وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي في مدينة كييف الأوكرانية، أمس السبت، حيث شهدت التطورات بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة الماضية تطورا كبيرا، وأفاد موقع أوكراني بأنه طلب من سكان كييف النزول إلى الملاجئ بسبب غارات وشيكة، كما تحدثت مصادر صحفية عن معلومات حول إنزال مظلي روسي جنوب غرب كييف.
موقف فرنسا من الحرب
واعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن ما سماه "الحرب في أوكرانيا"، "ستطول، ويجب أن نستعد لها"، لافتا إلى أن الحكومة تعد "خطة صمود" لمواجهة العواقب الاقتصادية للأزمة.
وقال إيمانويل ماكرون: "هذه الأزمة ستستمر وهذه الحرب وستكون لكل الأزمات الناتجة عنها عواقب دائمة"، وأوضح ماكرون قائلا: "عادت الحرب إلى أوروبا.. هذه الحرب ستطول"، مشددا على أنها "لن تكون بلا عواقب على عالم الزراعة"، وقد أعلن بوتين فجر يوم الخميس الماضي عن قراره إطلاق عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، وذلك في كلمة توجه بها إلى الشعب الروسي.
وفي ذات السياق، حذر وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، من قتال طويل و"دموي" في أوكرانيا.
مساعدات داخل أوكرانيا
وقد أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، متحدثا بعد مكالمة مع الرئيس الفرنسي ماكرون.
وفي هذا الصدد قال خالد شقير، الخبير والصحفي المختص بالشأن الفرنسي، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يمارس دوره كرئيس فرنسا، كما أنه حاول التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اندلاع الحرب، وصدم حينها ماكرون بتحركات الرئيس الروسي.
تدخل القوات الروسية
وأضاف شقير في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن عندما بدأت القوات الروسية التدخل في أوكرانيا، حينها ابدي الرئيس الفرنسي انزعاجه الشديد، وحاول تجييش أوروبا والمجتمع الدولي ضد الرئيس الروسي، من خلال العقوبات الاقتصادية.
وتابع: "تغيير ألمانيا لسياستها ودعمها لأوكرانيا، وارسالها لأسلحة ومساعدات عسكرية إلي الداخل الأوكراني، لمساعده الشعب الاوكراني، وذلك له اكبر الأثر يعود لماكرون، الذي يدفع من خلال الضغوطات الاقتصادية الي اجبار ومحاصرة الرئيس الروسي، حتي يجلس علي طاولة المفاوضات، ليخرج الجميع من هذه الحرب بأقل الخسائر".
وأشار أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتقدم الترشح للرئاسة بعد ٥ أيام، ولهذا يسعي للخروج من هذه الازمة، قبل بداية حملته الانتخابية، مما يساعده علي البقاء في مكانه.
يأتي ذلك فيما أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال تييري بورخار، الجمعة، أن فرنسا ستنشر 500 جندي في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، متابعا: "حلف شمال الأطلسي قرر أن يعزز وجوده وأن يبعث إشارة واضحة جدا على التضامن الاستراتيجي، وأن ينشر قوات في رومانيا".
وأكمل: "سننشر نحو 500 رجل مع مركبات مدرعة وعربات قتالية لتقديم دعم لرومانيا وكذلك لنقل رسالة تضامن استراتيجي من جميع أعضاء الحلف الأطلسي"، مؤكدا أن فرنسا ستبقي أيضا على وجودها العسكري في إستونيا المتاخمة لروسيا، إلى ما بعد مارس، وذلك "في ضوء الوضع الذي يمر به الحلف الأطلسي اليوم، والوضع المتأزم والحرب في أوكرانيا".
وتستمر مواجهات منذ صباح السبت في كييف بين القوات الأوكرانية والروسية حتى الآن، من أجل السيطرة على العاصمة الأوكرانية بعد يومين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.