قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد واقعة عروس الإسماعيلية.. خبراء علم الاجتماع يكشفون لـ"صدى البلد" أسباب تدفع الرجل إلى ضرب زوجته..ويؤكدون: العنف الأسري مرفوض.. يجب الرجوع لتعاليم الدين

أسباب تدفع الرجل إلى ضرب زوجته
أسباب تدفع الرجل إلى ضرب زوجته
×

بعد واقعة عروس الإسماعيلية..خبراء لـ صدى البلد:

د.سامية خضر:الضرب المتبادل أسوأ أنواع العلاقة بين الزوجين

د.حسن الخولي: الدراما تطلق العنان لمشاهد العنف على شاشات التليفزيون

أثارت واقعة "عروس الإسماعيلية" بعد تداول الفيديو لضرب زوج من محافظة الإسماعيلية لعروسه ليلة زفافهما، وإصابة العروس، التي تعرضت للضرب من قِبل زوجها موجة غضب كبيرة في الشارع المصري.

حرص موقع "صدى البلد" علي نقل استفسارات ورأى خبراء علم الاجتماع حول أسباب تدفع بالرجل إلى ضرب زوجته، مؤكدين أن مثل هذه الحالات التي نشاهدها حالات فردية، والحياة لا تسير هانئة في كل الأوقات، ولكن هذا لا يبرر أبدًا حدوث العنف الأسري.

أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن العنف بشكل عام مرفوض ومن المفترض أن يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين، وأن هناك حاجزا زجاجيا بين الطرفين يؤدى تكسيره إلى توتر العلاقات، ويعتبر الضرب المتبادل أسوأ أنواع الإهانة؛ لذا يتسبب فى إحداث خلل فى العلاقة الزوجية وتستمر وتتطور ليتحول إلى سلوك معتاد ويوتر العلاقة ويفقدها احترامها.

أوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ "صدى البلد" أن هناك عوامل عديدة متشابكة، ينتج عنها هذا التصرف الغير سوى؛ حيث إن هناك شخصيات غير سوية يظهر عليها أعراض العنف الكامنة فى حالة التعرض لضغط عصبي شديد أو استفزازها بطريقة ما، مؤكدة أن هناك عيوبًا فى التنشئة أو التربية حتى أصبحت الأجيال الجديدة تتربي تربية عشوائية لا تسهم فى إنشاء شخصيات سوية ومتزنة قادرة على تحمل المسئولية، كما أن الآباء والأمهات باتوا غير قادرين على تربية الأطفال وإرشادهم وتوجيههم.

وشددت سامية خضر، على أهمية رسالة وسائل الإعلام في التأكيد على التكوين الصحيح للأسرة المصرية، سواء بالأعمال الدرامية التي تحافظ على النسيج الأسري وتدعو إلى الود والرحمة وصلة الرحم، أو البرامج التي تدعو إلى ذلك أيضًا، مطالبة بحجب أي برامج تليفزيونية تقلل من قيمة الزوجة وتهينهم، وتقدم نصائح تحريضية للأزواج حتى يهجر زوجته بطرق دخيلة علينا، مؤكدة أنها تتنافى مع قيم مجتمعنا وعاداتنا المصرية الأصيلة، وأن الزواج ليس مباراة كرة قدم، وندية بين الطرفين يمكن أن يكسب فيها أحدهما.

وعن الحل، قالت سامية خضر، إنه يكمن في الرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المصرية الأصيلة، التي تحث على حسن المعاملة بين الزوجين، والجلوس على مائدة حوار خلال فترة الخلافات، مع اتباع الطرق المنطقية في الحديث والمناقشة، والبعد عن أحاديث الأطراف الوسيطة من أجل استمرارية الحياة وعدم هدم البيت، وأخيرًا عدم تقليد العادات الدخيلة على مجتمعنا، بل فمن المفترض تعظيم تبجيل الرجل المصري وعدم إهانته سواء داخل بيته وخارجه، وتعظيم دوره كرب أسرة حتى إن لم توجد أولاد.

وأضافت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك أجندة سياسية خارجية تعتبر ضمن حروب الجيل الرابع والتي قد نراها من خلال المنصات الإلكترونية التي تستهدف الأجيال الجديدة وتهدف إلى هدم القيم وتعزز القيم السلبية لتدمير أهم وحدة في المجتمع وهى الأسرة، والهدف من ذلك القضاء على القواعد الأخلاقية والاجتماعية والحب والتسامح والتعاون والمودة والرحمة بين الأزواج وهو ما ظهر من تزايد فى معدلات الطلاق وإحجام الشباب عن الزواج والخوف من الدخول فى صراع يخسر فى نهايته، لذا ينبغي تدخل الدولة لإنقاذ المجتمع من هذه التغيرات الطارئة الغريبة على عاداتنا والتى تستغل تقصير الآباء والأمهات فى التربية بجانب ضغوط الحياة حتى يكون هناك صراع دائم بين الرجل والمرأة.

ومن جانبةأكد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن العنف موجود في كل دول العالم، وبالمقارنة بهذه البلاد فمصر سجلت أقل الدول عنفًا على مستوى العالم وخاصة فيما يتعلق بـ"الخناقات الزوجية" أو التعدي على أحد طرفي العلاقة الزوجية.

موضحًا أن مثل هذه الحالات التي نشاهدها حالات فردية، والحياة لا تسير هانئة في كل الأوقات، ولكن هذا لا يبرر أبدًا حدوث العنف الأسري.

أوضح الدكتور حسن الخولي، أن العنف الأسري له العديد من الجوانب النفسية؛ حيث يعاني الشخص نفسية غير سوية قد تكون دافعة لممارسة العنف الشديد تجاه أفراد الأسرة، وهذه الدوافع منها مثلاً التحكم بالغضب وتدني احترام الذات، والشعور بالنقص، وقد تكون هناك عوامل أخرى تتعلق بالحالات الإدمانية؛ حيث يؤدي إدمان الكحول والمخدرات إلى غياب الوعي وبالتالي ممارسة العنف ضد الزوجة، وهناك أيضا العوامل الوراثية التي ينتج عنها أفعال غير طبيعية مثل معاناته من أمراض عقلية التي تؤدي إلى زيادة العنف تجاه الآخرين عندما يكون هذا الشخص مسئولًا عن أسرة على سبيل المثال سيكون مضطرا للعنف بسبب هذه العوامل النفسية التي يعاني منها، موضحًا أن العنف النفسي له أشكال عديدة مثل السب والشتائم والقذف وممارسة الابتزاز والتهديد والانتقاص من دور الزوج أو الزوجة والتجاهل.

وأشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن تقبل فكرة الضرب تختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى؛ مثل ما نري في الصعيد علي سبيل المثال، فالنمط الثقافي داخل العائلات يحدد ما إذا كان هذا تصرف مقبول من عدمه لذا نجد أن المناطق العشوائية أكثر تقبلا لفكرة ضرب الأزواج والزوجات، كما أن هناك سيدات يقدمن على ضرب أزواجهم ويعتبر الرجل أنه أمر عادى لا يحتاج إلى وقفة جادة، وقد تكون رد فعل ناتج عن ضرب مبرح من الزوج .

وقال الدكتور حسن الخولي، إن الدراما تطلق العنان للعنف الذي ساد مشاهده على شاشات التليفزيون؛ حيث إن التردد المستمر والمشاهد العنيفة للمتلقي تجعل هناك تراكمًا ومكونًا نفسيًا وسلوكيًا يجعله يخرج عن وعيه فى بعض المواقف ويصدر عنه سلوكيات غير إرادية حتى وإنه بعد ذلك قد يصيبه الذهول من أفعاله، خاصة أن هناك بعضًا ممن قتلوا زوجاتهم أو أزواجهم تكثر كلمة يرددونها (مش عارف أو عارفة عملت كده إزاي) مما يدل على التأثير السلبي للمشاهد الدموية التى يتلقاها المشاهد لعدم وجود سياسة فنية مدروسة.

وتابع أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: وتوضح أن الألفاظ المتداولة من الدراما جعلت من الإهانة اللفظية نوع من المزاح بين الرجل والمرأة بشكل غير أخلاقي، فيبدأ الخلاف بسيط بين الزوجين ثم يزيد حجمه مثل كرة الثلج ليصل إلى حافة العنف والضرب، وتصير الحياة مستحيلة وتنتقل خلافاتهم من البيوت إلى أقسام الشرطة وقاعات المحاكم،مؤكدة أن الخاسر فى هذه المعركة ليس الأزواج فقط ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يعيشون في بيت تحول إلى حلبة ملاكمة فينشأوا مكبلين بالعقد والمشاكل.

وعن الأسباب التي تدفع بالزوج إلى توجيه الضرب ضد زوجته، قال "الخولي"، إن التربية الخاطئة التي يتلقاها الزوج من بيئته ومجتمعه وأسرته والتي تصور له فعل الضرب وكأنه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة. وقد يكون الزوج قد تربى في أسرة يضرب فيها الأب زوجته وأولاده، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنية الابن منذ الطفولة، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل.

ومن التصورات الذهنية الخاطئة العائدة إلى سوء التربية، ذلك الاعتقاد بأن في ضرب الزوجة اصلاحاً لها، أو أن ضرب الزوجة يرتبط بإثبات الرجولة و فرض الهيبة، وأن استخدام الضرب سيجعل المرأة اكثر طاعة للزوج وتنفيذا لأوامره

وشهدت الإسماعيلية، واقعة تعدي شاب يوم زفافه على ضرب عروسه بطريقة وحشية أمام المارة، عقب انتهائها من وضع مكياج الزفاف بأحد صالونات التجميل، حيث تبادل عروسان وأقاربهما الضرب والسباب، بعد دقائق من حفل زفافهما قبل أن ينتهي الأمر بإصابة العروس.