أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن العنف بشكل عام مرفوض ومن المفترض أن يكون هناك احترام متبادل بين الزوجين، وأن هناك حاجزا زجاجيا بين الطرفين يؤدى تكسيره إلى توتر العلاقات، ويعتبر الضرب المتبادل أسوأ أنواع الإهانة؛ لذا يتسبب فى إحداث خلل فى العلاقة الزوجية وتستمر وتتطور ليتحول إلى سلوك معتاد ويوتر العلاقة ويفقدها احترامها.
وشهدت الإسماعيلية، واقعة تعدي شاب يوم زفافه على ضرب عروسه بطريقة وحشية أمام المارة، عقب انتهائها من وضع مكياج الزفاف بأحد صالونات التجميل.
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ "صدى البلد" أن هناك عوامل عديدة متشابكة، ينتج عنها هذا التصرف الغير سوى؛ حيث إن هناك شخصيات غير سوية يظهر عليها أعراض العنف الكامنة فى حالة التعرض لضغط عصبي شديد أو استفزازها بطريقة ما، مؤكدة أن هناك عيوبًا فى التنشئة أو التربية حتى أصبحت الأجيال الجديدة تتربي تربية عشوائية لا تسهم فى إنشاء شخصيات سوية ومتزنة قادرة على تحمل المسئولية، كما أن الآباء والأمهات باتوا غير قادرين على تربية الأطفال وإرشادهم وتوجيههم.
وشددت سامية خضر، على أهمية رسالة وسائل الإعلام في التأكيد على التكوين الصحيح للأسرة المصرية، سواء بالأعمال الدرامية التي تحافظ على النسيج الأسري وتدعو إلى الود والرحمة وصلة الرحم، أو البرامج التي تدعو إلى ذلك أيضًا، مطالبة بحجب أي برامج تليفزيونية تقلل من قيمة الزوجة وتهينهم، وتقدم نصائح تحريضية للازواج حتى يهجر زوجته بطرق دخيلة علينا، مؤكدة أنها تتنافى مع قيم مجتمعنا وعاداتنا المصرية الأصيلة، وأن الزواج ليس مباراة كرة قدم، وندية بين الطرفين يمكن أن يكسب فيها أحدهما.
وعن الحل، قالت سامية خضر، إنه يكمن في الرجوع إلى تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المصرية الأصلية، التي تحث على حسن المعاملة بين الزوجين، والجلوس على مائدة حوار خلال فترة الخلافات، مع اتباع الطرق المنطقية في الحديث والمناقشة، والبعد عن أحاديث الأطراف الوسيطة من أجل استمرارية الحياة وعدم هدم البيت، وأخيرًا عدم تقليد العادات الدخيلة على مجتمعنا، بل فمن المفترض تعظيم تبجيل الرجل المصري وعدم إهانته سواء داخل بيته وخارجه، وتعظيم دوره كرب أسرة حتى إن لم توجد أولاد.
وأضافت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك أجندة سياسية خارجية تعتبر ضمن حروب الجيل الرابع والتي قد نراها من خلال المنصات الإلكترونية التي تستهدف الأجيال الجديدة وتهدف إلى هدم القيم وتعزز القيم السلبية لتدمير أهم وحدة في المجتمع وهى الأسرة، والهدف من ذلك القضاء على قواعد الأخلاقية والاجتماعية والحب والتسامح والتعاون والمودة والرحمة بين الأزواج وهو ما ظهر من تزايد فى معدلات الطلاق وإحجام الشباب عن الزواج والخوف من الدخول فى صراع يخسر فى نهايته، لذا ينبغي تدخل الدولة لإنقاذ المجتمع من هذه التغيرات الطارئة الغريبة على عاداتنا والتى تستغل تقصير الآباء والأمهات فى التربية بجانب ضغوط الحياة حتىيكون هناك صراع دائم بين الرجل والمرأة.