أكد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن العنف موجود في كل دول العالم، وبالمقارنة بهذه البلاد فمصر سجلت أقل الدول عنفًا على مستوى العالم وخاصة فيما يتعلق بـ"الخناقات الزوجية" أو التعدي على أحد طرفي العلاقة الزوجية.
موضحًا أن مثل هذة الحالات التي نشاهدها حالات فردية، والحياة لا تسير هانئة في كل الأوقات، ولكن هذا لا يبرر أبدًا حدوث العنف الأسري.
وأوضح الدكتور حسن الخولي، أن العنف الأسري له العديد من الجوانب النفسية؛ حيث يعاني الشخص نفسية غير سوية قد تكون دافعة لممارسة العنف الشديد تجاه أفراد الأسرة، وهذه الدوافع منها مثلاً التحكم بالغضب وتدني احترام الذات، والشعور بالنقص، وقد تكون هناك عوامل أخرى تتعلق بالحالات الإدمانية؛ حيث يؤدي إدمان الكحول والمخدرات إلى غياب الوعي وبالتالي ممارسة العنف ضد الزوجة، وهناك أيضا العوامل الوراثية التي ينتج عنها أفعال غير طبيعية مثل معاناته من أمراض عقلية التي تؤدي إلى زيادة العنف تجاه الآخرين عندما يكون هذا الشخص مسئولًا عن أسرة على سبيل المثال سيكون مضطرا للعنف بسبب هذه العوامل النفسية التي يعاني منها، موضحًا أن العنف النفسي له أشكال عديدة مثل السب والشتائم والقذف وممارسة الابتزاز والتهديد والانتقاص من دور الزوج أو الزوجة والتجاهل.
وأشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إلى أن تقبل فكرة الضرب تختلف من طبقة اجتماعية إلى أخرى؛ مثل ما نري في الصعيد علي سبيل المثال، فالنمط الثقافي داخل العائلات يحدد ما إذا كان هذا تصرف مقبول من عدمه لذا نجد أن المناطق العشوائية أكثر تقبلا لفكرة ضرب الأزواج والزوجات، كما أن هناك سيدات يقدمن على ضرب أزواجهم ويعتبر الرجل أنه أمر عادى لا يحتاج إلى وقفة جادة، وقد تكون رد فعل ناتج عن ضرب مبرح من الزوج .
وقال الدكتور حسن الخولي، إن الدراما تطلق العنان للعنف الذي ساد مشاهده على شاشات التليفزيون؛ حيث إن التردد المستمر والمشاهد العنيفة للمتلقي تجعل هناك تراكمًا ومكونًا نفسيًا وسلوكيًا يجعله يخرج عن وعيه فى بعض المواقف ويصدر عنه سلوكيات غير إرادية حتى وإنه بعد ذلك قد يصيبه الذهول من أفعاله، خاصة أن هناك بعضًا ممن قتلوا زوجاتهم أو أزواجهم تكثر كلمة يرددونها (مش عارف أو عارفة عملت كده إزاي) مما يدل على التأثير السلبي للمشاهد الدموية التى يتلقاها المشاهد لعدم وجود سياسة فنية مدروسة.
وتابع أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: وتوضح أن الألفاظ المتداولة من الدراما جعلت من الإهانة اللفظية نوع من المزاح بين الرجل والمرأة بشكل غير أخلاقي، فيبدأ الخلاف بسيط بين الزوجين ثم يزيد حجمه مثل كرة الثلج ليصل إلى حافة العنف والضرب، وتصير الحياة مستحيلة وتنتقل خلافاتهم من البيوت إلى أقسام الشرطة وقاعات المحاكم،مؤكدة أن الخاسر فى هذه المعركة ليس الأزواج فقط ولكن الضحايا الحقيقيين هم الأبناء الذين يعيشون في بيت تحول إلى حلبة ملاكمة فينشأوا مكبلين بالعقد والمشاكل.
وعن الأسباب التي تدفع بالزوج إلى توجيه الضرب ضد زوجته، قال "الخولي"، إنالتربية الخاطئة التي يتلقاها الزوج من بيئته ومجتمعه وأسرته والتي تصور له فعل الضرب وكأنه أمر طبيعي يحصل في كل بيت وداخل كل أسرة. وقد يكون الزوج قد تربى في أسرة يضرب فيها الأب زوجته وأولاده، مما يجعل هذا الأمر ينطبع في ذهنية الابن منذ الطفولة، ويجعله أكثر عرضة لممارسة هذا العنف في المستقبل.
ومن التصورات الذهنية الخاطئة العائدة إلى سوء التربية، ذلك الاعتقاد بأن في ضرب الزوجة اصلاحاً لها، أو أن ضرب الزوجة يرتبط بإثبات الرجولة و فرض الهيبة، وأن استخدام الضرب سيجعل المرأة اكثر طاعة للزوج وتنفيذا لأوامره