أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن شن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد، مؤكدا أن روسيا لا تنوي احتلال أوكرانيا، بل تسعى لنزع سلاحها.
وأشار إلى أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.
تبرير روسيا للعملية العسكرية
وأوضح بوتين في هذا الصدد أنه "ووفقا للمادة (51)، الفقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة، وبموافقة مجلس الاتحاد ووفقا لمعاهدات الصداقة والمساعدة المتبادلة مع جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية التي صادقت عليها الجمعية الاتحادية، قررت القيام بعملية عسكرية خاصة".
وأكد رئيس الاتحاد الروسي أن المسئولية الكاملة عن إراقة الدماء تقع على ضمير النظام الحاكم في أوكرانيا، داعيا أفراد الجيش الأوكراني إلى عدم تنفيذ الأوامر الإجرامية للسلطات الأوكرانية وإلقاء أسلحتهم والعودة إلى منازلهم.
وصرح في وقت سابق ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا بأن روسيا لا تتخذ إجراءات ضد شعب أوكرانيا، ولكن ضد الطغمة العسكرية التي استولت على السلطة في كييف.
وتقع المادة (51) في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي توجد به مواد فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان.
المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة
ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالا لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس بمقتضى سلطته ومسئولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
وكان شدد الرئيس بوتين، على أن روسيا ستسعى جاهدة لنزع السلاح ومنع التعصب القومي في أوكرانيا، وكذلك تقديم أولئك الذين ارتكبوا العديد من الجرائم الدموية ضد المدنيين بمن فيهم مواطنو روسيا الاتحادية إلى العدالة.
وشدد أيضا على أنه لا توجد أية خطط لدى روسيا بخصوص احتلال أوكرانيا، وأضاف أنه "في الوقت نفسه، لا يدخل في خططنا احتلال الأراضي الأوكرانية، لن نفرض أي شيء على أحد بالقوة".
وقال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الدول ذات السيادة أعضاء منظمة الأمم وبموجب المادة (51) من ميثاق المنظمة لها أن تدافع عن نفسها بمفردها أو جماعات أي أن تقوم الدول الأخرى بدفاع عن هذه الدولة كما حدث تحديدا في حالة الكويت حين قام العراق بغزو الكويت عام 1990، فقامت ما يناهز 33 دولة بجيوشها وقواتها المسلحة المختلفة بالدفاع عن دولة الكويت ضد العدوان العسكري للعراق.
الدفاع عن النفس حق مشروع
وأوضح سلامة في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن حق الدفاع عن النفس وفق ميثاق منظمة الأمم المتحدة هو حق شرعي وطبيعي وأصيل للدول، ولكن بشرط أن يكون هناك عدوان عسكري ليس وشيك كما تزعم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولكن يكون وقع بالفعل عدوان عسكري على هذه الدولة ذات السيادة والاستقلال.
وتابع: "لذلك الدول تلجأ للدفاع عن النفس بالإجراءات العسكرية عندما تكون هذه الإجراءات العسكرية ضرورية ولازمة وملاذ لهذه الدولة حتى تصد العدوان وتحافظ على استقلالها وتصون سيادتها".
وأكد: "بعد أن تقوم الدول بالدفاع عن نفسها باللجوء للقوة المسلحة عليها واجب دولي وهو ابلاغ مجلس الامن لمنظمة الأمم المتحدة بالإجراءات العسكرية التي اتخذتها لدفاعها عن نفسها".
وعن الدعوى التي رفعتها أوكرانيا أمام محكمة العدل الدولية، لفت أستاذ القانون الدولي، أن أوكرانيا لم تتقدم لمحكمة العدل الدولية تأسيسا على انتهاك روسيا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع والعقاب على جريمة "الإبادة الجماعية" التي صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر عام 1948 إلا بعد أن اتهمت روسيا أوكرانيا بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد القومية الروسية في إقليم دونباس وأقاليم أهرى ذات أكثرية روسية في أوكرانيا.
اتخاذ تدابير مؤقتة ضد روسيا
وأوضح أن أوكرانيا تطلب من محكمة العدل الدولية أن تقوم باتخاذ ما يسمي في "نظام المحكمة أي محكمة العدل الدولية أي الجهاز القضائي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة" أوامر تحفظية أي تدابير "مؤقتة ضد روسيا".
واختتم: ومن المؤكد تتضمن طلبات أوكرانيا من المحكمة وقف العدوان الروسي كما تسمية أوكرانيا فضلا عن ارتكاب الجيش الروسي جرائم الإبادة الجماعية وفقا أيضا الادعاءات الأوكرانية.
وأعلنت محكمة العدل الدولية، أن أوكرانيا تقدمت بدعوى ضد روسيا تتهم فيها موسكو بـ"التخطيط لارتكاب أعمال إبادة جماعية وتعمد قتل وإلحاق إصابات خطيرة بالمواطنين الأوكرانيين".
وقالت محكمة العدل الدولية - في بيان، إن أوكرانيا ذكرت أن روسيا "زعمت وقوع أعمال إبادة جماعية في منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين"، مضيفة أن "روسيا نفذت بعد ذلك عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا".
وتابع البيان أن "أوكرانيا اتهمت روسيا أيضا بالتخطيط لأعمال إبادة جماعية في أوكرانيا وتعمد قتل وإلحاق إصابات خطيرة بالمواطنين الأوكرانيين".