الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا تعرقل محادثات إيران النووية بشرط يهدد الاتفاق بالكامل

صدى البلد

ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن المحادثات النووية بين إيران والغرب باتت رهينة رغبة روسيا في اشتراط إعفائها من العقوبات بشأن تجارتها مع إيران.

وقالت الصحيفة ان روسيا اتهمت بمحاولة أخذ الاتفاق النووي الإيراني رهينة في إطار معركتها الأوسع نطاقا مع الغرب بشأن أوكرانيا بعد أن ألقت باللوم في اللحظة الأخيرة على خطط للتوصل إلى اتفاق لرفع مجموعة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن طهران.

وبعد أشهر من المفاوضات في فيينا، كان من المتوقع التوصل إلى اتفاق منقح في غضون أيام يتم بموجبه رفع العقوبات الأمريكية مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل لاتفاق حظر الانتشار النووي لعام 2015.

وأضافت الصحيفة أن الجهود الدبلوماسية دخلت في دوامة بسبب طلب روسيا غير المتوقع ضمانات مكتوبة بأن تجارتها الاقتصادية مع إيران ستعفى من العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا.

وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في مطلع الأسبوع إلى "سيل العقوبات العدوانية [على روسيا] التي بدأ الغرب في فرضها'، وقال:"هذا يعني أن موسكو اضطرت إلى مطالبة الولايات المتحدة بضمانات أولا، مما يتطلب إجابة واضحة بأن العقوبات الجديدة لن تؤثر على حقوقها بموجب الاتفاق النووي".


وأشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مطلع الأسبوع إلى 'سيل العقوبات العدوانية [على روسيا] التي بدأ الغرب في فرضها'، وقال: 'هذا يعني أن موسكو اضطرت إلى مطالبة الولايات المتحدة بضمانات أولا، مما يتطلب إجابة واضحة بأن العقوبات الجديدة لن تؤثر على حقوقها بموجب الاتفاق النووي.

وأضاف:"طلبنا من زملائنا الأمريكيين ... أعطونا ضمانات مكتوبة على الحد الأدنى لوزير الخارجية بأن عملية [العقوبات] الحالية التي أطلقتها الولايات المتحدة لن تضر بأي شكل من الأشكال بحقنا في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الحر والكامل والتعاون العسكري التقني مع إيران".

وفي مؤشر على الكيفية التي سيؤثر بها فرض العقوبات، ألغيت رحلات إيروفلوت من موسكو إلى إيران يوم الأحد.

وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان مطلب لافروف هو مطالبة الولايات المتحدة بإعفاء التجارة الروسية الإيرانية من العقوبات، فمن شبه المؤكد أن الغرب سيرفض الطلب لأنه سيفتح ثغرة كبيرة في نظام العقوبات. وسيكون الأمر متروكا لموسكو بعد ذلك بشأن حق النقض (الفيتو) ضد الاتفاق النووي تماما.

ورفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مطالب روسيا ووصفها بأنها 'غير ذات صلة'، قائلا إن العقوبات المفروضة بعد غزو أوكرانيا "لا علاقة لها بالاتفاق النووي الإيراني".

كانت محادثات فيينا لعدة أشهر واحة للتعاون الدبلوماسي بين روسيا والغرب حيث صاغوا بشق الأنفس حلا وسطا مقبولا لكل من إيران والولايات المتحدة. وكان كبير المفاوضين الروس في محادثات فيينا ميخائيل أوليانوف وسيطا لا يعرف الكلل لكنه يخاطر الآن برؤية عمله يتراجع بسبب مواجهة موسكو مع الغرب بشأن أوكرانيا.

وانتقد مسؤولون إيرانيون التدخل الروسي، قائلين إن "الروس وضعوا هذا المطلب على الطاولة في محادثات فيينا قبل يومين. هناك تفاهم على أنه من خلال تغيير موقفها في محادثات فيينا، تريد روسيا تأمين مصالحها في أماكن أخرى. هذه الخطوة ليست بناءة بالنسبة لمحادثات فيينا النووية".

ولدى روسيا أيضا مصلحة استراتيجية قصيرة الأجل في إفشال الصفقة أو تأجيلها. وتنتج إيران أكثر من 2 مليون برميل من النفط يوميا، وإذا تمكنت هذه الإمدادات من الوصول إلى الأسواق، فإن الارتفاع التصاعدي في الأسعار سيتباطأ.


وتريد روسيا، وهي منتج للنفط على نطاق واسع، رفع أسعار النفط لقلب الخلل على الاقتصادات الغربية ولكن أيضا لتعزيز إيراداتها الخاصة.