ألقت الحرب في أوكرانيا وما صاحبها من عقوبات اقتصادية صادرة من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بحق روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط بظلالها على السوق العالمي خاصة سوق النفط، الذي شهد ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار تأثرا بالأحداث الدائرة.
الحرب وارتفاع أسعار النفط
ومع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا يومها الحادي عشر، ارتفعت أسعار النفط فوق 115 دولارا للبرميل، ويرجع ذلك للعقوبات الاقتصادية الغربية التي جعلت كبريات شركات الطاقة العالمية تقاطع الخام الروسي.
وقالت "مجموعة فيتول"، أكبر مجموعة مستقلة لتجارة النفط الخام في العالم، الأحد، إن سوق النفط يمكن أن تكون أكثر توترا مع تعطل الإمدادات وتعرض منتجين مثل ليبيا لمشكلات في الإنتاج.
وأوضحت المجموعة، أن هذا الوضع يمكن أن يرفع الأسعار بعدما قفزت إلى أكثر من 115 دولارا للبرميل في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مايك مولر، رئيس فيتول في آسيا، قوله: "لدينا العديد من التحولات والتغيرات في المستقبل، بينما أعتقد أن العالم أخذ في الاعتبار حقيقة أنه لن تكون هناك إمكانية لقبول كمية كبيرة من النفط الروسي في نصف الكرة الغربي، لا أعتقد أننا أخذنا كل شيء في الاعتبار بعد".
وسوف تتأثر معظم البلدان والأسواق العالمية بما تشهده أسعار النفط من ارتفاعات غير مسبوقة بسبب العقوبات الاقتصادية عبلى روسيا والحرب بين الجارتين.
وحول تأثر السوق المحلي بالتغيرات الاقتصادية العالمية التي نتجت عن الحرب في أوكرانيا وبخاصة أسعار النفط، قال وزير البترول طارق الملا، إن مصر ستتأثر سلبا بالارتفاع الكبير لأسعار النفط، الناتج عن الحرب الروسية في أوكرانيا.
تأثر السوق المصري اقتصاديا
وأضاف الملا في تصريحات، الأحد، أن "تغير أسعار البترول لحظي، وكل يوم يحدث تغيير، وهذا ليس في صالح مصر، وأن مصر دولة مستوردة للزيت الخام والمشتقات البترولية، وبالتالي هناك تطلع وترقب بصفة مستمرة كي لا تكون هناك زيادة في الأسعار تؤثر على المنظومة".
وأشار: "في الوقت نفسه، وبالتوازي، هناك زيادة بأسعار الغاز الطبيعي، ونحن من المصدرين للغاز الطبيعي المسال، ونستطيع أن نستغل هذه الفترة لنعظم من صادراتنا للتقليل من التأثير السلبي لزيادة أسعار النفط"، مؤكدًا أن "العالم كله متضرر من الأسعار"، معربا عن أمله في "ألا تستمر هذه الزيادة لفترة طويلة".
ومن جانبه قال المهندس صلاح حافظ، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إن الدولة المصرية إحدى الدول المستوردة للنفط، موضحا أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر على اقتصاد الدولة بالسلب، وخاصة بعد ارتفاع أسعار البنزين من 65 إلى 115 دولارا.
وأضاف "حافظ"، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن البترول من أهم الموارد الرئيسية للاحتياجات الداخلية للدولة المصرية، ومن هنا تتأثر ميزانية الدولة بعد ارتفاع أسعار كلا من النفط والقمح.
وأشار "حافظ"، إلى أن الدولة المصرية تعتبر سائدة خالصة لاستيراد الوقود السائد، كما أن مصر تضع سعر للبترول يعتبر نصف الأسعار العالمية، ما يؤثر على ميزانية الدولة.
وارتفعت أسعار النفط في أول أسبوع تداول في شهر مارس بأكثر من 20%، وصعد خام برنت بنحو 20.5% ليغلق فوق مستويات 118 دولار للبرميل، كما صعد أيضًا خام غرب تكساس بأكثر من 25% ليغلق فوق مستويات 115 دولار للبرميل.
وتشهد أسعار النفط صعودا قويا منذ أن فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على روسيا في أعقاب دخولها أوكرانيا في 24 من فبرايرالماضي.