وصلت الوحدات الأولى من قوات أمريكية أرسلتها واشنطن إلى بولندا، في إطار تعزيز الوجود العسكري الأمريكي بشرق أوروبا.
وذكرت وكالة الأنباء البولندية، السبت، أن المجموعة الأولى من أفراد الفرقة 82 من القوات الأمريكية المحمولة جوا، وصلت إلى مطار "ياسيونكا" قرب مدينة جيشوف على مسافة 70 كم تقريبا من الحدود البولندية الأوكرانية.
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش البولندي الميجور برجنيسلاف ليتشينسكي، إن نقل التعزيزات الأمريكية إلى بولندا يأتي “في إطار طمأنة الحلفاء القلقين من التوتر ”الروسي - الأوكراني".
وأوضح ليتشينسكي، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أن "طلائع الجنود وصلت إلى مطار يسيونكا"، مضيفا أن الجزء الأكبر من الكتيبة الأمريكية وقوامها 1700 جندي ستصل "قريبا".
يأتي وصول الوحدات العسكرية غداة هبوط 8 طائرات أمريكية في المطار نفسه حملت على متنها عسكريين مسئولين عن التحضير لاستقبال جنود الفرقة المذكورة وتقديم الدعم اللوجستي لهم.
وجاءت هذه الخطوة من واشنطن في إطار "رد" على تصاعد التوتر حول أوكرانيا، وحشد روسيا قواتها على حدود كييف، وسط مخاوف واشنطن وحلف شمال الأطلسي "الناتو" -بالأساس- من غزو روسي محتمل لكييف.
لكن موسكو نفت مرارا وتكرارا وعلى مختلف المستويات، وجود أي نية لاجتياح الدولة السوفيتية السابقة، متهمة كييف بعدم الالتزام باتفاقيات "مينسك" الهادفة لتسوية النزاع في منطقة دونباس (جنوب شرق أوكرانيا)، وحشد قوات كبيرة عند خط التماس بين الطرفين، وقصف مواقع القوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك (المعلنتين من جانب واحد) بأسلحة محظورة.
فيما أعلن مسؤولون أمريكيون أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنه بات لديها بالفعل 70% من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤولين الأمريكيين، أمس السبت، تحذيرهم من أن: "النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظل خطر تسببه في مقتل ما بين 25 - 50 ألف مدني، وما بين 5 - 25 ألف جندي أوكراني، وما بين 3 - 10 آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى 5 ملايين لاجئ، بشكل رئيسي إلى بولندا".
وقالت الوكالة نقلا عن المسؤولين الأمريكيين: "أعدت روسيا نحو 70% من القوات التي تحتاج إليها لشن هجوم شامل على أوكرانيا، وتقوم بإرسال كتائب تكتيكية إضافية".
وأضافت: "قال المسؤولون الأمريكيون إنه إذا قررت روسيا الهجوم على العاصمة (الأوكرانية) كييف، فستهزم المدينة خلال يومين".
وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن "الاستخبارات الأمريكية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل".
وحذر هؤلاء المسؤولون الأمريكيون أعضاء الكونغرس والحلفاء الأوروبيين من أنه "بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، فإنه ستكون لدى بوتين قوات كافية (150 ألف جندي في منتصف فبراير) لتنفيذ غزو واسع النطاق".