حياته كانت قصيرة لكنها اثارت الجدل.. تفاصيل سنوات عمره القليلة دفعت صناع السينما لتخليدها في فيلم قام ببطولته الفنان حسين فهمي والفنانة ميرفت امين والقدير عادل أدهم، حيث ألمح فيلم "حافية على جسر من الذهب" لحياة دنجوان السينما المصرية أحمد سالم، الذي تعددت الروايات حول ظروف وفاته، التي مازالت غامضة حتى الآن.
صديق شخصي للملك
أحمد علي سالم، وشهرته "أحمد سالم"، ولد في 20 فبراير 1910 في أبو كبير بمحافظة الشرقية، من عائلة مرموقة وثرية، التحق بالثانوية بالمدرسة الخديوية بالقاهرة، ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة بجامعة كمبردج، وفن الطيران أيضا، وكان أول مصري يقود طائرة إلى القاهرة عن طريق مدينة "ليون الفرنسية" عام 1921، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب قبل ربع قرن.
عاد إلى مصر على متن طائرة خاصة بعدما تعرض لعدد من محاولات قتل كادت تودي بحياته، وكان صديقاً شخصياً للملك فاروق بحكم اكتشافه للفنانه كاميليا عام 1946.
بمجرد عودته عمل مهندسا لشركات أحمد عبود باشا، التي كانت تضطلع بإنشاء السفن والجسور والطرق، لكن روحه كانت متمردة ويمتلك طموحا أكبر ولم يستمر في العمل طويلا.
هنا القاهرة
من هنا أنطلق واشتهر حيث عمل مديراً للقسم العربي بالإذاعة المصرية عام 1932، وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتي اليوم "هنا القاهرة".
وفي أحد الأيام ذهب كمذيع لحفل أقامه طلعت حرب باشا، بمناسبة نجاح شركات بنك مصر، وأعجب بذكائه وطلب منه ترك الإذاعة والتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وأن تكون مصرية خالصة، وبالفعل تم بناء ستوديو مصر" على أحدث طراز" وتولى عملية توظيف الفنيين.
وقدم سالم العديد من الأفلام الناحجة، منها فيلم "وداد" لأم كلثوم، ووثق فيه طلعت حرب وأوكل إليه بجوار عمله في ستوديو مصر المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر، ومدير عام مطبعة مصر عام 1938، بعدها انتج ستوديو مصر فيلما باسم "لاشين"، أثار ضجة كبري وأثار حفيظة القصر الملكي وطلب منه تعديل السيناريو والحوار لكنه رفض واستقال من جميع هذه المناصب لتمسكه برأيه.
كان أول قرار لأحمد سالم، هو إنتاج فيلم من ماله الخاص، وهو فيلم "وداد" بطولة السيدة أم كلثوم، ثم أسس شركة إنتاج جديدة اسماها "نفرتيتي"، وقام من خلالها بالمشاركة في إنتاج العديد من الأفلام منها: "أجنحة الصحراء "عام 1939 و"المستقبل المجهول" و"ابن عنتر".
عشيق الفاتنات
تزوج أحمد سالم من 5 فنانات، كانت الأولى من أسرة البكري تدعى "خيرية البكري" وهي أم لابنته الوحيدة "نهاد"، ثم تزوج في نهاية الثلاثين من الفنانة "أمينة البارودي" واستمر عدة سنوات، والزيجة الثالثة كانت تحية كاريوكا، ولم تستمر طويلا، وقيل إن الراقصة تحية كاريوكا أحبته بجنون، لدرجة أنه انفصل عن زوجته أمينة البارودي لأجلها، وبالفعل تزوج من تحية، وسافرا معا في رحلة إلى فلسطين، وهناك ترددت شائعات قوية عن وجود علاقة بين أحمد سالم وأسمهان، فانفصلت كاريوكا عنه قبل العودة إلى القاهرة.
تعرف على أسمهان حينما كان في القدس، وعرض عليها الزواج، وتقول بعض الروايات إنها وافقت من أجل الحصول على الجنسية المصرية، حيث كانت ترفض السلطات في مصر إعطائها الجنسية، لكن "سالم" ساعدها في ذلك.
دبت الخلافات بين «سالم» و«أسمهان»، التي كانت ترفض قيود الزواج منذ اللحظة الأولى، وبعد خلافات عديدة بينهما انتهى بهما الأمر إلى الطلاق، بعد ذلك تعرف على مديحة يسري أثناء تصوير فيلم “رجل المستقبل” عام 1946.
كانت مديحة متزوجة حينها من الفنان محمد أمين، وكان بينهما مشاكل كبيرة، وطلبت مديحة يسري من محمد أمين الطلاق ولكنه رفض فصارحت “سالم” بأنها تحبه، وطلبت منه أن يطلقها منه، وبالفعل طلقها من “أمين” وتزوجها، وعاش معها 3 سنوات حتى وفاته يوم 10 سبتمبر عام 1949.
روايات متضاربة حول وفاته
اختلفت الروايات حول وفاة احمد سالم، الأولى تقول إن المطربة أسمهان أطلقت الرصاص عليه بعد مشاجرة، ورغم علاجه إلا أن آثار الرصاصة قتلته لاحقا، أما الرواية الثانية فتقول إنه تبادل الرصاص مع مسئول في القصر بسبب الخلاف حول إحدى الفتيات.
رواية ثالثة تقول إن أسمهان استعانت بضابط شرطة لحمايتها من سالم، وتبادل الاثنان الرصاص وأصيب وظلت آثار هذه الرصاصة حتى قتلته عقب إجراء جراحة الزائدة الدودية.
ووفقًا لإحدى الروايات حول موته، أنه أودت بحياته رصاصة نتيجة شجاره مع زوجته آنذاك الفنانة الراحلة أسمهان عام 1944 حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر مما جعله يرفع عليها مسدسه ليطلق عليها الرصاص، فما كان من صديقتها الا ان استنجدت بالشرطة واتت بهم، فحدث شجار بين أحمد سالم وضابط الشرطة، تبادل الاثنان إطلاق الرصاص لتصيب إحداها أحمد سالم في الصدر، ويعالج من الرصاصة ويشفى، لكن أثارها ظلت تؤلمه حتى عام 1949، حين دخل المستشفى لإجراء عملية لها لكنها فشلت، ورحل عن عالمنا.