"التغيير أمر جيد" كان التعليق الذي أسعف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مستعيرًا إياه من شخصية القرد الحكيم "رفيكي"، أحد شخصيات كارتون شركة "ديزني" الأشهر "الأسد الملك".
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، استعان جونسون بعبارة القرد رفيكي، كتعليق على خامس حالة استقالة لمسئول بمجلس الوزراء خلال آخر 24 ساعة، على خلفية التحقيق في إقامة حفلات بمقر رئاسة الحكومة خلالال فترة الإغلاق الاحترازي لمكافحة فيروس كورونا.
وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية "10 داونينج ستريت" استقالة إلينا ناروزانسكي، عضو وحدة السياسات بمقر رئاسة الحكومة، لتكون خامس استقالة خلال 24 ساعة على خلفية فضيحة احتفالات فترة الإغلاق.
وخاطب جونسون الموظفين في غرفة مجلس الوزراء هذا الصباح وقال "كما يقول رفيقي في فيلم Lion King، التغيير جيد، والتغيير ضروري على الرغم من أنه صعب".
وجاءت هذه التعليقات في الوقت الذي قال فيه وزراء الحكومة إنهم يعتقدون أن هناك فرصة "50/50" لإجبار جونسون على الاستقالة فيما "يبدو وكأنها النهاية" بعد استقالة عدد من مسئولي الحكومة أمس، وسط مخاوف متزايدة داخل الحكومة من احتمال استقالة المزيد من الموظفين وحتى الوزراء.
وقدم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اعتذارا عن إقامة حفلات في مقر رئاسة الحكومة، 10 داونينج ستريت، أثناء فترة الإغلاق، لكنه أصر على أنه يمكن الوثوق به وبحكومته.
ويأتي اعتذار جونسون بعدما خلص تقرير داخلي حول فضيحة الحفلات التي أقيمت في مقر رئاسة الحكومة البريطانية إلى وقوع "أخطاء في القيادة وفي التقدير"، وفق ما أعلنت، الاثنين الماضي، كبيرة الموظفين الحكوميين سو جراي.
وأشارت جراي إلى محدودية ما يمكنها التصريح به في ما يتعلق بالتقرير الذي طال انتظاره، بعدما أطلقت شرطة مدينة لندن تحقيقا الخاص في الفضيحة. لكن في التقرير الواقع في 12 صفحة، ندّدت جراي بـ"استهلاك مفرط للكحول" في مناسبات عدة أقيمت في داونينج ستريت حينما كانت عامة الشعب خاضعة لقيود صارمة تحظر إقامة المناسبات الاجتماعية.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام، نُظم ما لا يقل عن 17 تجمعاً إما في داونينج ستريت - حيث يعيش رئيس الوزراء ويعمل - أو في إدارات حكومية أخرى، في أوج تفشي كورونا.
وعندما أقيمت هذه الحفلات، كانت بريطانيا تتبع مراحل ودرجات متفاوتة من قواعد الإغلاق، حظرت من خلالها معظم التجمعات لأكثر من شخصين في الأماكن المغلقة، كما فرضت قيوداً أخرى على الأحداث والمناسبات التي أقيمت في الهواء الطلق.
ومع انتقال لندن إلى أعلى مستوى من القيود الصارمة في ديسمبر 2020، أُقيم عدد من المناسبات الاحتفالية، بما في ذلك ما يسمى "التجمع غير المصرح به" في مقر حزب المحافظين.
وواجه رئيس الوزراء البريطاني ردود فعل قاسية، إذ انتقده بانتظام زعيم المعارضة في البرلمان، السير كير ستارمر. وكانت أول ضحية في الفضيحة السكرتيرة الصحفية للحكومة أليجرا ستراتون.
ودعا العديد من النواب الآخرين من داخل حزب المحافظين وخارجه إلى استقالة جونسون، بعد توجيه ضربة قوية بشكل خاص من وزير شؤون البريكست السابق ديفيد ديفيس. وقال ديفيس "لقد جلستَ على ذلك الكرسي لفترة طويلة من أجل كل الخير الذي فعلته... أستحلفك بالله أن ترحل".