الشيخ عبد الحميد متولي رئيس الأعلى للائمة أمريكا اللاتينية لـ «صدى البلد»:
- من لا يعجبه ما نحيا فيه من قوانين وثوابت عليه أن يرحل إلى أي دولة تناسبه
- وثيقة المدينة هي عين المواطنة وأساسها
- نعاني من مسلم يقدم صورة سيئة عن الإسلام نتيجة جهله وآخر يضمر العداء
- التغلب على الإسلاموفوبيا يبدأ بسلوك أخلاق النبي
- صراع الحق والباطل سنة كونية
أكد الشيخ عبد الحميد متولي، رئيس المجلس الأعلى للائمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، أن التحديات المعاصرة أوجدت لغطاً وجدلاً لا طائل منه غير الجدليات، مشيراً إلى ان حديث البعض بشأن حداثة مفهوم المواطنة وغيرها من الأمور التي استجدت مردود عليه بأن التاريخ الإسلامي حافل بما يرسي قواعدها وأسسها ومنه وثيقة المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال متولي خلال حديث خاص لـ “ صدى البلد” : “لا مشاع في الألفاظ، كأن يقول قائل المواطنة شيء حديث، والطيران شيء حديث، فالأمور المُحدثات تقوم على أسس ومنها الحديث عن المواطنة التي تنبع من وثيقة المدينة”.
أسس المواطنة الحقة
ولفت رئيس المجلس الأعلى للائمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، إلى أنه عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أرسى ثلاثة أشياء أولها المسجد باعتباره سبيل التنشئة والتربية وتقويم علاقة الإنسان بربه، ثم اتجه إلى ترسيخ علاقة الإنسان بأخيه المسلم من خلال علاقة المهاجرين والأنصار، وأخيراً علاقة المسلم بغير المسلم فكانت المعاهدة ووثيقة المدينة التي أكدت لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
أوضح متولي أن هذه الوثيقة هي عين المواطنة وأساسها، مستطرداً أن يكون عليهم ما علينا وليس لهم ما لنا فهذا تناقض يروج له المتطرفين المسلم تعلم من إسلامه أن يعطي قبل أن يطلب، يقوم بواجباته قبل أن يطالب بحقوقه، والرسول أخبرنا أن الله حرم علينا عقوق الأمهات، ومنعاً وهات، أي منعاً للواجبات وهات للحقوق، مشدداً على أن الدين الإسلامي به من الأمور التي من شأنها أن تحقق المواطنة الحقة وتعطي كل ذي حق حقه وترسخ للتعايش والسلام العالمي، والإحساس بالمواطنة والحياة دون كدر.
صراع الحق والباطل سنة كونية
وفيما يتعلق بـ الإسلام فوبيا، أشار رئيس المجلس الأعلى للائمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي إلى أنها تقوم على طرفين أحدهما مسلم يقدم صوره سيئة عن الإسلام نتيجة جهله، وآخر صاحب عداء ويحارب الإسلام ليل نهار، مبيناً أن صراع الحق والباطل سنة كونية، يتغلب عليه من خلال مكارم الأخلاق ولا يكون بسيء الأخلاق كما يدفعنا البعض، مؤكداً ان النبي صلى الله عليه وسلم انتهج مكارم الأخلاق وعلينا الاقتداء به، لأن ديننا لم يقوم على العنف ولنا أسوة في النبي صلوات الله وسلامه عليه الذي سعى لتحقيق العبادة لله مع وجود الأصنام والشرك في مكة ولم يلتفت إلى هذا وسار في طريق الحق إلى أن مكنه الله من نشر رسالته.
تحدي الإرهاب والسوشيال ميديا
وفيما يتعلق بتحد الإرهاب خاصة في أمريكا اللاتينية، أشار إلى أنه إبان أولمبياد البرازيل أشيع بتفجيرات إرهابية في ريود جانيرو، وكان لنا وقفتنا وبياننا أن الإسلام براء منهم ومما يحمله هؤلاء الإرهابيون، المسلمون ليسوا إرهابيون والإرهابيون ليسوا بمسلمين.
وحذر رئيس المجلس الأعلى للائمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي خلال حديثه لـ صدى البلد من تحد السوشيال ميديا وما يروج عبرها من أفكار تتنافى مع الأخلاق والقيم المجتمعية بزعم الأفكار والثقافات العالمية قائلاً:"علينا ألا نخلط بين المجتمع المسلم وغيره ممن لا يدين بالإسلام، ويجب التصدي لما يتم نشره من أفكار عبر السوشيال ميديا مما لا يتناسب مع مجتمعنا، من لا يعجبه ما نحيا فيه من قوانين وثوابت عليه أن يرحل إلى أي دولة تناسب فكره وقناعته".
السيرة الذاتية
الشيخ عبد الحميد متولي، رئيس المجلس الأعلى للائمة والشؤون الإسلامية بأمريكا اللاتينية والكاريبي، عمل إماماً لمسجد رابعة العدوية تسع سنوات في الفترة من 1998 ـ 2007، وكان له درساً في الجامع الأزهر كل يوم اثنين.
سافر مبعوثاً في شهر رمضان لعدة دول منها إسبانيا، ألمانيا، سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ونال درجة الدكتوراة في مقارنة الأديان والمذاهب المعاصرة من كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف.
سافر إلى البرازيل في شهر سبتمبر من عام 2007م مبعوثًا رسميًّا من وزارة الأوقاف المصرية، وبعدها بعام في 2008م، ثم كُلف برئاسة بعثة وزارة الأوقاف؛ حيث كنت أول رئيس بعثة مصرية منذ ذلك الحين ولمدة ثلاث سنوات، وهي الفترة المعتادة للابتعاث، وبناءً على طلب الجالية المسلمة في البرازيل والسفير المصري، تم تجديد سنة إضافية (رابعة).
عمل إماماً وخطيباً لمسجد الأمة، وهو مركز إسلامي ثقافي في وسط مدينة ساوبالو أكبر مدن البرازيل وأمريكا اللاتينية، عمل مبعوثًا لوزارة الأوقاف المصرية في 2007م، ثم رئيسًا لبعثتها في 2008م، بعد ذلك أصبح مبعوثًا رسميًّا لوزراة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، ولاحقًا تم انتخابه رئيسًا للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، بجانب عملي كمدير للشؤون الدينية في مؤسسة الاتحاد الوطني الإسلامي بالبرازيل.