الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاهتمام بالحضارة والتاريخ لا يتوقف.. إسنا أحد متاحف الأقصر المفتوحة في مصر

مدينة إسنا
مدينة إسنا

تابع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جهود تطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية، في اجتماع عقده، الثلاثاء، بحضور كل من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتور أيمن عاشور، نائب وزير التعليم العالي لشؤون الجامعات، كما شارك المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر في الاجتماع، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

واستهل رئيس الوزراء الاجتماع، بالتأكيد على أهمية تكثيف الجهود من أجل استكمال تنفيذ مخططات تطوير مدينة إسنا، باعتبارها مدينة تاريخية تضم العديد من الآثار.

وخلال الاجتماع، أكد وزير السياحة والآثار أنه تم وضع عدة مقترحات بالتنسيق والتعاون مع وزارة التنمية المحلية ومحافظة الأقصر، والجهات المعنية؛ لتطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية ووضعها على الخريطة السياحية (رؤية إسنا 2030)، مشيرًا لما تتمتع به المدينة من إمكانات ومقومات سياحية متميزة تجعلها محطة مهمة على خريطة السياحة الثقافية، لاسيما فيما يتعلق بالرحلات النيلية بين محافظتي الأقصر وأسوان.

وأشار الدكتور خالد العناني إلى الجهود التي تقوم بها وزارة السياحة والآثار لتنمية المقومات السياحية للمدينة، من خلال إحياء وفتح أماكن جذب سياحي جديدة وإحياء السياحة الثقافية بها، مما يعمل على تنشيط حركة السياحية الوافدة إليها، ورفع الوعي السياحي والأثري وتوفير فرص عمل جديدة لأهالي المدينة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الاهتمام بتطوير المدينة لا ينصب فقط على الاهتمام بالآثار التي تتمتع بها، بل بأهالي إسنا والنهوض بالمدينة ككل، وهو ما يأتي في إطار أهداف استراتيجية الوزارة للتنمية المستدامة للحفاظ على الموروث الثقافي والأثري للبلاد.

من جهته، أشار وزير التنمية المحلية إلى أن تطوير ورفع كفاءة مدينة إسنا يأتي استكمالًا للمشروعات الضخمة التي نفذتها الدولة مؤخراً في محافظة الأقصر؛ من أجل استعادة مكانتها كوجهة سياحية وأثرية للزائرين من كل بقاع العالم، كما لفت اللواء محمود شعراوي إلى أن الهدف العام من إحياء مدينة إسنا يرتكز على إعادة إحياء المدينة، بما يحقق تنمية مستدامة ومتكاملة توازن بين الحفاظ على التراث الثقافي المتنوع للمدينة، والاستجابة لمتطلبات أنشطة السياحة بها، وتعظيم المنافع الاقتصادية لسكانها، وتحسين جودة حياتهم.

وفي ضوء ذلك، نوّه وزير التنمية المحلية إلى دعم الوزارة للمجتمع المحلي في تلك المنطقة ومساعدة المواطنين من أصحاب الحرف اليدوية والتراثية التي يتميزون بها للمساهمة في توفير فرص عمل مستدامة لهم، والعمل على زيادة دخولهم الشهرية عقب الانتهاء من تطوير وإعادة إحياء تلك المنطقة.

وشهد الاجتماع مناقشة عدد من المقترحات والمخططات لتطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا سياحيًا، وفي ضوء ذلك تم استعراض الدراسات التي سبق إجراؤها خلال الفترة الماضية ضمن المشروعات التي تنفذها الدولة بالمناطق الأثرية، وخاصة أن المدينة تضم معالم أثرية من حقب تاريخية مختلفة، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية، وما تضمه من منتجات تراثية وشعبية.

وخلال الاجتماع، تم التنويه إلى ركائز التنافسية السياحية التي تحظى بها مدينة إسنا، إلى جانب استعراض تحليل الوضع الراهن وتقييم الفرص والتحديات، وعلاقة مدينة إسنا بالمحيط الجغرافي لها، وكيفية النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لأهالي المدينة، فضلا عن عرض المباني والفراغات العامة بالمدينة التي تحتاج للتطوير وإعادة التأهيل.

كما تم عرض ركائز «رؤية إسنا 2030»، والتي تتمثل في جانب منها في الارتباط بأهداف التنمية المستدامة 2030، والخطة الحضرية الجديدة، ورؤية مصر 2030، والمخطط الاستراتيجي لمدينة إسنا، ومبادئ الحفاظ العمراني، واستغلال الموارد المتاحة، من خلال المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وجهود الوزارات والجهات المعنية، والحفاظ على النسيج العمراني بها.

تجدر الإشارة إلى أن مدينة إسنا تضم العديد من المعالم الأثرية التي تعود للفترات اليونانية- الرومانية، والقبطية، والإسلامية، والحديثة، والتي تتركز فيما يمكن أن نطلق عليه «المدينة التاريخية» بإسنا، كما تتمتع المدينة بنسيج عمراني فريد يضم كثيرا من المباني المتميزة معماريا، ومجموعة من الحرف والأنشطة التجارية التي تتميز بها.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن مدينة إسنا الأثرية بمحافظة الأقصر..

مدينة ومعبد إسنا

تعد إسنا مدينة ومركز رئيسي بمحافظة الأقصر، تبعد 55 كم جنوب الأقصر على الضفة الغربية لنهر النيل، كان لإسنا عدداً من الأسماء في القدم: أيونيت، تا-سـِنـِت، ولاتوبوليس.

كما تحتوي المدينة على معبد إسنا الذي يعد من أهم المعالم السياحية بمدينة إسنا وهو المعبد الوحيد الباقي من أربعة معابد كانت موجودة بالمدينة ثلاث منهم في شمال غرب إسنا في (أصفون – كوم الدير – غرب إسنا)، أما الرابع فكان يقع في شرق إسنا (الحلة)، وفي عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر في كومير جنوب غرب إسنا بحوالي 10 كم إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضي ولم يبقى منها غير ما يدل عليها.

ويرجع اكتشاف معبد إسنا وتنظيفه من الرديم إلى عام 1843م أي في أواخر عصر محمد علي باشا، ويسبق هذا التاريخ زيارة العالم الفرنسي شامبليون له في عام 1828م الذي ذكر أنه رأى نقوش تحمل اسم الملك تحتمس في هذا المعبد.

ويعتقد أن المعبد الحالي أُقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشر، حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذي جاء ذكر مدينة إسنا باسمها في عهده.

وهناك بحث أثري لم ينشر بعد يذكر أن معبد إسنا يرجع إلى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشر 1991- 1778 ق.م وقد تهدم هذا المعبد وأُعيد بناؤه في العصر الصاوي الأسرة السادسة والعشرين ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة بإسنا، أما المعبد الحالي فقد بدأ تشييده في عهد الملك البطلمي بطليموس الملقب باسم فيلوميتور أي المحب لأمه.

وقد أضيف إليه في العصر الروماني قاعة أساطين ترجع لعصر الإمبراطور الروماني (كلوديوس) 40م وتمت زخرفة الصالة في عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات وآخر نقوشها ترجع لعهد الإمبراطور دكيوس حوالي سنة 249 – 250م على الجدار الغربي للمعبد أي أن هذا المعبد استمر في بنائه وزخرفتة خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 م 

الأسواق التجارية بإسنا

تعتبر إسنا مركز تجاري هام بالنسبة للقرى والمراكز والمحافظات المحيطة بها وتحتوي على عدد من الأسواق التجارية، كما تحتوي إسنا على العديد من الأسواق القديمة.

ويعد سوق القيسارية من أجمل الأسواق وأعرقها حيث أنه موجود منذ القرن التاسع عشر وربما قبل ذلك، ويتميز بأنه سوق مغطى يقع في منطقة إسنا القديمة بالقرب من المعبد، وأنشطة هذا السوق متمثلة في بيع الأقمشة وما يتعلق بها وأدوات الخياطة، والدكاكين الموجودة به من نفس الدكاكين التي كان يعمل بها أجدادهم محتفظة بتاريخها القديم.

وهناك أيضا السوق السياحي الذي يبيع كل ما هو نفيس وقيّم وذو منظر خلاب للسياح، ومنتجات هذا السوق على الطراز المصري الأصيل، وتُباع فيه التحف والأنتيكات الفرعونية للسياح وهي أشياء جميلة تسرّ النظر. 

وهناك أيضا شارع السويقة القديم ويتميز بأنه مغطى ويحتوي على الكثير من المحلات التي تمثل كل ما يحتاج إليه الإنسان من الملابس والأقمشة والأحذية وأدوات المطبخ والإكسسوارات ومحلات العطارة والأغذية.

كما يحتوي على عدد من البيوت القديمة التي تمثل طراز فخم لمهارة العامل المصري، فهذه البيوت تتميز بجمالها ورونقها وشكلها الجذاب وتتميز بالبساطة والجمال، ويعتبر خان الشناقرة وخان الجداوي من الأماكن التجارية التي أوردها ابن بطوطة والدكتورة سعاد ماهر في كتابها آثارنا الإسلامية، وبها أيضا محال تجارية أخرى تتمركز بمنتصف البلد ويستهدفها معظم قاطني القرى القريبة وأيضا البعيدة.

المعالم الإسلامية في إسنا

يوجد بإسنا العديد من المساجد القديمة والأثرية ذات الرونق الخاص والأشكال الجميلة، وتعتبر إسنا من أول البلاد التي أسلمت بعد الفتح الإسلامي لمصر. 

وبفضل هذه المساجد تخرج العلماء في كافة مجالات الحياة، وتعد المئذنة العمرية من أقدم المآذن في تاريخ مصر وتتميز بالشكل الجميل وأصالة التاريخ وعلم العمارة وهي شاهد تاريخي على أن المسلمين من عظماء التاريخ وأجري لها ترميم وتثبيت بالأرض بعد زلزال عام 1992.

وفيما يلي نستعرض أهم المساجد المتواجدة في إسنا:

1- المسجد العمري هو أول مسجد بُني في مدينة إسنا والذي تنتمى إليه المأذنة العمرية وسمي بالمسجد العمري نسبة إلى عمرو بن العاص عندما فتح المسلمون مصر ولأنه بني في عهد الفتح الإسلامي وبعد فتح مدينة إسنا ودخول الإسلام إليها وقد تم هدمه وإعادة بنائه مرة أخرى على الطراز الحديث إلا أنه تم الإبقاء على المأذنة على وضعها القديم دون المساس بها وقد سمي بعد إعادة بنائه بالمسجد العتيق والجامع الكبير

2- مسجد الخن وهو من أقدم وأعرق المساجد في إسنا ويقع في منطقة وسط البلد ويتميز بمساحته الكبيرة وبُني أكثر من مرة وتم إجراء ترميم وتوسعة له في نهاية التسعينات ومن أشهر خطبائه الشيخ الراحل عبد الوهاب صالح، ويأتي الفقهاء من كل مكان ليلقوا الدروس في هذا المسجد.

3- مسجد السلايمة من أقدم المساجد ويتميز بجمال مئذنته.

4- مسجد الصاوي من أقدم المساجد ويتميز بجمال مئذنته ويقع بشارع السويقة وهو من أجمل المساجد من الداخل.

5- مسجد آل حزين يحتوي على مئذنة جميلة، مسجد الإسراء من أجمل وأحلى المساجد في مصر يتميز يشكل جميل ومغطى من الخارج بالطوب الفرعوني ويحتوي من الداخل على نقوش جميلة وعلى ثرية نحاسية جميلة.

6- مسجد المجمع الإسلامي ويحتوي المسجد علي عدة أقسام منها ما هو متعلق بالطب ومنها ما هو متعلق بالتعليم وأيضا مكتب بريد وبعض المحلات التجارية ويوجد بكل قرية من قرى إسنا العديد من المساجد مثل مسجد الإدريسي بالدير نسبة إلى الشريف أحمد بن إدريس الذي مكث فيه فترة من الزمن ونسب المسجد إليه.

المعالم المسيحية في إسنا

توجد في مدينة إسنا العديد من المعالم المسيحية منها كنيسة العذراء مريم والأم دولاجي، ويوجد مزاران إحداهما بإسم الفلاحون الثلاث الشهداء والآخر باسم الشهيدان بطرس وبولس.

كما يوجد اثنان من أقدم الأديرة وهما دير القديس "متاؤس الفاخوري" نسبة إلى عمله في صناعة الفخار، وهذا الدير يقع بمنطقة توماس ويسكنه الرهبان الأرثوذكس.

أمّا الدير الثاني فهو باسم الشهداء نسبة إلى شهداء مدينة إسنا من المسيحيين الذين قتلهم أريانوس الوالي لأنهم رفضوا التبخير والسجود للحجارة (الأصنام) وكان عددهم 160 ألف شخص مع أسقف الأنبا أمونيوس. 

وتوجد أيضا الكنيسة الإنجيلية المشيخية وكنيسة الكاثوليك.

الحدائق والمنتزهات بإسنا

تحتوي إسنا على العديد من المنتزهات والحدائق التي تتميز بإطلالها على نهر النيل مباشرة مثل حديقة الخالدين التي تتوسط المسافة بين قناطر إسنا القديمة والجديدة، والحديقة الدولية وتقع على بعد أمتار شمال قناطر إسنا الجديدة وقد تم تجديدها بالكامل وافتتاحها مع هاويس القناطر الإضافي. 

كما يوجد أيضا حديقة الكامب أو ما يعرف بالنادي الإيطالي والتي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في منطقة الري، وتتميز هذه الحديقة عن غيرها بأنها تتيح للمتواجد بها رؤية مشهد بانورامي لكلا من القناطر الجديدة والقديمة ومدينة إسنا معا.

وتحتوي المدينة أيضا على العديد من المقاهي السياحية على امتداد شارع البحر وتتميز بإطلالها على النيل.

ويستطيع المتواجد بإسنا رؤية النيل من كامل زواياه خاصةً بعد تحويل القناطر القديمة إلى منتزه مفتوح وإضافة المقاعد الرخامية إليه، جدير بالذكر أنه قد تم منع عبور السيارات على قناطر إسنا القديمة عدا ساعتين يوميا.