حكم الدين في تتبع عورات الناس .. سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية يقول: ما حكم الدين في تتبع عورات الناس بالبحث عن عيوبهم والخوض فيها؟
حكم الدين في تتبع عورات الناس
وقالت دار الإفتاء في بيانها حكم الدين في تتبع عورات الناس،إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شدَّد في تنبيه المسلمين على خطورة الخوض في أعراض الناس والتنقيب عن عوراتهم، مخبرًا من يستهين بذلك بأنه يسعى لهتك الستر عن نفسه إن استمر في ذلك، فيفضحه الله تعالى ولو كان في جوف بيته؛ فعن ثوبان رضي الله عنه: عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» رواه أحمد.
ولفتت إلى أنه من التجسس الذي حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه ومن كل ما يكدّر العلاقة الطيبة بين الناس ويجلب الكراهية والبغضاء، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها حديث أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفقٌ عليه؛ قال الخطيب الشربيني في تفسيره "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير" (4/ 70، ط. مطبعة بولاق الأميرية-القاهرة): [وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ حُذِفَ منه إحدى التاءين؛ أي: لا تتبعوا عورات المسلمين ومعائبهم بالبحث عنها] .
كيف تحصل الغيبة
وذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الغيبة تحصل بأن يذكرَ المسلمُ أخاه بما يكره في غيابه، وقد نهى المولى عزَّ وجلّ عن ذلك فقال سبحانه: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
وأشار مركز الأزهر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر سوءَ عاقبة الذين يغتابون الناس؛ فعن أنسِ بنِ مالك رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاسٍ يخمُشونَ بها وجُوهَهُم وصدُورَهُم، فقلت: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلُون لحومَ الناس، ويقعونَ في أعراضِهِم». [أخرجه أبو داود].
تنقسم الغيبة إلى 3 أنواع؛ الغيبة المحرمة، والغيبة الواجبة والغيبة المباحة.
الغيبة المحرمة
هي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره بقول الصفات غير الحسنة أو المذمومة فيه، سواء كان كانت هذه الصفات كعيب خَلْقي أم خُلُقي، أو دينه أو دنياه،وذكر هذه الصفات في المسلم حال غيابه على وجه التنقص يعد من الغيبة المحرمة ، والتي هي من كبائر الذنوب والمعاصي.
وقد ذم الله الغيبة المحرمة في كتابه الكريم وشبه فاعلها بمن يأكل لحم أخيه الميت، فقال سبحانه: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ.
الغيبة الواجبة
هي الغِيبة التي يحصل بها حماية للفرد ونجاته مما لا يحمد عقباه، أو مصيبة كانت محتملة الوقوع به، كتحذير شخص من أحد قطاع الطرق في مكان معين أو التي تطلب للنصيحة عند الإقبال على الزواج لمعرفة حال الزوج، أو كأن يقول شخص لآخر محذرًا له من شخص شرير: إن فلان يريد قتلك في المكان الفلاني، أو يريد سرقة مالك في الساعة الفلانية، وهذا من باب النصيحة.
وقد ورد في السنة النبوية أن إحدى الصحابيات استشارت النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج، فنصحها عليه الصلاة والسلام بعدم التزوج من أحد الصحابة لأنه فقير لا مال له، كما نصحها من عدم الزواج من صحابي آخر لأنه لا يضع العصى عن عاتقه، والتي جاء في تفسيرها أنها كناية عن كثرة الضرب للزوجة، أو كثر السفر والترحال.
الغيبة المباحة
هناك من الغيبة ما يعد مباحًا، ولا يعد إثمًا أو معصية، وتكون بضوابط لغرض شرعي صحيح، لا يمكن الوصول لهذا الغرض إلا بهذه الغِيبة، وبدون هذه الضوابط تصبح محرمة.
قال النووي: (اعلم أنَّ الغِيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب:
ويمكن القول أن أقسام الغيبة المباحة هي على ستة أنواع وهي:
1- التظلم
حيث يجوز للمسلم أن يقوم بشكاية المسلم والتظلم من فعله.
فيقول المظلوم للقاضي أو من بيده حل المظلمة، ظلمني فلان، أو تعدى علي فلان وأخذ حقي مني.
2- الاستعانة على تغيير المنكر
وهي أن يذكر الصفات السيئة المذمومة في المسلم للإستعانة على تغيير منكر يقوم به.
على سبيل المثال يقول المسلم لمن يرجو مساعدته إن فلان يفعل كذا وكذا من أنواع المنكرات التي يرغب في تغييرها.
3- الاستفتاء
مثل أن يقول المستفتي للمفتي ظلمني أبي، أو ظلمني أخي وفعل كذا وكذا، من المشاكل التي تقع بين المسلم وأخيه.
4- تحذير المسلم من الوقوع في الشر.
قد بينا بعض الأمثلة على ذلك في الغيبة الواجبة.
5- المجاهر بالفسق
المجاهر بالمعاصي والفسق لا غيبة له.
وقد قال العلماء ليس لفاسق عرض، وبالتالي فيمكن ذمه وذكر مساوئه .
6- التعريف
مثل أن يكون الرجل مشهور بلقب، مثل الأعمش أو الأعمي، ويكون هو اللقب الغالب عليه.
تعرفنا على جواب لسؤال ما هي أقسام الغيبة، كما تعرفنا على أنواع الغيبة المحرمة والواجبة وكذلك الغيبة المباحة، كما بينا خطر الغيبة على الفرد والعلاقات بين المسلمين.
هي الداء العضال، ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب) .