تتهاوى المدن الأوكرانية داخل العاصمة كييف واحدة تلو الأخرى بيد الجيش الروسي، منذ أمس، حيث تمكن في الصباح من دخول العاصمة من 3 اتجاهات، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحييد 200 من عناصر الوحدات الخاصة الأوكرانية أثناء السيطرة على مطار جوستوميل قرب كييف، والذي تم السيطرة عليه والمناطق حوله وهزيمة الجيش الأوكراني هناك.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش تمكن من عزل كييف من الناحية الغربية، بجانب السيطرة على مدينة تشيرنييف، التي تبعد 150 كم شمال العاصمة كما وأصبحت القوات الروسية تسيطر على مناطق كبيرة جدا من كييف.
كيف وصل الروس إلى كييف؟
ولكن السؤال الذي حير جميع المتابعين للغزو الروسي على أوكرانيا، هو كيف وصلت أفواج الجيش الروسي إلى العاصمة ولا يوجد طريق أمامها بعد تدمير القوات الأوكرانية الجسور التي تؤدي إليها، وأيضا كيف نجحت قيادة الأركان الروسية في الالتفاف وراء الجيش الأوكراني المحتشد في الشرق على حدود الدونباس و تحييده، لاحتلال العاصمة وإنهاء عمليته العسكرية بسرعة، هذا ما نستعرضه خلال التقرير التالي.
في 4.30 فجر الخميس بدأت المدفعية الروسية والقوات الصاروخية والجوية، بواحدة من أكبر عمليات التمهيد النيراني في أوروبا، وقصف البنية التحتية للجيش الأوكراني، بعد ذلك تقدم الجيش الروسي ناحية خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا، وقام بعمليات إبرار في أوديسا من الجنوب ناحية القرم، ولكن قبل تقدم القوات الروسية على الأراضي، سبق هذا كما ذكرنا عملية التمهيد النيراني وطبقا لبيان وزارة الدفاع الروسية تمكنت من خلال التمهيد النيراني من تعطيل 118 منشأة عسكرية تابعة للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية عن العمل، ليخرج من القتال قبل أن يبدأ وكانت الخسائر كالتالي:
- 36 محطة رادار.
- 11 مطارا عسكريا.
- 13 مركزا للقيادة والاتصالات.
- 14 نظاما صاروخيا مضادا للطائرات.
- اسقاط 5 طائرات مقاتلة ومروحية.
- اسقاط 5 طائرات بدون طيار.
- تدمير 41 وحدة من المركبات العسكرية.
- تدمير 18 دبابة ومركبة قتالية مصفحة.
- تدمير 7 قاذفات صواريخ.
- تدمير 41 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة.
- تدمير 5 زوارق قتالية.
- استسلام 150 جنديا أوكرانيا للقوات الروسية.
- السيطرة الكاملة على الأراضي الواقعة في منطقة محطة تشيرنوبل النووية.
بعد تقدم القوات الأوكرانية إلى خاركيف، وأوديسا، استمرت الاشتباكات مع الجيش الأوكراني، في ظل تقهقره التدريجي أمام القوات الروسية، وأعلن الجيش الروسي وقتها سيطرته على السد الذي يتحكم في ضخ المياه إلى القرم، من خزان كاخوفكا، الواقع جنوبي البلاد.
وبالتزامن مع الاشتباكات الجارية على الحدود، التف الجيش الروسي، وراء الجيش الأوكراني بعمليات الإنزال الجوي في تشيرنوبل، وأعلنت الرئاسة الأوكرانية، سيطرة القوات الروسية على موقع تشيرنوبل النووي، بعد معركة شرسة خاضتها معها.
عملية التمهيد النيراني الثانية
كان صباح اليوم التالي للحرب، وهو يوم أمس الجمعة، نقطة تحول في مسار الحرب، فبعد أن تأكد الجيش الروسي، من انهماك القوة الرئيسية للجيش الأوكراني في معارك الحد الأمامي في الشرق بإقليم دونباس، قام في هذا التوقيت صباح الجمعة بعملية تمهيد نيراني على المواقع العسكرية في كييف، ليتأكد من أن العاصمة أصبحت خالية من القوات الأوكرانية، وأنه يمكنه بسهولة إرسال قوات الإنزال الجوية لإسقاط الدبابات المشاة الروسية بالقرب من العاصمة من 3 اتجاهات الشمال والجنوب والغرب، وترك الجيش الأوكراني منهمكا في معركة الحد الأمامي مع قوات لوجانسك ودونيتسك مدعومة من روسيا في الشرق، وهي معركة لن يفوز فيها الجيش الأوكراني مهما طالت لأنه تم قطع تواصله مع قيادته وتهاجم عاصمته وأصبح محاصرا في أراضيه يواجه 3 جيوش وهم روسيا وقوات الانفصاليين في دونيتسك ولوجانسك.
في هذا التوقيت بدأ الجيش الروسي في خطته لاحتلال كييف، وأفادت وسائل إعلام محلية في أوكرانيا، في أنباء عاجلة أن القوات الروسية تواصل تكثيف قصف المدفعية على العاصمة، فيما أشارت أنباء إلى أن الجيش الروسي اخترق بالفعل العاصمة من الجهة الغربية ليعزل كييف عن أوروبا أو أي إمدادات.
ونقلت وكالة "رويترز" الإخبارية عن شهود عيان قولهم إن العاصمة شهدت انفجارات متكررة قرب مركز المدينة، فيما تحدثت بعض التقارير عن استهداف أحد المباني الحكومية في كييف.
الإنزال الجوي من 3 اتجاهات
وبعد عملية التمهيد النيراني تلك، والتأكد من خلو العاصمة من أي قوات، نقلت حوالي 150 طائرة هليكوبتر للنقل في جنوب بيلاروسيا والتي تبعد 30 كم عن العاصمة القوات الروسية، وأظهرت بعض الصور انتشار 90 طائرات هليكوبتر أخرى للنقل متوقفة على مسافة 5 أميال في بلدة شوجنيكي في بيلاروسيا، وهو ما أعلنته شركة ماكسار تكنولوجيز التي تتعقب الحشود الروسية.
وأظهرت هذه الصور انتشارا كبيرا للقوات البرية ومئات المركبات، لتبدأ عمليات الإنزال في كييف، وبمجرد بدأت العمليات تولت الأخبار عن ظهور مئات الطائرات الهليكوبتر الروسية حول سماء العاصمة، وتوالت الأخبار عن سقوط المدن واحدة تلو الأخرى، ونجحت في احتلال مطار جوستوميل، بعد معارك عنيفة مع عناصر القوات الخاصة الأوكرانية في المطار.
وبعدها بدقائق أعلن وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها نفذت عملية إنزال جوي ناجحة في منطقة مطار جوستوميل في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف وسيطرت على هذا المطار، وأن أكثر من 200 مروحية روسية شاركت في العملية التي أدى نجاحها إلى إسكات كافة الدفاعات الجوية في منطقة الإنزال، والعزل الكامل لمنطقة القتال من الجو، إضافة إلى إجراء حرب إلكترونية بشكل فعال.
وذكر البيان أنه خلال عملية الاستيلاء على المطار الذي يبعد 35 كم من العاصمة، وأصبح على بعد 6 كم متر فقط منها، وقتل هذه العملية أكثر من 200 عنصر من الوحدات الخاصة الأوكرانية، دون أن تتكبد القوات الروسي أي خسائر.
من ناحية أخرى، أفادت التقارير الإعلامية، باندلاع معارك عنيفة بينالجيشين الروسي والأوكراني، في منطقتي أوبلنسكي شمال شرق العاصمة الأوكرانية، وجيتومير شرقيها، الجمعة، وسمع دوي القصف في محيط كييف واستنفار أمني كبير وسط العاصمة.
سقوط العاصمة وعزل الجيش
أضافت التقارير أيضا أن شوارع كييف أصبحت فارغة، وبعض المدنيين شوهدوا يحملونالسلاح، وأعلن الجيش الأوكراني، أنه يقاتل وحدات من المدرعات الروسية في مدينتي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بعد 45 و80 كيلومترا شمالي كييف.
وفي ظل العملية العسكرية الخاطفة للجيش الروسي، والذي تمكن خلال يوم من عزل الجيش الأوكراني على جبهة الشرق، لينفرد بالعاصمة وضواحيها، ما كان من القيادة الأوكرانية إلا أنها أعلنت توزيع الأسلحة والذخيرة على سكان كييف، للدفاع عن أنفسهم أمام الهجوم العسكري الروسي الذي اقترب بشكل كبير من العاصمة، ونقل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى منطقة محصنة.
ودعاوزير الدفاع الأوكرانيأوليكسي ريزنيكوف "أي شخص لديه الاستعداد والقدرة على حمل السلاح" بالانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية، لمواجهة الهجوم الروسي، فيما أعلنت الشرطة الأوكرانية أنها ستوزع أسلحة على قدامى المحاربين، ووجهت وزارة الدفاع أيضا السكان بعمل عبوات مولوتوف للمساعدة في الدفاع عن العاصمة.
نتائج العملية العسكرية الروسية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 821 منشأة عسكرية وأسقطت 7 طائرات و7 مروحيات و9 مسيرات في أوكرانيا.
أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، اليوم السبت، أن الجيش الروسي استهدف أكثر من 821 هدفا عسكريا أوكرانيا.
وقال: "استهدفت القوات المسلحة الروسية 821 هدفاً تابعا للقوات العسكرية الأوكرانية ومنها 14 مطارا عسكري و19 مركز قيادة واتصالات، و24 منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس 300" و"أوسا" S-300 و48 محطة رادار".
وتابع قائلا: تم إسقاط 7 طائرات مقاتلة و7 مروحيات و9 طائرات مسيرة، بالإضافة إلى تدمير 87 دبابة وعربات مدرعة و28 نظام إطلاق صواريخ متعدد و118 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة".