شهد السوق العالمي ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، خلال الشهرين الماضيين، خاصة شهر فبراير، كما أثر التضخم الذي يشهده الاقتصاد العالمي على أسعار منتجات كثيرة، حيث قفزت الأسعار بنسبة 24.1% سنويا، وأهمها: الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، إن أسعار الغذاء على مستوى العالم سجلت ارتفاعًا قياسيًّا في فبراير الماضي، وقفزت بنسبة 24.1 بالمئة على أساس سنوي، وفي مقدمتها الزيوت النباتية ومنتجات الألبان.
أزمة السلع الغذائية
وفيما سبق، صرحت منظمة الأغذية والزراعة، خلال تقرير خاص بها، أن تداعيات أزمة الطاقة وانخفاض توافر الصادرات والقيود الأخرى على جانب العرض، لا سيما نقص العمالة والطقس السيئ وتغير المناخ، دفعت الأسعار إلى الارتفاع، كما حذرت "فاو" من أن الأسوأ لم يأت بعد.
وبالتالي ارتفع مؤشر الزيوت النباتية بنسبة 4.2٪ على أساس شهري في يناير ليصل إلى مستويات قياسية، كما ارتفعت عروض أسعار جميع أنواع الزيوت الرئيسية، مدعومة جزئياً بارتفاع أسعار النفط الخام.
كما ارتفع مؤشر أسعار منتجات الألبان بنسبة 2.4٪، وهو خامس ارتفاع شهري له على التوالي، مع أكبر ارتفاع سجله الحليب المجفف و الزبدة الخالي من الدسم.
أسباب ارتفاع الأسعار
وقال علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، إن هناك أسباب رئيسية في ارتفاع الأسعار، ومنها: قرار هام جدا لصندوق النقد الدولي بتاريخ 14 فبراير الماضي، وحديثه عن عودة التضخم العالمي، وأيضا بعد تداعيات فيروس كورونا وزيادة الطلب عالميا.
وأضاف "الإدريسي"، خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك جزء هاما يرتبط بهذا ارتفاع في أسعار السلع الغذائية، وهو تغير المناخ، حيث أن تغيرات المناخ التي حدثت في العالم أثرت بشكل كبير على السلع الغذائية، ولكن الأمور ازدادت صعوبة بسبب قيام الحرب، مما أثرت على ارتفاع معدلات التضخم.
وأشار "الإدريسي" - إلى أن أسعار النفط والبترول أيضا شهدت ارتفاعات كبيرة، مما يؤدى إلى استمرار زيادة نسبة التضخم في الاقتصاد العالمي، ويعتبر الاقتصاد المصري جزء من هذا الإقتصاد، حيث تخطت مصر 8% زيادة في التضخم الاقتصادي لديها.
مؤشر أسعار الحبوب
وارتفع مؤشر أسعار الحبوب بنسبة 0.1٪ فقط، حيث سجلت الذرة زيادة بنسبة 3.8٪ في الشهر، وفقًا لمنظمة الفاو، إنما ارتفعت أسعار اللحوم في يناير، بينما انخفض مؤشر أسعار السكر بنسبة 3.1٪ عن الشهر السابق ويرجع ذلك جزئيًا إلى توقعات الإنتاج المواتية في المصدرين الرئيسيين الهند وتايلاند، حسبما ذكر تقرير عن "الفاو".
وفي غضون ذلك، انخفضت أسعار القمح العالمية بنسبة 3.1٪ على خلفية المحاصيل الكبيرة في أستراليا والأرجنتين.
وقالت الفاو: "وفي عام 2022، من المتوقع أن تتوسع زراعة القمح العالمية، مدعومة بالظروف المناخية المواتية في الغالب في نصف الكرة الشمالي، بالرغم من أن تكاليف المدخلات المرتفعة قد تمنع توسعًا أكبر".
ومن هنا غيرت هيئة الأمم المتحدة إن توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي في عام 2021 إلى 2.793 مليار طن من تقدير سابق قدره 2.791 مليار طن.
ويعتبر مؤشر منظمة الأغذية والزراعة "فاو" لأسعار الغذاء هو 140.7 نقطة في فبراير مقابل 135.4 في يناير، متبعا للسلع الغذائية الأكثر تداولا على مستوى العالم.
وساهم هذا ارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية في زيادة التضخم، خاصة بعد تعافي الاقتصادات من أزمة كورونا، ومن هنا أصدرت المنظمة التى توجد في روما توقعاتها لإنتاج الحبوب في 2022، قائلة: "إنتاج القمح العالمي سيرتفع إلى 790 مليون طن من 775.4 مليون".