسها مجددا. 


نحن حقا في زمن الـ"ويجز" بأفكاره الشبابية، بموسيقاه الجديدة، بكلماته والصورة المختلفة التي يقدمها، كون البعض لم يدرك ذلك حتى الآن فهم مقصرون في حق أنفسهم حتى، وليس أمامهم سوى محاولة فهم ما يقدمه، أو اختيار فئات موسيقية أخرى على المنصات المختلفة التي يمكنهم سماعها والتماشي معها وإدراكها.