برز اسم مدينة تشرينوبل مع الاجتياح الروسي لأوكرانيا، بعد إعلان الرئيس بلاديمير بوتين إطلاق عملية عسكرية "محدودة" على حد وصفه داخل الأراضي الأوكرانية.
تشيرنوبل مدينة الكوارث
وتعرف تشرينوبل أنها مدينة الكوارث، فقد شهدت حدوث حروب عديدة أدت إلى ارتفاع مستوى الإشعاع في محطة الطاقة النووية، وخاصة بعد سقوط المدينة في يد القوات الروسية بسهولة، التي تولت حراستها بعد طرد القوات الأوكرانية.
وفي التقرير التالي يستعرض "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن مدينة "تشرينوبل".
ورجحت هيئة التفتيش الحكومية التنظيمية النووية في أوكرانيا أن السبب في هذا الارتفاع الكبير في مستويات الإشعاع هو المركبات العسكرية الثقيلة التي تثير أتربة ملوثة في المنطقة العازلة المحيطة بمحطة الطاقة المهجورة التي تبلغ مساحتها 4000 كيلو متر مربع.
وكان الارتفاع الأعلى الذي تم رصده قريبا من المفاعل النووي المعطل.
وتخضع مستويات الإشعاع في تلك المنطقة للمراقبة طوال الوقت، وتُقاس مستويات الإشعاع عن طريق حساب الجرعة التي يحصل عليها شخص ما في موقع ما كل ساعة.
وتقع مدينة تشرينوبل في شمال أوكرانيا بمقاطعة "كييف"، وشهدت هذه المدينة كارثة تشرينوبل في 1986 حينما وقع انفجار بمفاعل تشرنوبل النووي الذي يبعد 122 كيلو متر من مدينة تشيرنوبيل التي هجرت بسبب تلوثها بالأشعاع الناجم عن انفجار المفاعل.
وقع في مفاعل تشيرنوبيل أكبر كارثة نووية شهدها العالم في يوم السبت 26 أبريل من العام 1986، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,7) بينما كان يتم إجراء التجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار.
ووقع الانفجار على أثر خلل بأحد المولدات التوربينية بالمحطة وأدى إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار، ولقى 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص .
تشيرنوبل منطقة منكوبة
وعقب هذا الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة وتم اجلاء أكثر من 101 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل، وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات التالية متأثرين بالإشعاع.
وقام الاتحاد السوفيتي بالإعلان عن حدوث هذا الانفجار على أراضيه، ثم طلب المعونة من دول العالم، وهو ما يعد أحد مظاهر التغيير في سياسة زعيم الكتلة الشيوعية الذي كان لا يكشف عن مثل هذه الأحداث أبداً.
وقال بسام البنى، الكاتب والمحلل المختص بالشأن الروسي، إن أول ما يموت في وقت الحرب هي الحقيقة، واليوم هناك حرب إعلامية بين الطرفين، وجميع الأنباء التي أذاعها الإعلام عن مدينة تشيرنوبل ما هو إلا زوبعة إعلامية فقط لا غير، وبناءا على بيانات رسمية من وزارة الدفاع الروسية، وقالت إنها حتي لم تطرد الحرس الروسي بهذه المنطقة، ويقوم كلا من الطرفين بحراسة هذه المنطقة بتعاون واتفاقات.
وأضاف البنى في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه مضى على حادثة تشيرنوبل حوالي 36 عاما، فلا يوجد هناك أي تأثير من الإشعاعات على جنودها نهائيا، ولا يبقي على الغبار مثل الإشعاعات، وتم ردم هذا المفاعل المضروب حينها، وتم احتواء كل هذه الإشعاعات داخل المفاعل نفسه.
وأشار إلى أن في ظل الحملة الإعلامية الموجهة ضد روسيا، فهناك مشهد متداول في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، عن مدرعة عسكرية دهست وحطمت سيارة ركاب مدنية بروسيا، وهي في الأساس لم تكن دبابة روسية، إنما هي مدرعة تحمل سلاح دفاع جوي، يسمي "السهم رقم 12"، وهذه الأسلحة من تصنيع سبعينيات القرن الماضي.
واختتم: "هذا السلاح لا يخص روسيا، إنما تخل عنه الجيش الروسي من أكثر من 20 عاما، وهذا السلاح قديم جدا، ولكن القوات الأوكرانية ما زالت تستخدمه ومتواجد في عتاد الجيش الأوكراني".