الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بروتوكول مينسك.. إنقاذ للوضع بين روسيا وأوكرانيا|لماذا يمثل شوكة في ظهر كييف؟

الرئيس الروسي ونظيره
الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني

يبحث الشركاء الدوليون عن مخرج للأزمة واحتدام التوتر القائم على الحدود بين روسيا وأوكرانيا خاصة في ظل تهديدات روسية باجتياح للأراضي الأوكرانية.

ووسط التوتر المرتفع بين البلدين والمخاوف الدولية من غزو روسيا للأراضي الأوكرانية تطل اتفاقيتا مينسك إلى الواجهة، ليكونا "المنفذ" الذي "يعول عليه" لتجاوز الأزمة.

وطفت الاتفاقية التي أدخل عليها تحسينات بعد فشلها في احتواء الأزمة، من جديد وللمرة الثالثة لتكون أساسا لوأد الصراع، مع تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تعهدهما بالالتزام باتفاقيات مينسك.

ويأتي هذا على خلفية مخاوف من غزو روسيا لأوكرانيا إثر حشدها أكثر من 100 ألف جندي على حدود كييف "العاصمة الأوكرانية وأكبر مدنها" فيما تنفي موسكو نيتها القيام بذلك.

من إين جاء بروتوكول مينسك؟ 

وبروتوكول مينسك أو البروتوكول الخاص بنتائج مشاورات مجموعة الاتصال الثلاثية هو اتفاق لوقف الحرب في دونباس بأوكرانيا، وقع عليه ممثلو ذلك البلد والاتحاد الروسي وجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في 5 سبتمبر 2014.

وجاء الاتفاق، بعد محادثات مكثفة في العاصمة البيلاروسية، تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتضمن "بروتوكول مينسك"، وقفا فوريا متبادلا لإطلاق النار في "دونباس"، بين الجيش الأوكراني وقوات الجمهوريتين الشعبيتين، ولا مركزية السلطة، من خلال اعتماد القانون الأوكراني، "بشأن النظام المؤقت للحكم الذاتي المحلي، في مناطق معينة من مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك".

كما تضمن، مواصلة الحوار الوطني الشامل، وإجراء انتخابات محلية مبكرة، وفقًا للقانون الأوكراني، "للحكم الذاتي المحلي" في مناطق دونيتسك ولوهانسك، وتبني برنامجا للإنعاش الاقتصادي وإعادة الإعمار في منطقة "دونباس".

ونفذ الاتفاق الذي أعقب عدة محاولات سابقة لوقف القتال في دونباس وقفًا فوريًا لإطلاق النار، لكنه فشل في وقف القتال في دونباس، وبالتالي تبعتها حزمة جديدة من الإجراءات تسمى مينسك الثانية، والتي تم الاتفاق عليها في 12 فبراير 2015، فشل هذا الاتفاق أيضًا في وقف القتال، لكن تظل اتفاقيات مينسك الأساس لأي حل مستقبلي للنزاع، كما تم الاتفاق عليه في اجتماع نورماندي.

إجراءات تنفيذ وثيقة مينسك 

نص وثيقة "الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك":

  • التنفيذ الصارم للوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا في 15 من فبراير عام 2015.
  • قيام كلا الجانبين بسحب جميع الأسلحة الثقيلة على مسافات متساوية من بعضهم البعض من أجل إنشاء منطقة آمنة.
  • بالنسبة للقوات الأوكرانية: من خط الاتصال الفعلي.
  • بالنسبة للتشكيلات المسلحة لمناطق معينة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا: من خط التماس وفقًا لمذكرة مينسك المؤرخة من 19 من سبتمبر عام 2014.
  • يجب أن يبدأ سحب الأسلحة الثقيلة المذكورة أعلاه في موعد لا يتجاوز اليوم الثاني بعد وقف إطلاق النار ويكتمل في غضون 14 يومًا.
  • ستقوم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بتسهيل هذه العملية بدعم من مجموعة الاتصال الثلاثية.
  • ضمان فعالية المراقبة والتحقق من وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ اليوم الأول للانسحاب باستخدام جميع الوسائل التقنية اللازمة بما في ذلك الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وأنظمة الرادار وإلخ.
  • بدء الحوار في اليوم الأول بعد الانسحاب بشأن طرق إجراء الانتخابات المحلية وفقا للتشريعات الأوكرانية وقانون أوكرانيا "بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك"، وكذلك بشأن النظام المستقبلي لهذه المناطق على أساس هذا القانون.
  • الاعتماد الفوري للقرار من قبل البرلمان الاوكراني في موعد لا يتجاوز 30 يومًا من تاريخ التوقيع على هذه الوثيقة مع الاشارة إلى المنطقة التي تخضع لنظام خاص وفقًا لقانون أوكرانيا "بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك" بناءً على الخط المحدد في مذكرة مينسك المؤرخة من 19 من سبتمبر عام 2014.
  • ضمان العفو من خلال تبني قانون يحظر مقاضاة ومعاقبة الأشخاص فيما يتعلق بالأحداث التي وقعت في مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا.
  • ضمان الإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين بشكل غير قانوني وتبادلهم على أساس مبدأ "الجميع مقابل الجميع". ويجب أن تكتمل هذه العملية حتى اليوم الخامس بعد الانسحاب كحد أقصى.
  • ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية وتسليمها وتخزينها وتوزيعها على المحتاجين على أساس الآلية الدولية.
  • تحديد طرق الاستئناف الكامل للاتصالات الاجتماعية - الاقتصادية، بما في ذلك التحويلات الاجتماعية مثل دفع المعاشات التقاعدية والمدفوعات الأخرى (الإيرادات والدخل ودفع جميع فواتير المرافق العامة في الوقت المناسب واستئناف الضرائب ضمن الإطار القانوني لأوكرانيا ).
ومن اجل هذه الغاية ستستعيد أوكرانيا السيطرة على جزء من نظامها المصرفي في المناطق المتأثرة بالصراع وقد تنشئ آلية دولية لتسهيل مثل هذه التحويلات.
  • استعادة السيطرة الكاملة على حدود الدولة من قبل حكومة أوكرانيا في جميع أنحاء منطقة الصراع، والتي يجب أن تبدأ في اليوم الأول بعد الانتخابات المحلية وتكتمل بعد تسوية سياسية شاملة (الانتخابات المحلية في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك على أساس قانون أوكرانيا والإصلاح الدستوري) بحلول نهاية العام 2015، مع مراعاة تنفيذ الفقرة 11 - بالتشاور والاتفاق مع ممثلي مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك ضمن مجموعة الاتصال الثلاثية.
  • - انسحاب جميع التشكيلات المسلحة الأجنبية والمعدات العسكرية وكذلك المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
  • نزع سلاح كل المجموعات غير الشرعية.
  • - إجراء إصلاح دستوري في أوكرانيا مع دخول الدستور الجديد حيز التنفيذ بحلول نهاية عام 2015، والذي يفترض أن اللامركزية عنصر أساسي (مع مراعاة خصائص مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، المتفق عليها مع ممثلي هذه المناطق)، وكذلك اعتماد تشريع دائم بشأن الوضع الخاص لمناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك وفقًا للتدابير المحددة في الملاحظة1، حتى نهاية عام 2015.
  • استنادًا إلى قانون أوكرانيا "بشأن النظام المؤقت للإدارة الذاتية المحلية في مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك"، ستتم مناقشة القضايا المتعلقة بالانتخابات المحلية والاتفاق عليها مع ممثلي مناطق محددة من مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك ضمن إطار مجموعة الاتصال الثلاثية. ستجرى الانتخابات وفقًا لمعايير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ذات الصلة وسيراقبها مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
  • تكثيف أنشطة مجموعة الاتصال الثلاثية، بما في ذلك من خلال إنشاء مجموعات عمل لتنفيذ الجوانب ذات الصلة من اتفاقيات مينسك. وهي سوف تعكس تشكيلة مجموعة الاتصال الثلاثية.

إنهيار بروتوكول مينسك 2015

بحلول يناير 2015 إنهار بروتوكول مينسك في وقف إطلاق النار تمامًا، بعد الانتصار الانفصالي في مطار دونيتسك الدولي في تحد للبروتوكول.

وقال المتحدث باسم مجلس النواب الشعبي إدوارد باسورين، حينها، إن "مذكرة مينسك لن يتم النظر فيها في الشكل الذي تم إعتماده فيه".

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، قال زعيم جمهورية لوهانسك ألكسندر زاخارتشينكو، إن لوهانسك "لن تقوم بعد الآن بأي محاولات لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار"، وأن قواته كانت "ستهاجم حتى حدود منطقة دونيتسك".

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، حينها، أن وقف إطلاق النار "اختفى كليًا".

وسط تصاعد العنف في منطقة القتال كان من المقرر عقد جولة أخرى من محادثات مينسك في 31 يناير، وسافر أعضاء مجموعة الاتصال الثلاثية إلى مينسك للقاء ممثلي جمهورية لوهانسك، ولم يحضر الموقعون على البروتوكول، ولم يتمكن الممثلون الذين حضروا من مناقشة تنفيذ البروتوكول أو المذكرة، وطالب هؤلاء الممثلون بمراجعة البروتوكول والمذكرة، تم تأجيل الاجتماع دون نتيجة.

وقد سبق وأكد الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ووزير خارجية بولندا زبيجنيو راو، يوم السبت الماضي، أنه ينبغي تنفيذ اتفاقيات مينسك بالكامل.

وقال زبيجنيو راو، عقب زيارته أوكرانيا في بيان، "يجب تنفيذ اتفاقيات مينسك بالكامل".

وأعرب زبيجنيو راو عن دعمه لمجموعة الاتصال وبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للبلاد.