EN
رحلت عن عالمنا اليوم، الكاتبة والرسامة البريطانية الشهيرة شيرلي هيوز، عن عمر يناهز ٩٤ عامًا، والتي اشتهرت بإلقاء قصصها اليومية عن طفولتها المبكرة.
على مدار مسيرتها المهنية التي امتدت 70 عامًا، قامت هيوز بكتابة حوالي 60 كتابًا، وفازت بجائزة BookTrust الافتتاحية للإنجاز مدى الحياة في عام 2015، وتم التصويت عليها باعتبارها الفائز الأكثر شعبية في الخمسين عامًا الأولى من ميدالية كيت غريناواي لكتابها المصور Dogger.
موهبة غنية
كان جوهر عمل شيرلي هيوز هو شعور الطفل، إذ خاطبت مشاعر الأطفال، فقد أمضت حياتها كلها تأخذ هذا الأمر على محمل الجد مثلما أخذ الكثيرون مشاعر البالغين وعواطفهم. هذا جزء مما جعلها مميزة ومهمة للغاية، وقد وصفها فيليب بولمان بأنها "موهبة غنية وواسعة النطاق". وأضاف: "إنها تتمتع بحضور دافئ وخير في حياة عدد لا تحصى من الأطفال، والآباء الذين أحبوها عندما كانوا أطفالًا أيضًا، ومن المستحيل أن نتخيل كيف فعلنا ذلك بدونها".
جلبت هيوز، تعاطفاً وروح الدعابة لا مثيل لهما إلى الحياة العاطفية للأطفال الصغار، سواء كانوا في حداد على فقدان لعبة محبوبة، أو مبتهجين بزوج جديد من الأحبار الصفراء، وأدوات التلوين.
كانت للعلاقات مع الأشقاء نصيب كبير خلال أعمالها إذ تكررت دائمًا في كتاباتها، ومنها كتاب "ألفي المحبوبة" والتي بدأت في عام 1981 بقصة "ألفي" وهو فتى يبلغ من العمر أربع سنوات وقد أغلق على نفسه بطريق الخطأ في منزله بعد رحلة تسوق مع والدته وأخته الصغيرة. "آني روز كانت جائعة ومتعبة أيضًا. وقالت إنها بدأت في البكاء. ثم بدأ ألفي في البكاء أيضا... فهو لم يكن يحب أن يكون بمفرده على الجانب الخطأ من الباب".
جوهر مسرحي
نشأت هيوز في ويرال، وهي الأصغر بين ثلاث فتيات ولدن لقطب المساومة تي جيه هيوز ، الذي كان متجره الرئيسي فوق طريق لندن في ليفربول لمدة 99 عامًا حتى إغلاقه في عام 2011. كانت والدتها من رواد المسرح، واستفادت بالكامل من بيوت اللعب الثلاثة في المدينة، مما ألهم ابنتها بحب تصميم المسرح لدرجة أنها تركت المدرسة النحوية المحلية في سن 16 لتتعلم الأزياء في مدرسة ليفربول للفنون. التحقت بمدرسة روسكين للرسم في أكسفورد، حيث اقترح معلمها الفطن أن رسالتها الحقيقية قد تكون توضيحية. لقد أكدت دائمًا أن الكتب المصورة كانت في جوهرها مسرحية.
لغة الجسد
بدأت عملها كرسامة لكتب لمؤلفين آخرين، وحصلت على أول استراحة كبيرة لها عندما طُلب منها القيام بمسلسل جديد بعنوان My Naughty Little Sister ، من قبل كاتبة غير معروفة حتى الآن ، دوروثي إدواردز. نُشر في عام 1952 ، وسرعان ما أصبح كلاسيكيًا - ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى مهارة هيوز في التقاط لغة جسد فتاة صغيرة غاضبة.
بحلول هذا الوقت، كانت شيرلي هيوز قد تزوجت من المهندس المعماري جون فوليامي واستقرت في منزل سيء في نوتينغ هيل ، مع حدائق عامة في الخلف ، حيث كانا يقضيان حياتهما الزوجية. في عام 1960 ، بصفتها أم لولدين صغيرين ، "استجمعت الشجاعة" لاقتراح كتاب مصور خاص بها ، لوسي وتومز داي. على الرغم من أن ناشريها كانوا يخشون أن تكون اللغة الإنجليزية "جوهرية للغاية" للوصول إلى السوق الدولية، إلا أنهم مضوا قدمًا وكُوفئوا بأول سلسلة منفردة لها.
