وقع الرئيس التونسي قيس سعيد، على مرسوم يتعلق باستحداث مجلس أعلى مؤقت للقضاء يحل محل المجلس الذي كان قائما.
وجاء ذلك أثناء استقبال قيس سعيد، بقصر قرطاج، ليلى جفال، وزيرة العدل، بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن.
وأكد على احترامه لاستقلالية القضاء، وذكر أن السيادة للشعب وأن الفصل بين الوظائف هو لتحقيق التوازن بينها.
تفكيك شفرة ملفات الفساد
وشدد الرئيس التونسي على ضرورة تطهير البلاد من كل ما علق بها من أسباب الفساد، وعلى أن ذلك يقتضي إرساء قضاء عادل يتساوى فيه الجميع أمام القانون.
كما أوضح أن من يرى الظلم سائدا ويسكت عن الحق والعدل يصير مشاركا في هذا الظلم، لذلك تم حل المجلس الأعلى للقضاء واستبداله بآخر مؤقت لوضع حد لحالات الإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن: "المحاسبة العادلة أمام قضاء عادل هو واجب مقدس إلى جانب أنه أحد المطالب المشروعة للشعب التونسي".
قال نزار الجليدي الكاتب والمحلل السياسي التونسي، إن مع انتهاء كل الحلول لم يكن أمام الرئيس قيس سعيد إلا أن يتخذ هذه الإجراءات بعد ان تغافل القضاء بشكل أو بآخر بعد 25 يوليو، والرسائل الطويلة التي بعث بها من أجل أن يفكك شفرة ملفات الفساد العالقة في الفترة السوداء التي عاشتها تونس.
وأوضح الجليدي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا القرار الذي اتخذه الرئيس "قيس سعيد" هو القرار الأصح والأسلم في هذه الفترة التي تعيشها تونس، بعد أن كثرت الخيبات والأزمات في ظل قضاء اتهم بالفساد لأنه مكبل، وقضاء وضعت شروطه وبنوده على فكر الإخوان الذي أنتج مجلسا حقيقيا ليس فيه أي فرصة للبلد بان تخرج من فساده.
وأكد أن المجلس الأعلى للقضاء بتركيباته التي كانت علية كان لمجلس الاخوان بامتياز، وكان يخدم فقط اجندة الاخوان، ويظل عمل القضاء الحقيقيين الصادقين فرصة لهم وخطوة ممتازة.
وتابع: علينا جميعا ان نراقب الأيام القادمة إذا ما فتحت بسرعة الملفات، فإن هذا الاجراء الذي اتخذه الرئيس التونسي قيس سعيد سيبارك شعبياً وسياسياً.
مصر تدعم الدولة التونسية
وقد سبق وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن في فرنسا على ثبات دعم بلاده للقيادة والحكومة في تونس باتخاذ أي إجراءات تحافظ على كيان الدولة.
وشدد السيسي خلال اللقاء على ثقة مصر في قدرة السلطة التونسية بقيادة الرئيس قيس سعيد على عبور المرحلة الدقيقة الراهنة إلى مستقبل يلبي تطلعات الشعب التونسي.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الجمهورية بسام راضي، بأن الرئيس المصري طلب نقل تحياته إلى رئيس الدولة قيس سعيد، معربا عن التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادة وشعبا للأواصر التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين.
من جانبها، نقلت رئيسة الحكومة نجلاء بودن إلى الرئيس السيسي تحيات الرئيس سعيد، مؤكدة اعتزاز تونس بالروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي، وحرص الجانب التونسي على استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين البلدين حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، وذلك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.
كما أعربت بودن عن التقدير لجهود مصر الداعمة للشأن التونسي ودورها الحيوي في صون الأمن والاستقرار الإقليميين.
هذا، وذكر بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن المباحثات تطرقت أيضا إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، خاصة فيما يتعلق بتيسير حركة التبادل التجاري وزيادة حجم الاستثمارات البينية.