الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: الوعي بالتحديات يقتضي الوسطية دون إفراط أو تفريط

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه لا شك أن عملية بناء الوعي أو إعادة بنائه قضية محورية في حياة المجتمعات والأمم والشعوب، خاصة تلك الأمم والشعوب التي تعرضت ذاكرتها لمحاولات المحو والشطب، أو التغيير، أو التغييب، ناهيك عن محاولات الاختطاف، وحالات الجمود والخمول والكسل التي يمكن أن تصيب الذاكرة الجمعية للمجتمعات .

إعادة تشكيل وعي أمة


وأضاف وزير الأوقاف: “مع يقيننا أن إعادة تشكيل وعي أمة ليست أمرًا سهلاً ولا يسيرًا، إنما هي عملية بناء شاقة، وتحتاج إلى جهود مكثفة، ودءوبة، ومضنية، ولا سيما في أوقات الشدائد والمحن والتحديات الجسام، شأن تلك المرحلة الراهنة الفارقة في تاريخ منطقتنا، وفي تاريخ العالم كله، بل في التاريخ الإنساني المعاصر، حيث صار الإرهاب والتطرف الفكري صناعة وأدوات غزو واحتلال من نوع جديد، ووسائل لإفشال الدول، أو إسقاطها، أو تركيعهـا، أو السيطرة على قـرارهـا، بل على مقدراتها ومكتسباتها أيًّا كان نوع هذه المقدرات والمكتسبات: اقتصادية أم سياسية أم جغرافية أم ثقافية أم تراثية”.

وتابع: “إننا على يقين دائم لا يداخله ولا يخالجه أي شك في أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، وأن على أهل الحق ألا يكونوا أقل حماسًا لحقهم وقضاياهم التي يؤمنون بها من حماس أهل الباطل ودعاة الهدم والخراب لباطلهم”.

وأوضح وزير الأوقاف: “وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة، فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطي المستنير، في المجال الدعوي والثقافي والتعليمي والتربوي والإعلامي، وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، مع اعتبار العمل على خلق حالة من الوعي المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التي كانت مختطفة أولوية وواجبًا وطنيًّا على العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأي والفكر”.

واستطرد: "لا يمكن أن نحصر قضية الوعي في بعدها الديني أو الثقافي فحسب، فالوعي بالوطن يقتضي العمل على بنائه ورفعة شأنه في جميع المجالات: الاقتصادية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والإنسانية، وبشتى السبل: بالعمل والإنتاج، بالجد والاجتهاد، بالدقة والإتقان، بالتكافل والتراحم، بالإخلاص للوطن، والإخلاص في العمل، بالعلم والفكر، بالثقافة والإبداع، بنشر القيم الإيجابية من الصدق، والأمانة، والوفاء، والرحمة، والتسامح، والتيسير، والمروءة، والنظافة، والنظام، واحترام الكبير، وإكرام الصغير، وإنصاف المظلوم، وإكساب المعدوم، وإغاثة الملهوف، وصلة الرحم، وحسن الجوار، وإماطة الأذى عن الطريق، والحرص على المنشآت العامة والمال العام، والترفع عن الدنايا، والبعد عن سائر القيم السلبية: من الكذب، والخيانة، والغـدر، والأذى، والبطالة، والكسل، والفساد، والإفساد، والتخريب.

وقال وزير الأوقاف إن الوعي بالـوطن يقتضي الإحاطة والإلمـام بمـا يحاك له من مؤامرات تستهـدف إنهـاك الدولة، وبخطـورة الإرهابيين والعملاء والخونة، والعمل على تخليص الوطن من شرورهم وآثامهم، كما يقتضي أيضًا إدراك عمليات البناء والتعمير التي تتم على أيدي أبناء الوطن المخلصين.

وأضاف وزير الأوقاف: “مما لا شك فيه أن قضية الوعي بالوطن وبمشروعية الدولة الوطنية، وضرورة دعم صمودها، والعمل على رقيها وتقدمها، أحد أهم المرتكزات لصياغة الشخصية السوية، وأحد أهم دعائم الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على مقدراته وكل ذرة من ثراه الندي”.

وشدد وزير الأوقاف على أن الوعي بالتحديات يقتضي الوسطية في الأمور كلها دون إفراط أو تفريط، حيث نواجه النقيضين الإفراط والتفريط معًا، فكلا طرفي النقيض ذميم.